أقرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الجمعة بأن مفاوضات خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) "مازال أمامها مسافة ما يتعين قطعها"، في الوقت الذي ظل فيه قادة الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون اليوم الجمعة رافضين للانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات. وقرر قادة الاتحاد الامتناع عن اتخاذ قرار حتى ديسمبر بشأن ما إذا تم تحقيق تقدم كاف في المفاوضات الجارية التي ستسمح لهم بالانتقال لمناقشة مستقبل العلاقة مع بريطانيا. غير أنهم أشاروا إلى أن الاتحاد سيبدأ استعدادات داخلية للمفاوضات بشأن المرحلة التالية. وقالت ماي "إنني طموحة وإيجابية بشأن مستقبل بريطانيا وهذه المفاوضات، ولكنني أعرف أنه مازالت أمامنا بعض المسافة التي يتعين قطعها". وأضافت: "يتعين أن نعمل سويا من أجل التوصل إلى نتيجة يمكننا أن ندعمها وتصب في صالح شعوبنا جميعا". وأكدت ماي أنه في الوقت الذي تعمل فيه من أجل التوصل إلى "صفقة جيدة"، إلا أنه سوف يكون "من غير المسئول" عدم النظر إلى "جميع الاحتمالات، بما في ذلك إمكانية فشل المفاوضات". وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي: "انطباعي أن التقارير التي تتحدث عن أزمة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مبالغ فيها". وقال: "بينما التقدم غير كاف، فهذا لا يعني أنه لا يوجد تقدم على الإطلاق". كان زعماء الاتحاد السبع والعشرون قد تبنوا نتائجهم بشأن حالة مفاوضات بريكزيت بعدما بدا أن جهود اللحظة الأخيرة من جانب ماي لإقناعهم بالانتقال إلى المرحلة التالية لم تجد آذانا صاغية لها. والتمست ماي بشدة على حفل العشاء يوم الخميس بأن يوافق قادة الاتحاد على الانتقال إلى مفاوضات مستقبل العلاقة بين الاتحاد وبريطانيا، على الرغم من حقيقة بقاء قضايا رئيسية تتعلق برحيل بريطانيا معلقة وتشمل أسئلة عن حقوق المواطنين والحدود الأيرلندية والتسوية المالية. وقال رئيس وزراء مالطا جوزيف مسكات: "كان أفضل أداء لها على الإطلاق من حيث أنها نقلت مناشدة مخلصة وصريحة وحارة بأنها تريد إحراز تقدم وغيرت موقفها لذا أعتقد أنه موقف نقدره". "لكن أعتقد أنه لم يتغير شئ حقيقة عما كان من قبل". وطالب زعماء الدول الأعضاء الباقين في الاتحاد الأوروبي بمزيد من التفاصيل عن المواقف البريطانية بما فيها "التزام صارم ومحدد من المملكة المتحدة لتسوية كل "تعهداتها المالية المتبقية. وقال جان كلود يونكر للصحفيين: "لدينا بعض التفاصيل، لكن ليس لدينا كل التفاصيل التي نحتاج إليها". وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن مسألة الالتزامات المالية البريطانية هي المهمة للبدء في مفاوضات التجارة. كما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن الاتحاد الأوروبي "بعيد عن حسم التعهدات المالية الضرورية" بشأن بريكزيت من أجل الانتقال إلى المفاوضات التجارية. وقال ماكرون في إشارة إلى الوعود التي اطلقتها تريزا ماي في الأسابيع القليلة الماضية بأن بريطانيا ستحترم تعهداتها المالية: "أوصي فعلا بالبداية المالية". وذكر رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار إنه من السابق لأوانه أن نقول ما إذا كانت المفاوضات ستحقق تقدما كافيا بحلول ديسمبر للبدء في المفاوضات التجارية، مضيفا أن حكومته ستبحث أيضا في سيناريو خروج بريطانيا بدون التوصل لاتفاق. وقالت رئيسة ليتوانيا داليا جريباوسكايتي إنه حان الوقت "للبدء في مفاوضات وليس فقط الحديث".