قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية، إنه في الوقت الذي يتم فيه القبض على العديد من الأمراء السعوديين وكبار المسؤولين الحكوميين كجزء من حملة مكافحة الفساد الظاهرة، يحاول المحللون ووكالات الإعلام في جميع أنحاء العالم معرفة الدوافع وراء هذا التحرك وما يعنيه مستقبل المملكة. وكانت المملكة العربية السعودية قد اعتقلت 11 أميرا سعوديا على الاقل وأربعة وزراء من الحكومة السعودية وعشرات من وزراء الحكومة السابقين في حملة واضحة لمكافحة الفساد. وقد جرت الاعتقالات بعد ساعات من إعلان الملك سلمان ملك السعودية تشكيل لجنة جديدة قوية لمكافحة الفساد برئاسة ابنه ولي العهد محمد بن سلمان. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن هذه الخطوة نفذت خلال "فترة من الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة في المملكة العربية السعودية" حيث تسعى المملكة إلى إصلاح اقتصادها وتقليل اعتمادها على صادرات النفط. وقد دفع هذا التطور بعض المحللين إلى التكهن بأنه كان جزءا من خطة ولي العهد لتأمين قاعدة سلطته. كتب بروس ريدل، مدير مشروع الاستخبارات في مؤسسة بروكينغز، ل"المونيتور". "يشير المراقبون المعرفون بالسياسة الداخلية السعودية إلى الاعتقالات الكثيرة لرجال الدين والمثقفين البارزين كدليل على التوترات داخل المملكة... إن الجولة الأخيرة من الاعتقالات لا تعزز إلا الإحساس بأن مناقشة الخلافة أصعب من الملك وما يرده ابنه". وأوردت "سبوتنيك"، "غير أن آخرين رأوا أن هذا التطور علامة على إصلاحات فعلية ورسالة إلى نخبة البلد." وقال علي الشهابي، المدير التنفيذي لمؤسسة الفكر العربي في مؤسسة "وابو": "إن الفيلسوف كلبيون يسمي هذا بلعبة القوة، لكنه في الواقع رسالة إلى الشعب بأن فترة تساهل النخبة تقترب من نهايتها"، وأن هذه الخطوة" سوف يكون لها صدى واسع مع الجماهير لأن تساهل النخبة كان قضية قاسية لعقود". وأشار الكاتب في واشنطن بوست، إيشان ثارور، أيضا إلى أن ولي العهد هو مهندس السياسة الخارجية للمملكة التي "تنحى حول مواجهة إيران" وأن من المستحيل أن نرى الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري "خارج منظور التنافس السعودي الإيراني". وكان قد أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته يوم السبت 4 نوفمبر، مدعيا أن الجو في لبنان يشبه ما قبل اغتيال والده، ويهدد ضد إيران وحزب الله. وقبيل استقالته، زار الحريري السعودية حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وغيره من المسؤولين السعوديين. مصدر الخبر من هنا