خلال الفترة التي سبقت انطلاق الموسم الجديد المثير، حتى الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان السؤال عن هوية الفريق بين "الستة الكبار" الذي يستطيع الابتعاد عن البقية والتتويج باللقب. لكن بعد الأداء الكارثي من أرسنال في خسارته 4-صفر أمام ليفربول في أنفيلد فإن السؤال البديهي هو "هل ما زال هناك 6 أندية كبيرة في الدوري الممتاز؟". ففي الموسم الماضي، الذي عانى خلاله الفريق اللندني ليحتل المركز الخامس، كان الحديث باستمرار عن مستقبل المدرب أرسين فينجر، لكن هذا الأمر كان من المفترض أن ينتهي عندما جدد المدرب الفرنسي عقده لمدة موسمين. لكن الآن وقبل حتى نهاية أغسطس/ آب، طالبت مجموعة من جماهير أرسنال برحيل فينجر، وأداء الفريق يوحي بانه ابتلي بمشاكل أعمق من مجرد بداية سيئة في الموسم. ولم تكن النتيجة، رغم أنها سيئة، هي التي أحبطت جماهير أرسنال الوفية، لكن الأداء الكارثي وتعبيرات وجوه اللاعبين والشعور العام بتوعك الفريق هو الذي تسبب في خيبة أملهم. ومن بين انتقادات اللاعبين السابقين والخبراء كان رد فعل بيتر تشيك حارس الفريق هو الأبرز. وقال تشيك "هذا غير مقبول لفريق بحجم أرسنال، يمكن أن تأتي وتخسر 4-صفر لو كنت تمر بيوم سيء وتقاتل لكن الحظ لا يساندك، لكن ليس كما حدث". وأضاف "لم نقاتل ولم نتفوق في أي مواجهة فردية وفشلنا في الرد على طريقة لعب المنافس، كان هذا أكثر شيء يثير الإحباط". وكانت هذه أبرز مباراة لأرسنال حتى الآن هذا الموسم وأمام منافس على الرغم من قوته الهجومية يرى الكثير من الخبراء أن لديه نقاط ضعف دفاعية. واختار فينجر ترك مهاجمه الفرنسي الجديد ألكسندر لاكازيتي على مقاعد البدلاء وإشراك داني ويلبيك كمهاجم وحيد والاعتماد على التشيلي اليكسيس سانشيز، الذي يمر بمرحلة عدم استقرار، للقيام بدور غير فعال في الجناح.
غياب الالتزام الخططي الأداء الخططي لأرسنال كان يليق بفرق وسط الترتيب عندما تلعب خارج ملعبها أمام الأندية الكبيرة، لكنه جاء بلا التزام أو قتال أو ضغط. ولم يحاول فينجر تجميل الأداء ووصفه بأنه "كارثي" لكن لم يشرح السبب وراء ظهور فريقه بهذا الشكل. وقال "من الصعب الإجابة عن ذلك بعد المباراة، هناك بعض الأسباب لكن لا أعتقد أنني أملك الكثير للتعليق عليه الآن". ويملك فينجر فرصة حتى يوم الخميس للتخلص من لاعبين لا يريدهم والعثور على بدلاء، لكن بدون أي مفاجآت كبيرة في سوق الانتقالات، فسيكون من الصعب أن تستطيع تشكيلة أرسنال الحالية المنافسة على اللقب. ومع ظهور أرسنال بشكل مختلف عما قدمه إيفرتون من أداء حيوي وشرس في التعادل 1-1 مع مانشستر سيتي الأسبوع الماضي، فانه من الطبيعي التساؤل هل يستطيع الفريق احتلال أحد المراكز الستة الأولى. وبالتأكيد فإن ثنائي مدينة مانشستر بالإضافة إلى ليفربول وتشيلسي أفضل من أرسنال بشكل قاطع. ويعاني توتنهام هذا الموسم لكن وصيف البطل في الموسم الماضي، ومن المفترض أن يعود لكي يكون من بين الأربعة الكبار بمجرد تأقلمه على ملعبه المؤقت في ويمبلي. وربما لم يظهر ايفرتون بشكل جيد في هزيمته 2-صفر أمام تشيلسي أمس الأحد، لكن فريق المدرب رونالد كومان أظهر أنه يملك التشكيلة القوية التي تجعله ينافس حقا على المركز السادس. ويملك أرسنال مواهب هجومية لكن بلا حماية في خط الوسط والتنظيم والقوة في الدفاع، ويبدو أنه في طريقه لموسم محبط آخر. ومن الصعب عدم التساؤل: هل كان قرار تجديد عقد فينجر لتفادي التغييرات التي كانت ستطرأ بعد رحيله؟ وأكبر سؤال على الإطلاق هو: هل إدارة أرسنال مستعدة للقيام بهذه التغييرات والمنافسة الحقيقية في سوق الانتقالات وكل المستويات الأعلى ضد "الخمسة الكبار"؟