"وعد من لايملك لمن لا يستحق"، هكذا أطلق عليه العرب، حيث قام، من لا يملك وهو وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور، عام 1917، بقطع وعد لليهود؛ لإقامة وطن لهم على أرض فلسطين، دون وجه حق. مئوية وعد بلفور المشؤوم وتحل غدًا الخميس، الذكرى ال 100 لوعد "بلفور"، الذي تجاهل حقوق الشعب الذى كان يعيش على أرض فلسطين؛ لتحقيق أهداف استعمارية سياسية، ليس تعاطفًا مع اليهود كما يتداولون.
وعندما نسترجع الفترة التي قطعت فيها بريطانيا هذا الوعد، نجد أن عدد اليهود على أراضي دولة فلسطين في هذا الوقت لم يكن يتعد ال 5 %، وعلى الرغم من ذلك اعتبرت بريطانيا في رسالة "بلفور"، أن اليهود شعبًا يستحق أن تُقام له دولة، وكانت هذه الرسالة قبل شهرًا واحدًا من احتلال بريطانيالفلسطين.
رئيس فلسطين يطالب بريطانيا بتصحيح أخطاء الماضي وبعد مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم، طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، الحكومة البريطانية بأن تستغل الذكرى ال100 لوعد بلفور لتصحيح أخطاء الماضى.
وأضاف "أبو مازن"، في مقال له بصحيفة "الجارديان" البريطانية أن توقيع بلفور على خطاب يتعهد فيه بمنح الحركة الصهيونية الأرض فى 2 نوفمبر 1917 كان له أثر مدمر بالنسبة للفلسطينيين طوال القرن الماضى.
ووجه "أبو مازن" الاتهام إلى بريطانيا بأنها المتسبب الأول فيما يحدث على أراضي فلسطين الأن، قائلًا: " هذه السياسة البريطانية أدت لدعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين مع إبطال الحق العربى الفلسطينى فى تقرير المصير، كما تسببت فى توترات شديدة بين المهاجرين اليهود الأوروبيين والسكان الفلسطينيين الأصليين".
وقال الرئيس الفلسطيني إن إعلان بلفور ليس شيئا ينبغى الاحتفال به، مشيرًا إلى أن إقامة وطن لشعب واحد أدى إلى تجريد شعب آخر من حقوقه ومعاناته من الاضطهاد.
بعد 100 عام.. بريطانيا تعرب عن حزنها بسبب وعد "بلفور" وفي السياق ذاته وبعد 100 عام، وصف أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس، عن حزنه الشديد؛ لمعاناة المتضررين والمطرودين في فلسطين، من إقامة إسرائيل.
وفي مقال له نشرته صحيفة "التليجراف" البريطانية، أشار إلى أن وثيقة "بلفور"دعت إلى ضرورة عدم الإضرار بالحقوق المدنية والدينية للطوائف الأخرى غير اليهودية.
وأشار جونسون إلى قضية المستوطنات الإسرائيلية، قائلا إن حل الدولتين يجب أن يشمل دولة فلسطينية متصلة الأراضي وقابلة للحياة إلى جانب دولة إسرائيلية آمنة، واقترح السعي لاتفاق سلام استنادا إلى حدود 1967 مع تبادل الأراضي.
وأشار إلى أهمية التفاوض قائلًا : "في نهاية المطاف، يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يتفاوضوا على التفاصيل وأن يكتبوا فصلهم الخاص في التاريخ، وستقدم بريطانيا كل ما في وسعها لإستكمال الأعمال غير المنجزة لوعد بلفور".
ما لا تعرفه عن بلفور؟ 1- ولد "بلفور" في 25 يوليو 1848، ويكره اليهود.
2- حين تولى الخارجية البريطانية عام 1903هاجم المهاجرين اليهود لاصرارهم على عقلية الغيتو، و رفضهم الاندماج مع سكان البلاد.
3- عارض بلفور انتقال اليهود إلى شرق أوروبا، خوفًا من انتقالهم إلى بريطانيا.
4- أصدر "بلفور" قوانين تحد من هجرة اليهود إلى بريطانيا .
