تناقش كلية الآداب جامعة عين شمس، الأربعاء المقبل، رسالة دكتوراه بعنوان "التناص وقلق التأثر.. دراسة في الشعر العربي المعاصر"، المقدمة من الباحث محمد قرني زكي. تتكون لجنة المناقشة والحكم من الأستاذ الدكتور سعيد الوكيل وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس للدراسات العليا والبحوث " مشرفًا ورئيسًا " والأستاذ الدكتور منى طلبة أستاذ النقد بكلية الآداب جامعة عين شمس مشرفا مشاركًا، الأستاذ الدكتور عبد الناصر حسن أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة عين شمس عضوًا، والأستاذ الدكتور أيمن تعيلب أستاذ النقد الأدبي جامعة قناة السويس عضوًا. من جانبه أكد دكتور سعيد الوكيل، المشرف الرئيس على الدراسة، أن التناص من أكثر المصطلحات الأدبية تداولا في العصر الحديث لدي النقاد الغربيين والشرقيين، وقد ظهرت فيه آراء عديدة منها، ذلك الرأي الذي يقر بحتمية التناص في كل نص، أو أن أي نص ما هو إلا مجموعة نصوص سابقه له أو متزامنة معه تتقاطع، وتتكاتف فيما بينها باختلاف الطرق، والمناهج، والكيفيات لتصنع نصا جديداً، فيصبج النص الجديد محصلة نصوص أخرى، وهو ما يعني وجود أصوات متراكمة داخل الشاعر، لذلك تعرضت الدراسة لتعريف التناص وعرض الآراء المتباينة في تعريفه ومنها أراء (بارت، باختين، جينيت). تابع "الوكيل" أن الدراسة خلصت إلى أن التناص، هو تضمين نص في نص آخر، وهو أبسط تعريف له، لكنه أقصر وأشمل، وبقية التعاريف تدور في فلكه وأيضا أقرت الدراسة أن التناص لا فكاك لإنسان منه، لأنه ظاهرة كونية طبيعية، تتواجد بتواجد الإنسان، فيستحيل وجود مبدع يكتب نصا أدبيا دون سابق تعامل معمق مع نص أخرى سابقة أما الجانب الآخر من العنوان وهو (قلق التأثر)، فالمبدع محاط لدرجه من القلق بل هو مسكون بها تجاه مبدع سابق له، أو مجموعه من المبدعين السابقين، ويخشى دائمًا ألا يضيف شيئا أو أن يقع في فخ التكرار أو الاجترار، وتعد نظرية بلوم هي الأولى من نوعها في العصر الحديث التي أظهرت دور القلق في تفعيل الإبداع والخلق الفني، بل اعتبرت القلق وقود الإبداع. من ناحيته أوضح الباحث محمد زكي، أن هذه الدراسة تأتي نظراً لأهمية هذه النظرية الأدبية المعاصر التي أحدثت صدي واسعاً في مجال النقد الأدبي لكونها تكشف عن جمال الأثر الأدبي من خلال تقويم العلاقات التي تربطه بالنصوص السابقة، وبيان رؤية الشاعر وعمقها وأصالتها، ومع أهميه هذه النظرية الأدبية، وأثرها البالغ في النقد الأدبي المعاصر لم نجد لتطبيقاتها في ميدان دراسة الشعر العربي دراسة بحثية في الجامعات المصرية، لذا كان هذا سبباً في اختيار هذا الموضوع. أشار "الوكيل" أن منهج الدراسة وهو المنهج النفسي والوصفي، أما المنهج النفسي ،فيساعد الباحث علي كشف المؤثرات النفسية في حياة الشاعر، وكيف انعكس ذلك على شعره، موضوعا وتعبيراً وصوراً ومعجماً، أما المنهج الوصفي فيصف الحالة التي عليها الشاعر بعد حاله القلق التي انتابته وأثر ذلك في عرض التجربة المعاصرة، ومدي تأثيرها بالقديم.