في بيت كبير وسط أسرة صعيدية ميسورة الحال، نشأت وترعرعت، فكانت كل طلباتها مجابة من قبل عائلتها، عشقت القيادة ورغبت في تعلمها، على الرغم من نشأتها في مجتمع منغلق بعض الشيء، إلا أنها اعتادت أن تتألق بين زميلاتها، وتكون ملكة متوجة بينهم. إنها "عباسية أحمد فرغلي"، الفتاة الصعيدية، وأول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة السيارة عام 1920. ومن هنا نقدم لكم أهم المعلومات التي قد تعرفونها لأول مرة عن حياتها، وخاصة عندما تألقت بمهنة القيادة: - نشأت فى مجتمع محافظ للغاية بمدينة أبو تيج الصعيدية المشهورة بانغلاقها الشديد على المرأة. - استطاعت أن تكسر القاعدة وتصبح الفتاة الأولى من بنات جيلها في الحرية والتألق. - أكملت دراستها بكل حرية فى الدول الأوروبية وفى مقدمتها فرنسا وإنجلترا. - وساعدها على ذلك والدها وشقيقها الباشا المتفتح العقلية لدرجة أنه ساعدها على الحصول على رخصة قيادة السيارات فى وقت كان صوت المرأة به عورة - فانتصرت لحلمها بأن أصبحت أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة السيارات . كانت طفلة تنبهر برؤية سيارة والدها وهي تجري بسلاسة وسط الحقول الخضراء والترعة الممتدة فى شكل سينمائي بديع - كان شقيقها يمتلك أكبر شركات القطن فى مصر، حيث علمها القيادة وكانت تتسابق معه لتقرر أن تخرج من نطاق الصعيد وتقود بحرية فى كل مكان بمستوى الجمهورية. - انتقلت عباسية للدراسة فى مدينة الإسكندرية وتحديداً بمدرسة الجيزويت الفرنسية الابتدائية - والتحقت بجامعة فيكتوريا كوليج، لتسافر منها إلى انجلترا وينتهى بها المطاف إلى الاستقرار مع شقيقها بفرنسا لتعود حلم الحصول على رخصة قيادة أمام عينها من جديد فى مجتمع أكثر تحررًا - سمح لها أن تكون أول فتاة مصرية تحصل على رخصة قيادة وذلك تحديداً يوم ال 24 من شهر يوليو عام 1920، أى منذ 97 عامًا من الآن قبل قيام ثورة 23 يوليو - عادت إلى مصر تمارس حقها الشرعي فى القيادة بحرية ويقول البعض أنها حصلت على الرخصة مرة أخرى بمصر ليصبح لرخصتها قيمة أثرية كبيرة جعلها تباع فى المزادات الأثرية.