ارتبط عدد من الفنانين عند الجمهور بشخصيات محددة منذ عشرات السنوات، ولم يستطيعوا التخلى عنها أبداً لمجرد نجاحهم بها فى بادئ الأمر، واستغلوا هذا النجاح لفترة طويلة وظلوا يكررون أنفسهم لفترات طويلة لضمان الاستمرارية. لكنهم اكتشفوا أن استهلاك شخصياتهم الناجحة يصب فى طريق الفشل وليس النجاح، لذلك سعوا للتغيير، وكان أبرز هؤلاء الفنانين محمد سعد، الذى تخلى أخيراً عن شخصية «اللمبي» و«بوحة» وغير جلده من خلال شخصية «بشير» فى فيلم «الكنز»، التى تبعد تماماً عن الشخصيات الكوميدية التى قدمها من قبل، وأبرز «سعد» مواهبه التمثيلية لأول مرة منذ زمن بعيد، خاصةً أن شخصية «بشير» التى قدمها هى شخصية مركبة وتتطلب مجهودا تمثيليا جبارا وهو ما ليس صعبًا على «سعد»، لأنه فى الأساس ممثل مسرحى «تراجيدي» وليس ممثلا كوميديا، وربما جاءت هذه الخطوة فى الوقت المناسب بعد فشل أفلامه ومسلسلاته الأخيرة جميعها دون استثناء. نفس الحال بالنسبة للفنان محمد رمضان، الذى تخلى عن «البلطجي» و«ابن البلد»، وبشكل مختلف وجريء، قرر «رمضان» تقديم دور مختلف تمام وهو شخصية «على الزيبق» فى فيلم «الكنز» الذى يظهر من خلاله بشكل جديد فى عصر مختلف عن العصر الحالى وهو عصر المماليك، ما وضع «رمضان» فى منطقة مختلفة عن منطقة «عبده موتة» و«قلب الأسد» و«الألمانى» وغيرها من الأفلام التى وضعته فى «خانة اليك». أما الفنان الثالث الذى قرر الخروج من عباءة الشخصية الساذجة الكوميدية التى تضحك الجمهور على مواقفها الساذجة دون أى هدف حقيقى، هو الفنان سامح حسين، الذى يتذكره دائماً الجمهور ب«دولة حبيبي» أو «رمزي» من خلال الست كوم «راجل و6 ستات» والذى ظل على نفس الخط لفترات طويلة مما حصره فى أدوار معينة، قرر أخيراً البعد عن منطقته القديمة، واختار تجسيد شخصية متنافية مع ما قدمه من قبل من خلال بطولة فيلمه الجديد «بث مباشر» الذى يعرض حالياً فى دور العرض، حيث إنه ولأول مرة يجسد دور ضابط يحارب الفساد، ما وضعه فى سكة جديدة، خاصة أن هذا الدور على وجه التحديد يحتاج للتدريب على مشاهد الأكشن وحمل الأسلحة وغيرها من التحضيرات التى لم يظهر سامح بها من قبل، وعلى الرغم من تراجع إيرادات فيلم سامح أمام فيلمى «الكنز» و«الخلية»، إلا أنه يحاول جذب الجمهور عن طريق حضور الفيلم مع جمهوره فى عدد من السينمات، حرصاً منه على مشاهدة الجمهور له فى "ثوبه الجديد".
