بالرغم من التاريخ الحافل الذي جمع بين سورياوقطر منذ عام 2003، ودعم الأولى لموقف الدوحة من مناطق النزاع مع إمارة البحرين قبل ذلك، إلا أن موقف قطر كان مختلف خلال الأزمة السورية بداية من نيتهم بالتدخل عسكريا في سوريا بالتحالف مع تركيا، إلى عدم الرغبة في مناقشة الأزمة عن طريق الكدب خلال أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب في دورتها العادية رقم 148. وأثار سيف بن مقدم البوعينين سفير إمارة قطر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أزمة كبيرة قبل دقائق من انطلاق أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب في دورتها العادية رقم 148. وقد انفعل مندوب قطر وأثار ضجة بالقاعة الرئيسية بمقر الجامعة اعتراضا على عدم مناقشة بند حول الملف السوري زعم أنه قد تم مناقشته خلال الاجتماعات التحضيرية التى جرت مساء أمس. واعترض عدد من دبلوماسيو وفد المملكة العربية السعودية على طريقة حديث المندوب القطرى وأكدوا أنه لن يتم مناقشة أي بند لم يتم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات التحضيرية.
التدخل العسكري لقطر مواقف متعدد حيال الأومة السورية منذ انطلاقها، ففي آخر أكتوبر 2015، حيث قال خالد بن محمد قال العطية في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن "قطر ليس لديها مصالح سياسية أو أجندة في سوريا"، مضيفا بقوله: "بذلنا كل المحاولات وطرقنا كل الأبواب لإيجاد حل سلمي في سوريا". وتابع: "إن أي شيء سيؤدي إلى حماية الشعب السوري لن ندخر جهدا للقيام به مع السعوديين والأتراك، مهما كان هذا الشيء، وإذا كان التدخل العسكري سيحمي الشعب السوري فبالطبع سنقوم به". وانتقد العطية موقف مجلس الأمن الدولي من الأزمة السورية، قائلا: "مجلس الأمن الدولي لا يقوم بما فيه الكفاية لحماية الشعب السوري، لذلك حملنا على عاتقنا نحن وأصدقاؤنا مهمة القيام بكل ما بوسعنا لحماية الشعب السوري، عبر دعم المعارضة السورية المعتدلة". كما أكد وزير الخارجية القطري أن بلاده لديها خياران في المنطقة أولهما تجنب الصراع وثانيهما ما اسماه " الحوار الجدي لحل مشاكلنا في بيتنا" مضيفا" نحن لا نخشى أي مواجهة، ولهذا سندعو للحوار من موقع القوة، لأننا نؤمن بالسلام، والطريق الأقصر للسلام يكون بالحوار المباشر".
تهديدات سوريا للدوحة تصريحات "العطية"، أوجدت العديد من ردود الأفعال، فقال نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد إن: "دمشق سوف ترد بشدة على مثل هذا العدوان المباشر" حيث نقل تلفزيون الميادين، الذي يبث إرساله من لبنان، عن المسؤول السوري قوله: "إذا نفذت قطر تهديداتها بالتدخل عسكريا في سوريا سنعتبر ذلك عدوانا مباشرا.. ردنا سيكون قاسيا جدا".
دعم المعارضة السورية بالسلاح وعلى الجانب الآخر، تعتبر قطر من أبرز الدول المؤيدة لجماعات المعارضة المناهضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد حيث تزودها بالسلاح، وتدعمها ماليا وسياسيا، وما يؤكد ذلك لقاء وزير الخارجية القطري في منتصف أكتوبر 2015، مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة، حيث أكد الأول أن "بلاده ما زالت تبحث عن طرق بديلة تحت مظلة الأممالمتحدة لإنقاذ الشعب السوري"، مؤكدا على الموقف القطري الثابت في "دعم الشعب السوري في قضيته العادلة، وذلك بما يمليه الواجب الإنساني والمسؤولية الأخلاقية الملقاة على عاتق الجميع لحماية المدنيين السوريين من بطش النظام الحاكم"، وفقا لتعبيره.
موقف قطر من التدخل الروسي وعن الضربة العسكرية الروسية الموجهة إلى سوريا بدعوى محاربة الإرهاب، قال العطية إنه "يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى مكافحة تنظيم داعش"، غير أنه حذر من أن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا"، مضيفا: "حان الوقت لأن تجري دول الخليج العربية وإيران حوارا جادا، وأن يناقش الجانبان جميع القضايا من أجل تطبيع الروابط".
وفي مطلع يناير الماضي، نقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، عن أمير قطر، خلال اجتماعه برئيس مجلس الدوما الروسي، سيرجي ناريشكين، أن الدوحة تعول على الأصدقاء الروس لكي يلعبوا دورا أكبر في وضع حد للكارثة التي يعيشها الشعب السوري وفي التسوية السياسية للنزاع. رغم أن التدخل الروسي في سوريا واجه، ولا يزال، معارضة شديدة من المملكة السعودية والدول الخليجية وتركيا، الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، ما يشير إلى توجه مغاير من قطر للمحور الخليجي الأمريكي التركي، المطالب برحيل الرئيس السوري، والداعم للمعارضة السورية.