دخلت مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية، بمنطقة الحدود الشمالية، اليوم، فعلياً، الخريطة العالمية لصناعات الفوسفات، وهي، الآن، في طريقها لأن تكون إحدى أهم عواصم إنتاج وتصنيع الفوسفات في العالم، وذلك بعد أن أعلنت شركة التعدين العربية السعودية "معادن"، تصدير باكورة إنتاجها من الأسمدة الفوسفاتية من شركة معادن وعد الشمال للفوسفات؛ وهي شركة تابعة لشركة معادن، حيث تم نقل هذه الكمية الأولى بواسطة سكة حديد الشمال، إلى ميناء رأس الخير، المخصّص للصادرات التعدينية، الذي يرتبط بمدينة رأس الخير الصناعية، على الساحل الشرقي للمملكة، ومن ثم تمّ شحنها من هناك، وبلغ حجم الشحنة نحو 26 ألف طن متري، من أسمدة ثنائي فوسفات الأمونيوم (DAP). وبهذه المناسبة، رفع المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح؛ وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة شركة معادن، تهنئته وشكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين، حفظهما الله، على الدعم والرعاية التي يحظى بهما قطاع التعدين السعودي، الأمر الذي مكّن من تحقيق هذا الإنجاز التاريخي والوصول إلى هذه المرحلة من التطور في صناعة تعدين وتصنيع الفوسفات. وفق صحيفة "سبق" وأكّد المهندس خالد الفالح؛ أن ما تمّ تحقيقه، حتى الآن، من أهداف ونجاحات في وعد الشمال، إنما جاء بتوفيق من الله، سبحانه وتعالى، ثم بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتعاون شركاء النجاح، مع وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وفِي مقدمتهم إمارة منطقة الحدود الشمالية، ووزارات: النقل والمالية والبيئة والزراعة والمياه وصندوق الاستثمارات العامة. وأوضح أن هذا الحدث هو ثمرة من ثمار التعاون البنّاء، ونتاجٌ لعمل تكاملي أسهم فيه العديد من الجهات الحكومية والخاصة خلال المرحلة السابقة، التي شهدت التأسيس للمشروع، وتوفير جميع متطلبات النجاح له، ومواجهة التحديات بتوجيهٍ من حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي أولت مشروع تطوير مدينة وعد الشمال اهتماماً خاصاً ضمن إستراتيجية عامة تلبي أهداف رؤية المملكة 2030م. وأشار، معاليه، إلى أن مسيرة البناء ستستمر، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين قد خصّصت، أخيراً، مليارَي ريال لاستكمال البنية التحتية في منطقة وعد الشمال، بما في ذلك المدينة الصناعية التي ستستقطب استثمارات من القطاع الخاص لاستكمال سلاسل القيمة المُضافة وتوفير مئات الفرص الوظيفية والتدريبية للشباب السعودي، ولاسيما أبناء المنطقة، الذين تمّ استيعاب أعداد كبيرة منهم، سواءٌ في مراحل إنشاء المشروع، من خلال شركات المقاولات العاملة عليه، وكذلك في مرحلة التشغيل؛ مع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات ومقاوليها. ووجّه معالي الوزير خالد الفالح؛ شكره لجميع منسوبي معادن، إدارةً وموظفين، مؤكداً أنهم، بجهودهم وإخلاصهم، هم الذين كانوا وراء الوصول إلى هذه المرحلة المهمة والإنجاز الكبير في زمن قياسي.. موضحاً أن هذا الإنجاز والمشروع يمثلان قيمة مضافة ونوعية لجميع الأطراف ذات العلاقة، ومن ضمنهم مساهمو شركة معادن، باعتباره صفحة جديدة مُتميزةً في سجل الشركة وتطور أعمالها، وأنه يبرهن على نجاح الشركة في مواصلة النمو وتوسيع الأعمال نحو تحقيق أهدافها الإستراتيجية وبناء مركزها العالمي في صناعة التعدين. وأوضح المهندس خالد الفالح؛ أن مشروع وعد الشمال يعمل على تكريس تنمية اقتصادية مستدامة في منطقة الحدود الشمالية، بدأت بالفعل تتجسّد من خلال إيجاد فرص العمل، وتدريب الشباب السعودي وتأهيله، وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الحراك الاقتصادي والتنموي في المنطقة.. مؤكداً أن بدء التصدير من المشروع يُمثّل علامةً فارقةً في مسيرة نجاح شركة معادن في تحقيق