تكاد تكون لغة الأرقام هي اللغة الصادقة لأي مشروع اقتصادي، وحينما تجد مشروعًا اقتصاديًا تنوميًا يحمل في طياته الأمن والكفاءة ويرسم معايير المعيشة والعمل، ومنه تنطلق صناعة المستقبل، فإن هذا يعني أن موقعه يتيح له أن يتحول سريعاً إلى مركز عالمي يجمع أفضل إمكانات المنطقة العربية، وآسيا، وأفريقيا، وأوروبا وأمريكا في مكان واحد. ويمتد مشروع "نيوم" العالمي في المملكة العربية السعودية على مساحة 26.500 كم2 ويعد الأول من نوعه عالمياً، كما أن المستثمرين شركاء في صياغة أنظمته، وبذلك يبقى هو المشروع الاستثنائي الذي يربط القارات الثلاث ويضم أهم القطاعات الاقتصادية الواعدة عالمياً. وفق صحيفة "سبق" 70 مليار دولار تعود للسعودية وكشفت دراسة المشروع الذي وضع بعناية كاملة أن القطاعات التي سيتم تطويرها سوف تعيد نحو 70 مليار دولار من إيرادات السلع المستوردة حالياً من الخارج مع إمكانية إنتاجها في مشروع "نيوم" "مثل السيارات، والآلات، ومعدات الاتصال". وسيوفر المشروع فرصاً إضافية أمام المستثمرين السعوديين في القطاعات التي لم تكن متاحةً في المملكة، وذلك ضمن بيئة استثمارية ذات قوانين صديقة للأعمال، ومنظومة مصممة خصيصاً لتحقيق النمو، ونتيجةً لذلك، ستتم معالجة جزء من مشكلة تسرب الاستثمارات وإنفاق المستهلكين السعوديين في الخارج. ومن شأن العرض العالمي المستوى للمشروع أن يتيح الفرصة أمام المواطنين السعوديين للسفر إلى المدينة الجديدة بدلاً من البلدان الأجنبية مع بقاء الأموال داخل المملكة. 500 مليار دولار دعم "نيوم" ومن المقرر دعم "نيوم" بأكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة من قبل المملكة العربية السعودية، عبر صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين. وقد تصل مساهمة المشروع في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030م وقد تتجاوز ذلك، بالإضافة إلى أن الناتج المحلي للفرد في هذه المنطقة الخاصة سيكون الأعلى في العالم. العالم يراقب العجلة السريعة للرؤية هذا وقد بات العالم يراقب هذه العجلة السريعة التي تخطو نحو الرؤية السعودية 2030، حيث يأتي مشروع "نيوم" في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع. محاور الرؤية السعودية ويساهم مشروع "نيوم" في إنجاز رؤية المملكة 2030 عبر محاورها الثلاثة "مجتمع حيوي، وذلك وجهة في صدارة مؤشر أفضل مدن العالم ملاءمةً للعيش وتطوير القطاعات الإعلامية والرقمية التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة والرؤية الحضرية الواعدة لتصبح الوجهة الأكثر استقطاباً للمواهب السعودية والدولية". وفيما يتعلق بالمحور الثاني "اقتصاد مزدهر" فإن ذلك يتم من خلال بيئة وأنظمة صديقة للأعمال وتقديم حوافز لاستقطاب الشركات والاستثمارات الأجنبية وتستهدف تسعة قطاعات تهدف إلى تنويع الاقتصاد من أجل تعزيز القدرة على الاستغناء عن النفط، كما أن هناك مساهمة قوية في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وإعادة توجيه بعض التسربات المالية الخارجية إلى داخل المملكة. أما المحور الثالث "وطن طموح" فإن المشروع يعتبر وجهة فاعلة تستخدم أحدث التقنيات، واستخدام التقنيات الرقمية بشكل كامل لزيادة كفاءة الحكومة، ومراعاة الاستدامة والمفاهيم الإنشائية المبتكرة. "نيوم" الأكثر أمناً في العالم ويتطلع مشروع "نيوم" لتحقيق أهدافه الطموحة بأن تكون المنطقة الأكثر أمناً في العالم إن لم تكن الأكثر، وذلك عبر توظيف أحدث التقنيات العالمية في مجال الأمن والسلامة، وتعزيز كفاءات أنشطة الحياة العامة، من أجل حماية السكان والمرتادين والمستثمرين. وستتم أتمتة جميع الخدمات المقدمة والإجراءات فيها بنسبة 100% بهدف أن يصبح مشروع "نيوم" الأكثر كفاءة حول العالم، وبالتالي يتم تطبيقها على كافة الأنشطة كالإجراءات القانونية والحكومية والاستثمارية وغيرها. وستخضع المنطقة بأكملها لأعلى معايير الاستدامة العالمية، وستكون جميع المعاملات والإجراءات والمرافعات فيها إلكترونية بدون ورق. 9 قطاعات استثمارية وقد وضعت تسعة قطاعات استثمارية متخصصة في قائمة مشروع "نيوم" التي تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، لتحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي. وستسهم في خلق فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة، وسيعمل مشروع "نيوم" على جذب الاستثمارات الخاصة. الاستثمارات والشراكات الحكومية ومن المنتظر بناء منطقة "نيوم" من الصفر على أرض خام، وهذا ما يمنحها فرَصاً استثنائية تميزها عن بقية المناطق التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين وسنغتنم هذه الفرصة لبناء طريقة جديدة للحياة بإمكانيات اقتصادية جبارة. وتشمل التقنيات المستقبلية لتطوير منطقة "نيوم" مزايا فريدة، يتمثل بعضها في حلول التنقل الذكية بدءاً من القيادة الذاتية وحتى الطائرات ذاتية القيادة، الأساليب الحديثة للزراعة وإنتاج الغذاء، الرعاية الصحية التي تركز على الإنسان وتحيط به من أجل رفاهيته، الشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة أو ما يُسمى ب"الهواء الرقمي"، التعليم المجاني المستمر على الإنترنت بأعلى المعايير العالمية، الخدمات الحكومية الرقمية المتكاملة التي تتيح كافة الخدمات للجميع بمجرد اللمس، معايير جديدة لكود البناء من أجل منازل خالية من الكربون، وتصميم إبداعي ومبتكر لمنطقة "نيوم" تحفز على المشي واستخدام الدراجة الهوائية تعززها مصادر الطاقة المتجددة. وسيخلق ذلك التحرك طريقة جديدة للحياة تأخذ بعين الاعتبار طموحات الإنسان وتطلعاته، وتطبيق أحدث ما توصلت إليه أفضل التقنيات العالمية. لاضافة تعليقك .. يجب التسجيل او الدخول الي حسابك