عقب دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لحضور الاحتفال الذي سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة، والذي قبل بالترحيب من قبل روسيا، أكد بعض المراقبون المختصين بالشأن الدولي أن لهذه الدعوة مكاسب كبرى، ليست فقط على تعزيز العلاقات بين البلدين، وإنما لعودة السياحة الروسية من جديد لمصر. ووجه الرئيس الدعوة للرئيس بوتين لحضور الاحتفال الذي سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة، وهو ما رحب به الرئيس الروسي، على أن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بين الجانبين، وذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش أعمال قمة تجمع "بريكس"، التي تستضيفها مدينة شيامن الصينية.
صدى دعوة السيسي ل"بوتين" وبالتزامن مع دعوة السيسي لبوتين، لزيارة مصر، أعلن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، اليوم الاثنين، أن الخبراء الروس يقيمون إيجابيا الإجراءات والتجهيزات الأمنية في أحد مباني مطار القاهرة، وأن مصر أنجزت عملا كبيرا في هذا الاتجاه.
وقال" سوكولوف "، سأقدم تقريرا إلى رؤساء الدول بأن الجانب المصري أنجز عملا كبيرا لتعزيز أمن الطيران والنقل والمطارات، وبالدرجة الأولى مطار القاهرة، حيث درس خبراؤنا عدة مرات الأوضاع الأمنية في المبنى 2 في القاهرة ويقدمون تحليلا إيجابيا".
وتقوم مصر منذ ذلك الحين، بالعمل على رفع مستويات الأمن في المطارات وخصوصاً، شرم الشيخ والغردقة والقاهرة، فيما تستمر المفاوضات بشكل مواز مع روسيا من أجل استئناف الرحلات الجوية التجارية والسياحية بين البلدين. وكانت توقفت حركة الطيران بين مصر وروسيا منذ نهاية عام 2015، بعد تحطم الطائرة الروسية "إيرباص-321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا" في الجو، فوق منطقة شمال سيناء المصرية، وبعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، جراء انفجار قنبلة تم وضعها على متنها. وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن هذا العمل الإرهابي، الذي راح ضحيته 224 راكبا إضافة إلى طاقم الطائرة.
لقاء دفن الخلفات بالشكل الأمثل في ضوء ما سبق قال الدكتور جمال أسعد، مفكر سياسي مختص بالشان الدولي، إن لقاء السيسي مع نظيره الروسي في قمة تجمع "بريكس"، دفن الخلفات بين الطرافين بالشكل الأمثل، بل كانت فرصة جيدة، استغلها الرئيس السيسي بذكاء ومهارة، حيث أثمر اللقاء مكاسب كبرى لمصر، مشيرًا إلى أن دعوته لوضع حجر الأساس لمحطة الضبعة كانت تهدف لعودة السياحة المصرية واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، وهذا ذكاء من السيسي لانهاء الأزمة، وهذا يعد مكسب اقتصادي آخر. موافقة "بوتين" تؤكد عودة السياحة الروسية وتوقع "أسعد"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن يكون هناك تعاون حقيقي بين مصر وروسيا سياسيًا، لاسيما وأن السبب الخفي وراء تعلق الرحلات الروسية لمصر من الممكن أن يكون سياسيًا، في ظل أن روسيا تمارس معارك خارج حدودها خاصة في سوريا، لذا يكون هناك دائما تخوفات روسيا من هجمات إرهابية على أراضيها.
وأشار المفكر السياسي والمختص بالشان الدولي، إلى أن اتفاق السيسي وبوتين على طرق متحدة لتطوير التعاون والكفاح المشترك ضد الإرهاب خلال جلسة مباحثات اليوم وموافقة بوتين على زيارة مصر، تؤكد استعادة الرحلات الروسية الجوية. عودة السياحة "محل بحث" وقال أحمد فرج ابو النور ، خبير الشئون الروسية، إن ما يجمع مصر بروسيا من مناقشات يدور حول العديد من الموضوعات على رأسها قضايا الشرق الأوسط، وبالأخص الأزمة الليبية، فلقد تقدمت روسيا بالعديد من الملفات المتطور في ليبيا وسوريا وتعزيز السبل العسكرية المصرية وسبل مكافحة الإرهاب في المنطقة. وأضاف أبو النور، في مداخلته الهاتفية على CBC Xtra، اليوم الاثنين، أن تعزيز الأنظمة العسكرية المصرية عمومًا والأمور العسكرية والأمن المشترك بين مصر وروسيا، كانت محل نقاش واهتمام، مشيرًًا إلى أن وسائل التنصت والتتبع المتطورة التي تستخدمها مصر كانت سببًا في قدرتها على مكافحة الإرهاب في الاونه الأخيرة، وستكون هناك منوارات لروسيا قريبًا في هذا الشأن. واكد، أن دخول مصر إلي العصر النووي بقوة واضح ولا يمكن إنكاره، فهي الأولي من دول العالم الثالث التي جازفت في هذا الملف، وهذه نقطة إشادة في حقنا. وفيما يتعلق باستئناف الرحلات الروسية بين البلدين، فهي محل بحث، ومن المهم استمرار وعودة الرحلات السياحية الروسية لمصر، ويجب أن يكون هناك اتفاق جدي بين جميع الدول على عودة السياحة مرة أخري، ويجب أن يتطرق الإعلام لها.