بالتزامن مع إعلان طهران إلى تسييس الحج هذا العام، اتبعت الدوحة نفس النهج بالعلن، ودعت إلى تدويل الحرمين المكي والمدني، وهو ما يؤكد العلاقة القوية بين الطرافين، وأن في جعبتهم المزيد تجاه دول المنطقة. لقد استغلت إيران سابقاً موسم الحج بدعوات لتدويل الأماكن المقدسة من باب مناكفة الرياض، وها هي قطر تلجأ إلى ذات السيناريو لتدويل الحرمين ووضعهما تحت وصاية دولية أو إسلامية.
قلب الحقائق وكعادتها تقلب الحقائق، وتريد تشويه السعودية على خلفية المعايير التي وضعتها بشأن الحجاج القطريين، فتدعي أنها تحرم حجاج قطر من أداء المناسك، ولا تعترف أمام شعبها بأن تصرفاتها هي التي أدت إلى منع السفر براً التزاماً من الرياض بما اتفقت عليه مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة نظام الدوحة، هذا إضافة إلى أن المملكة جعلت السفر جواً أمراً متاحاً بما يعنيه من معايير تنظيمية أعلى، ولم تمنع القطريين بتاتاً من الوصول إلى مكة والمدينة.
قطر تمنع تسجيل الحجاج القطريين الدوحة هي من أوصل المشهد إلى هذا التعقيد بإغلاقها، أمس، تسجيل الحجاج، ومنعها القطريين من أداء المنسك، وهي بذلك تثبت أنها لا تبالي بشعبها أساساً، في حين تطالب الآخرين بالوقوف عند مطالبها وادعاءاتها التي وصلت حد توظيف المقدس في المدنس، والمقدس هنا هو موسم الحج فيما المدنس هي السياسة القطرية ودعم الإرهاب واستغلال هذه الفريضة الإسلامية لخدمة أهدافها المشبوهة.
أول دولة عربية تتقدم بشكوى ضد السعودية وعلى الرغم من تأكيد السعودية عشرات المرات، أنَّه ليس هناك أي مانع من تأدية القطريين مناسك الحج، وأنَّه لا علاقة للمقاطعة بالحج أو العمرة، سجلت دويلة قطر، اسمها في سجل التاريخ بأنها أول دولة خليجية عربية ومسلمة تتقدم بشكوى في الأممالمتحدة ضد المملكة العربية السعودية، متهمةً إياها بأنها تمنع القطريين من الحج هذا العام، زاعمة أنَّ ذلك تسييسًا للشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية.
إعلان حرب ضد السعودية قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن طلب قطر تدويل الحرمين والتدخل بسيادة المملكة هو إعلان حرب، ونحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل على تدويل الحرمين.
وقبل هذا التصريح قال الجبير، إن السعودية "ترفض ما تقوم به قطر من محاولة تسييس الحج والمملكة تبذل جهدا كبيرا في تسهيل وصول الحجاج والمعتمرين".
من جهتها، أكدت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية أنه "في ظل الوضع السياسي الراهن مع الدوحة فإن حكومة المملكة ترحب بضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، بما فيها قطر"_ بحسب صحيفة الرياض السعودية.
تاريخ إيران في تسييس الحج وجاءت المطالبات الإيرانية المستمرة بتدويل الحج للضغط على السعودية سياسيًا، حيث ادعت إيران أن المملكة العربية السعودية منعت بعض المسلمين من آداء فريضة الحج، وضيقت على الحجاج ، فمنعت طهرانالإيرانيين العام الماضيمن الحج وأمرتهم بزيارة ضريح الخمينى وكربلاء.
ومنذ الثورة الإسلامية في إيران، وتولى الخميني السلطة في العام 1979، دأبت طهران في "تسييس" فريضة الحج، وبدأت بتظاهر الحجاج الإيرانيون في العام 1980 أمام المسجد النبوى رافعين صور الخميني، ثم كانت المحاولة الثانية في العام 1982 أثناء محاولة حجاج إيرانيين دخول المسجد الحرام حاملين أسلحة نارية.
وفي العام 1986 تم ضبط إيرانيين حاملين مواد شديدة الانفجار، وفى العام 1987 قام بعض الحجاج الإيرانيون بسد الطرقات وإحراق السيارات ومنع الحجيج من تأدية مناسكهم رافعين شعارات الثورة الإسلامية، ما تسبب في تدافع كبير بين الحجاج ووفاة 1400 حاج، كما تسبب حجاج إيران في العام التالي في تدافع نجم عنه وفاة 717 حاجا.
الخامنئي يطالب الحجاج الإيرانيين بتسييس الحج بالعام الحالي من جانبه دعا المرشد الأعلى في إيران على خامنئي حجاج بلاده إلى تسييس الحج، واستغلال الموسم هذا العام لإبداء المواقف السياسية في المنطقة تجاه القضية الفلسطينية.
وبحسب وكالة إيرنا، قال علي خامنئي خلال استقبال المسئولين بشئون الحج، اليوم، الأحد، "في الظرف الراهن قضية المسجد الأقصى هي القضية الأهم للمسلمين، فإسرائيل تفرض القيود على أصحاب الأرض في القدس باتوا أكثر جرأة ووقاحة على حد تعبيره.
وزعم "الخامنئي"، أن فريضة الحج هي المناسبة الأفضل لإظهار مواقف الأمة الإسلامية المتعلقة بالمسجد الأقصى والوجود الأمريكى الشرير في المنطقة، قائلا: "الحج هو فرصة لكي تعلن من خلاله الأمة الإسلامية عن مواقفها".
وأوضح المرشد الأعلى في إيران، أن مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخمينى، كان يرفض الحج دون مراسم ما أسماها ب"إعلان البراءة من المشركين".
الأزهر يرفض دعوات إيران إلى" تدويل" الحج وفي السابع من سبتمبر الماضي، رفضت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الدعوات التي تطلقها دولة إيران ما بين الحين والآخر ب"تولي إدارة إسلامية لائقة للحرمين الشريفين وشئون الحج والعمرة الواجبين على المسلمين في كل العالم تشترك فيها كافة الدول الاسلامية"، وأكدت الهيئة في بيان لها عقب اجتماع رسمي لها بمشيخة الأزهر الشريف :"أن هذا الطرح رفضته الأمة الإسلامية والأزهر حين أُثير في سبعينيات القرن الماضي"، مشيدًا بالتنظيم السعودي لأداء المناسك طيلة السنوات الماضية، ودعا البيان بإبعاد أمور العبادات الشرعية، وأركان الدين الحنيف عن الخلافات الطائفية والسياسية أيًا كانت، فإن تسييس الشعائر الدينية لن يجلبَ خيرًا لأمتنا وهي تجتاز هذا المنعطف الدقيق من تاريخها"، وقالت هيئة كبار العلماء الشريف : " إن المملكة العربية السعودية هي المختصة بتنظيم أمور الحج دون أي تدخلٍ خارجي، وأن تلك الدعوات تمثل تدخلًا في الشأن الداخلى للمملكة الأمر الذي يرفضه كافة الدول الإسلامية وكذلك المراجع الفقهية الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ".