نفذت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، أول تجربة بإنشاء مركز "كشك"، للإفتاء داخل محطة مترو "الشهداء"، أكثر محطات المرفق ازدحاما، لتقديم الفتوى لمن يطلبها من المارة. وسرعان ما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، صورًا لأكشاك الفتوى التي بدأت عملها في محطة مترو الشهداء للاستماع إلى أسئلة المارة والإجابة عليها، ولكن لم يمض يوم واحد على تنفيذ الفكرة إلا وتباينت الآراء حولها بين مؤيد ومعارض، ولاقت اعتراضات من شخصيات عامة، وأكدوا أنها تتنافى مع مبادئ الإسلام، ومنهم من طالب برفع دعوي قضائية لايقافها. مطالبة برفع دعاوى لإيقاف"أكشاك الفتاوى" طالب أحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام سابقًا، برفع دعاوي قضائية لإيقاف أكشاك فتاوى تابعة لمجمع البحوث الإسلامية داخل محطات المترو، مؤكدًا أن رئيس الشركة المصرية لمترو الإنفاق لديه ترخيص بنقل الركاب وأقصى ما يملكه فوق تقديم خدمة محترمة للنقل هو تشغيل موسيقى هادئة، وليس العبث في أدمغة الركاب وإشعال الطائفية بكشك الفتاوى للمسلمين دون غيرهم وكأننا لا يكفينا عبث السلفيين بأدمغة البسطاء وتدميرهم للميراث الحضاري المصري ولقيم التحضر". الأولى.. نشر مراكز الإرشاد الصحى أو مكاتب تلقى الشكاوي بينما أكد الفقيه الدستوري نور محمد فرحات، أنه لو كان الرسول بيننا لنهانا عن جعل الدين مرجعية مشاكلنا الدنيوية، مستشهدًا بالحديث النبوي: "أنتم أعلم بشئون دنياكم، مضيفا "أنا قولها لمن فكروا فى نشر مراكز الفتوى الدينية فى المواصلات العامة، أنتم تدمرون المجتمع، الأولى من ذلك نشر مراكز الإرشاد الصحى أو محو الأمية أو مكاتب تلقى الشكاوى من انحرافات الإدارة أو انتهاكات حقوق الإنسان، إنهم لا يفكرون إلا فى فقه النساء ومبطلات الصلاة والصيام وأحكام النجاسة والطهارة،تبا لدولة فقدت عقلها ودينها معا". هدفها واحد: توسيع الفجوة بين المسلم والمسيحي ورأت الكاتبة فاطمة ناعوت، أن أكشاك الفتوى في محطات مترو الأنفاق دفع ثمنها المسيحيُّ والمسلم من ضرائب المصريين الكادحين الذين لم يعودوا قادرين على الحياة وإقامة الأوَد. وتابعت: "والآن مترو الأنفاق، الذي يملكه الشعبُ بكل طوائفه، يتم اختراقه واحتلاله بتعدٍّ سافر على الدستور الذي يساوي بين حقوق المواطنين، أكشاك ليس لها إلا هدف واحد هو توسيع الفجوة بين المسلم والمسيحي وتعميق شعور المسيحي بالغربة في وطنه مصر". عبث وسطحية وانتقد النائب البرلماني محمد أبو حامد، إنشاء أكشاك فتاوى تابعة لمجمع البحوث الإسلامية داخل محطات مترو الأنفاق، قائلا: "مؤسسة تعاني انفصال عن واقع المجتمع"، متسائلًا عن كيف تسمح الدولة بهذا العبث والسطحية التي تعبر عن عدم فهم الأزهر لحقيقة تطوير الخطاب الديني ويؤكد أنه مؤسسة تعاني انفصال عن واقع المجتمع. الأكشاك تهدف إلي الوصول للمواطن البسيط وعلق الدكتور محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن إنشاء مكاتب الفتوى بمترو الأنفاق، يهدف إلى الوصول للمواطن البسيط غير القادر على التعامل مع التكنولوجيا، مؤكدا أن العمل الدعوي والإفتاء لابد أن يكون في الشارع حتى يؤتي ثماره، وإن تجربة مكاتب الفتوى بمترو الأنفاق يرسخ مبدأ حضور الأزهر في جميع المشاهد. قال الشيخ علي عبد العظيم، واعظ بمجمع البحوث، إن السخرية من أكشاك الفتوى التي أنشأها الأزهر في محطات مترو الأنفاق، "شيء يضايق"، وأضح أن ليس جميع الناس يستطيعون الذهاب إلى دار الإفتاء"، لافتا إلى أن ذلك خطوة من الأزهر لمحاربة الإرهاب والتطرف". سلاح الأزهر والثقافة أقوى من سلاح الجيش والشرطة قال اللواء سعيد طعيمة، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن سلاح الأزهر والثقافة أقوى من سلاح الجيش والشرطة في مقاومة الإرهاب، مضيفا أن أكشاك الفتوى داخل محطات المترو ستوفر للمواطنين الفتاوى السمحة، موضحًا أن المشايخ المؤهلين للفتوى لم يعودوا متوفرين في المساجد. نحاول الوصول حاليا للفكر المتطرف الذي يستقطب الشباب وأكد الشيخ تامر مطر منسق عام الفتوى الإلكترونية بالأزهر أن أكشاك الفتوى بمترو الإنفاق هي عبارة عن لجان فتوى متحركة من أجل خدمة المواطنين، وأشار إلى أنهم يطرقون جميع الأبواب من أجل القضاء على الفتاوى المتطرفة، لافتا إلى أن مصر في غزو استمر طيلة عقود، ما جعلنا نصل حاليا للفكر المتطرف الذي يستقطب الشباب وأدى إلى انتشار الإرهاب.