الأهداف التنموية المأمولة منها. من جانبه، عبّر المهندس خالد بن صالح المديفر؛ الرئيس، كبير المديرين التنفيذيين في شركة معادن، عن سعادته بهذا الإنجاز الكبير، الذي يؤرّخ لمرحلة مهمة في صناعة التعدين السعودية، بشكل عام، ولمشروع مدينة وعد الشمال بوجه خاص، والذي لقي الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، كما حظي بتعاون أجهزة الدولة ذات العلاقة. وشارك المهندس خالد المديفر؛ معالي الوزير خالد الفالح؛ في تقديم الشكر لمنسوبي شركة معادن، ومشروعها؛ شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، على ما بذلوه من جهودٍ كان هذا الإنجاز من ثمارها.. كما وجّه شكره لشركاء النجاح في مشروع وعد الشمال، من القطاعين العام والخاص، مُثمّناً الجهود الكبيرة التي بذلوها والتي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز. وخصّ بالشكر: المؤسسة العامة للموانئ، وشركة أرامكو السعودية، والشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار"، والشركة السعودية للكهرباء، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وهيئة المدن الصناعية "مدن"، والشركات الوطنية الكبرى ذات العلاقة، مُبيناً أن جميع هؤلاء عملوا بشكل دؤوب وفق رؤية شاملة، حتى تمكنوا من إنجاز المشروعات العملاقة الأساس، المتعلقة بالمرحلة الأولى في مدينتي وعد الشمال ورأس الخير الصناعيتين، في وقت قياسي.. فيما هم يواصلون العمل بالروح نفسها لاستكمال المراحل الأخرى بإذن الله. كما ثمّن المهندس خالد المديفر؛ المتابعة الحثيثة من قِبل سمو أمير منطقة الحدود الشمالية، وتوجيهاته المستمرة لجميع المسؤولين في المنطقة بالتعاون الكامل لخدمة المشروع، مُشيداً، كذلك، بالتنسيق والتعاون الكبيرين من قِبل الأجهزة الأمنية، ممثلة في أمن المنشآت وحرس الحدود بالمنطقة. ووجّه رئيس شركة معادن، كبير مديريها التنفيذيين، التهنئة بمناسبة تصدير أول شحنة من الفوسفات، من مصانع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، إلى شركتَي سابك وموزاييك، مؤكداً أن ما تحقق يُعد إنجازاً كبيراً ل "معادن" ولشريكتيها الكبيرتين، اللتين استثمرتا، مع "معادن"، ما يقارب 30 مليار ريال في بناء مجمع متكامل للفوسفات. من جانبه، عبّر المهندس حمد الرشيدي؛ الرئيس التنفيذي لشركة معادن وعد الشمال للفوسفات؛ عن سعادته بهذا المنجز التشغيلي البارز في مسيرة الشركة، وقال إن بدء تصدير الأسمدة من شركة معادن وعد الشمال للفوسفات حدثٌ نوعيٌ، باعتباره هدفاً مرحلياً مهماً في المسيرة التشغيلية للشركة، وذلك بعد إتمام بناء مرافق الشركة وبدء التشغيل التجريبي. وأشار حمد الرشيدي؛ إلى أن الشركة، بتوفيق الله، تسير بكل ثبات نحو تحقيق أهدافها الاستثمارية وتعزيز مسيرتها التشغيلية، من خلال الوصول إلى الأسواق العالمية بالمنتجات الفوسفاتية السعودية، وفق الموثوقية والجودة المطلوبتين، بما يضمن مواصلة النمو وتعزيز مكانة "معادن" ومركزها التنافسي. الجدير بالذكر أنه في الوقت الذي تصل فيه منتجات "معادن" من الأسمدة الفوسفاتية إلى 16 دولة حول العالم، تسير الشركة بثقةٍ وثباتٍ نحو أن تكون من بين أكبر ثلاثة مصدّرين للفوسفات في العالم. وكانت "معادن" قد وقّعت، مطلع عام 2014م، العقود الإنشائية لمشروعها؛ شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، باستثمارات بلغت نحو 30 مليار ريال؛ حيث يشمل المشروع مصانع عديدة، ذات مواصفات عالميّة، ومنشآت تابعة لها، بطاقة إنتاجية تصل إلى ثلاثة ملايين طن في السنة من الأسمدة الفوسفاتية، كما كانت قد أعلنت بدء الإنتاج التجريبي لشركة معادن وعد الشمال للفوسفات، يوم السبت؛ 14 شوال 1438ه، الموافق ل 8 يوليو 2017م، مُشيرةً إلى أن إنتاج شركة معادن وعد الشمال للفوسفات سيتدرج حتى يصل إلى الطاقة الإنتاجية المستهدفة البالغة 3 ملايين طن من الأسمدة الفوسفاتية.