اندلعت اولى احداث الشغب في لندن السبت في اعقاب تظاهرة مطالبة بالعدالة اثر مقتل الشاب مارك دوغان برصاص الشرطة في توتنهام شمال العاصمة، ثم امتدت الى انحاء اخرى في البلاد. وتعهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون باعادة الهدوء بعد ثلاث ليال من اعمال الشغب والنهب والتخريب اسفرت عن قتيل واحد، واعلن نشر تعزيزات من الشرطة.
وبدا الوضع هادئا في لندن مساء الثلاثاء، بعد ان تركزت اعمال العنف في مانشستر وبرمنغهام
واشتبكت مجموعات من الشبان الملثمين مع الشرطة في معارك في مدينة مانشستر في شمال غرب انجلترا وحطموا واجهات المتاجر ونهبوها. واضرمت النار في متجر لبيع الملابس/وفي سالفورد بالقرب من منطقة مانشستر الكبرى ألقى مثيرو الشغب الحجارة على الشرطة وأشعلوا النيران في المباني. وتعرض مصور تلفزيوني يعمل بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لهجوم. وأظهرت لقطات تلفزيونية النيران تخرج من المحال التجارية والسيارات وشوهدت اعمدة من الدخان الاسود الكثيف يتصاعد عبر الطرق.
وقال جاري شيوان مساعد رئيس الشرطة "خلال الساعات القليلة الماضية واجهت شرطة مانشستر الكبرى مستويات غير عادية من العنف من جانب جماعات لها نوايا اجرامية لارتكاب اضطرابات واسعة النطاق."
واضاف "لا يوجد لدى هؤلاء الناس شيء للاحتجاج عليه - لا يوجد أي احساس بالظلم أو أي شرارة أدت إلى هذا. فهذه ببساطة وبشكل واضح اعمال سلوك إجرامي وهي الأسوأ التي رأيتها على هذا النطاق."
وقالت الشرطة انه في وست بروميتش وولفرهامتون أحرقت سيارات وجرت مداهمة المتاجر وألقت مجموعة تضم من 30 إلى 40 شخصا قنابل حارقة على مركز للشرطة واحرقوه في نوتنجهام ولم يصب أحد بأذى.
وفي حي توكستيث بليفربول قالت الشرطة إن مثيري الشغب أضرموا النار في سيارتي اطفاء وسيارة احد ضباط مكافحة الحرائق. وفي وقت سابق قالت الشرطة إن حوالي 200 شاب يلقون القذائف حطموا المتاجر ونهبوها مما تسبب في الفوضى واحداث اضرار.
وقالت الشرطة انها اعتقلت 47 شخصا في مانشستر وسالفورد و37 شخصا في توكستيث. وهناك تقارير عن اضطرابات طفيفة في برمنجهام وليستر في ميدلاندز وميلتون كينز شمالي لندن وجلوستر في الجنوب الغربي.
وفي لندن سارع الناس إلى منازلهم مبكرا وأغلقت المتاجر أبوابها واغلق كثير من أصحاب المتاجر واجهات متاجرهم بينما تستعد المدينة لمزيد من أعمال العنف التي اندلعت في أحياء لندن وامتدت إلى مدن اخرى.
ونهبت العصابات متاجر الملابس والأحذية والسلع الالكترونية واحرقوا السيارات والمتاجر والمنازل مما تسبب في اضرار بعشرات الملايين من الجنيهات وسخروا ايضا من الشرطة.لكن شوارع لندن كانت هادئة يوم الثلاثاء.
وسعى زعماء بعض الطوائف إلى تفسير أسوأ أعمال عنف في لندن منذ عقود بأنها ترجع إلى الفوارق المتزايدة في الثروات والفرص في المدينة التي يسكنها مزيج من الأعراق المختلفة لكن كثيرين رفضوا فكرة أن أي شيء سوى الجشع دفع مثيري الشغب إلى ذلك.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحفيين بعد أن قطع عطلة كان يقضيها مع أسرته وعاد لمواجهة الأزمة "هذا إجرام صرف ويجب مواجهته ودحره."
وأضاف بعد اجتماع مع لجنة حكومية لادارة الازمة "لا يساور الناس أي شك في أننا سنفعل كل ما يلزم لإعادة النظام إلى شوارع بريطانيا."
ومن المقرر عقد اجتماع آخر مماثل اليوم الاربعاء. ودعا كاميرون البرلمان للانعقاد من عطلته الصيفية في إجراء نادر الحدوث.
وقالت الشرطة إن 16 ألفا من أفراد الشرطة سينتشرون في الشوارع ليل الثلاثاء وهو نحو ثلاثة أمثال عدد أفراد الشرطة الذي نشر مساء الاثنين وبلغ ستة آلاف فرد. ويبلغ عدد سكان لندن 7.8 مليون نسمة.
وتضع الاضطرابات كاميرون أمام تحد إضافي في وقت يكافح فيه الاقتصاد البريطاني لتحقيق نمو بعد أن قلصت حكومته الإنفاق العام وزادت الضرائب المساعدة في سد عجز بالميزانية. لكن محللين يقولون إن تلك الإجراءات فاقمت محنة الجيل الجديد في أحياء لندن وضواحيها.
وتكشف أحداث الشغب للعالم عن جانب قبيح في لندن قبل عام من دورة الألعاب الأولمبية 2012 التي ستستضيفها العاصمة البريطانية والتي يأمل المسؤولون أن تسلط الأضواء على المدينة على نحو مماثل للزفاف الملكي في ابريل نيسان الماضي.
وقال ستيف كافانا نائب مساعد قائد الشرطة "ينبغي الا يستيقظ أحد ليرى في هذه المدينة الرائعة مثل هذه المشاهد للدمار والعنف."
وقالت الشرطة انها اعتقلت 685 شخصا في لندن منذ بدء عمليات النهب يوم السبت. وأصيب أكثر من 100 ضابط شرطة.
وقتل رجل عمره 26 عاما رميا بالرصاص في كرويدون جنوبي لندن وهي أول حالة وفاة خلال أعمال الشغب.
وخرج بعض سكان لندن خوفا من ليلة أخرى من المتاعب إلى الشوارع للدفاع عن ممتلكاتهم. وفي ساوث هول غرب لندن احتشد نحو 100 شخص خارج معبد للسيخ تحسبا لتجدد أعمال الشغب.
واستضافت اللجنة المنظمة لدورة الالعاب الأولمبية في لندن 2012 وفدا من اللجنة الأولمبية الدولية "كما كان مخطط" يوم الثلاثاء وقالت إن أعمال العنف لن تضر الاستعدادات للدورة الأولمبية.
لكن أحداثا رياضية أخرى تضررت حيث ألغت انجلترا مباراة دولية ودية في كرة القدم كان مقررا إقامتها اليوم الأربعاء مع هولندا كما ألغيت ثلاث مبارات للأندية.
وعلى جسر وستمنستر التقط السياح صورا بعضهم لبعض امام البرلمان على النحو المعتاد برغم ان الاعداد كانت اقل من المعتاد لأمسية في شهر أغسطس اب.
وقال سائح برازيلي عمره 23 عاما يدعى بيدرو "هناك المزيد من ضباط الشرطة في الشوارع لاحظنا ذلك لكن لم نشهد أي شيء آخر ونحن نعتاد hلعنف في الشوارع على أي حال... قضينا يوما طيبا وذهبنا للتسوق."
واندلعت أعمال الشغب لأول مرة يوم السبت في منطقة توتنهام بشمال لندن عندما تحولت مظاهرة سلمية احتجاجا على مقتل مشتبه به إلى أعمال عنف.
ومن المرجح أن تتعرض الشرطة لضغوط جديدة بسبب هذا الحادث بعد ان قالت لجنة يوم الثلاثاء أنه لا يوجد دليل على أن مسدسا التقط من مكان الحادث قد أطلقت منه أي أعيرة نارية. وكانت تقارير أشارت في باديء الأمر إلى أن مارك دوجان أطلق النار على الشرطة.
وتضم توتنهام مناطق بها أعلى معدلات البطالة في لندن. ولها ايضا تاريخ من التوترات العرقية وحنق الشباب المحليين وخاصة السود من سلوك لشرطة.
وقال أحد الشباب من منطقة سكنية في هاكني مركز أعمال الشغب ليل الاثنين "نحن في مواجهتهم الشرطة والنظام... يصفون الامر بالنهب والإجرام. الامر ليس كذلك. هناك كراهية حقيقية ضد النظام." واشار hصدقاؤه الملثمون بالموافقة على قوله.
وفي وقت سابق احتشد سكان لندن لتنظيف الاحياء التي تضررت في أعمال الشغب. وتجمع مئات المتطوعين حاملين مكانس ومجارف وأكياسا سوداء وارتدوا rفازات من المطاط في كلابام جنوبي نهر التيمس للمساعدة في إزالة الفوضى.