صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم /الخميس/ بأن موسكو لديها معلومات تفيد بتخطيط عناصر إرهابية لاستخدام أسلحة كيميائية في سوريا، وذلك لتبرير الضربات الجوية الأمريكية الموجهة ضد القوات الحكومية السورية. ونقلت وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية عن زخاروفا قولها إن المعلومات والمعطيات المتوافرة لدى روسيا، تؤكد تخطيط جماعات إرهابية لتنفيذ هجمات استفزازية بأسلحة كيميائية، لخلق ذريعة للولايات المتحدة لاستهداف القوات السورية. وأوضحت المتحدثة الروسية أن تنظيم "داعش" الإرهابي قام بنقل معامل كيميائية ومعدات خاصة لتصنيع قنابل كيميائية، من منطقة دير الزور إلى الرقة، مشيرة إلى أن هذه الخطوات توضح الدور الانتقائي للتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة، لافتا إلى أن "داعش" نقل المعدات الكيميائية في الرقة، بالرغم من تكرار إعلان التحالف وواشنطن عن حصار المدنية، وهو ما يثير التساؤلات عن الدور الرقابي للتحالف الدولي هناك. وأكدت المتحدثة موقف روسيا الساعي إلى التحقيق في الهجوم الكيميائي في منطقة "خان شيخون" وانتهاكات كيميائية أخرى ضد الحكومة السورية. وذكرت زاخاروفا أن الاستفزازات الكيميائية الأخرى ضد دمشق لا تتوقف، لافتة إلى أن تقرير لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الذي جزم باستخدام غاز السارين خلال الأحداث في خان شيخون يوم 4 أبريل الماضي، صدر رغم عدم قيام الخبراء بزيارة للبلدة نفسها، أو تفتيش قاعدة الشعيرات الجوية بريف حمص، التي قصفتها الولاياتالمتحدة بذريعة أن الطائرة التي يزعم أنها حملت قذائف كيميائية إلى خان شيخون، أقلعت منها. وعبرت المتحدثة عن أسف موسكو لمحاولات ما أسمتهم ب"منتجي الأخبار" تشويه الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة في سوريا، موضحة أن الحديث يدور عن مزاعم "هيئة تحرير الشام" و"فيلق الرحمن" حول هجوم باستخدام مادة الكلور في الغوطة الشرقية في 1 يوليو الحالي. وحذرت زاخاروفا من خطر وقوع استفزازات جديدة باستخدام المواد الكيميائية لتبرير ضربات أمريكية محتملة على الجيش السوري، ولم تستبعد وقوع مثل هذه الاستفزازات في الغوطة الشرقية، وفي جنوبسوريا. كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أكدت - الشهر الماضي - استخدام غاز السارين في الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 84 مدنيا في سوريا، وذلك بعد عدة أيام من اتهام البيت الأبيض لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالتخطيط لشن هجوم كيميائي جديد. وفي خطوة غير مسبوقة، أصدر متحدث باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أواخر الشهر الماضي - بيانا مكتوبا يوضح خلاله أن واشنطن رصدت استعدادات من قبل نظام الرئيس السوري، لشن هجوم كيميائي مثل الذي تم تنفيذه في شهر أبريل الماضي، من إحدى القواعد العسكرية في غرب سوريا، وحذر البيان من أن الأسد سيدفع ثمنا باهظا حال تنفيذ الهجوم. فيما نفت سوريا تخطيطها لتنفيذ أي هجمات باستخدام أسلحة كيميائية، وقوبلت التصريحات الأمريكية بالرفض من الجانب الروسي. وفي سياق آخر، نفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ما جاء في تقرير الأمريكية بأن مواطني كوريا الشمالية يجبرون على العمل في معسكرات عمل في روسيا. وقالت زاخاروفا إن هذه التأكيدات، التي جاءت في تقرير الولاياتالمتحدة عن حالات الاتجار بالبشر لا أساس لها من الصحة". وأضافت :"من دون شك هذه الادعاءات التي أطلقتها الخارجية الأمريكية تهدف مرة أخرى إلى استغلال أداة حقوق الإنسان للضغط على كوريا الشمالية وخلق عرقلة مصطنعة لتقييد التعاون".