جدد البرلمان العربي طلبه الدائم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالكف عن الأعمال والتصريحات العدوانية تجاه مملكة البحرين، وجمهورية اليمن، وإنهاء تدخلها العسكري في الجمهورية العربية السورية، وإنهاء احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، معلناً دعمه الكامل لما تقوم به الدول العربية للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها. جاء ذلك خلال انطلاق أعمال الجلسة السادسة (والأخيرة) للبرلمان العربي لدور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني، التي عقدت صباح أمس الأربعاء الموافق (4 يوليو 2017م) بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، بمشاركة النائب عادل العسومي نائب رئيس البرلمان العربي، والنائب عبدالرحمن بومجيد عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي. وبهذه المناسبة، قال النائب عادل العسومي نائب رئيس البرلمان العربي، أن الجلسة بدأت بكلمة ألقاها معالي الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، ضمنها قلقه الشديد من استمرار الأزمة الراهنة بين دولة قطر الشقيقة وعدد من الدول العربية، ومؤكداً على أهمية حل هذه الأزمة في إطار مجلس التعاون الخليجي، ومثمناً وداعماً للجهود الخيرة التي يقوم بها أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة. وأضاف العسومي أن رئيس البرلمان العربي، أكد في كلمته على الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب وقيادة التحالفات الخليجية والعربية والإسلامية لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم في المنطقتين العربية والإسلامية، والوقوف ضد جميع الدول والمؤسسات والأنظمة الراعية للإرهاب والتطرف، وتعزيز العمل الجاد لبناء التحالفات الدولية والشراكات الاستراتيجية بين الدول العربية والإسلامية من جهة والولايات المتحدةالأمريكية من جهة أخرى، والذي تكلل بالنجاح الكبير في استضافة الرياض للقمم التاريخية الثلاث السعودية، والخليجية والعربية الإسلامية – الأمريكية. ومن جانبه، قال النائب عبدالرحمن بومجيد عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي، أن البرلمان العربي قد وافق على عدد من المشاريع المهمة لتعزيز العمل القومي العربي منها الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والتي تنص على التزام كافة الدول العربية لتعزيز التعاون الأمني بينها ومحاربة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه. وأضاف بومجيد أن محاربة الإرهاب تتطلب العمل على وضع تدابير وطنية لضمان تتبع وحجز ومصادرة الأموال المغسولة أو الداعمة للإرهاب، ودعوة الدول العربية إلى الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية ورفض كل أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية، فضلاً عن تجديد الخطاب الديني وتنقيته من التطرف والإقصاء ومعاداة الآخر. وقال بومجيد أن البرلمان العربي أقر أيضاً توحيد السياسة الإعلامية في الدول العربية من خلال إيجاد سياسة داعمة للأمن القومي العربي، على أن يتم تفعيلها في كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والتي ستعمل على تحقيق وحدة وترابط الأمة العربية بما يجعلها قادرة على مواجهة كافة التحديات التي تحدق بها. وقد ترأس الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، الجلسة واستهلها بكلمة هنأ فيها الأسرى الفلسطينيين الأبطال، بانتصارهم في معركة البطون الخاوية التي خاضوها في معتقلات المحتل الصهيوني، وحققوا بصمودهم الأسطوري انتصارا جديدا يسجل بأحرف مضيئة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، مؤكدا استمرار دعم البرلمان العربي للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الإقليمية والدولية. كما أكد البرلمان العربي على أن الحل السياسي للأزمات التي يمر بها العالم العربي اليوم هو الحل الأنجع لهذه الأزمات والصراعات، بدءا من الصراع في سوريا تلبية لتطلعات الشعب السوري والحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وعروبتها، داعياً العراق إلى تفعيل الحوار الوطني بين أبناء الشعب العراقي الشقيق، ومجددا التزامه بمواصلة دعم الدول الأقل نماء خاصة جمهورية الصومال لمكافحة المجاعة التي تهدد الشعب الصومالي الشقيق، ومرحباً بالجهود العربية والدولية لحل الأزمة الليبية للوصول إلى تسوية سياسية تضمن الحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها. وجدد البرلمان العربي دعم الشرعية الدستورية بجمهورية اليمن ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادى، مؤكداً دعمه لما تقوم به قوات التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن، ومطالباً برفع اسم دولة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع كامل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وذلك تقديرا للجهد الكبير التي تبذله دولة السودان في محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم في العالم العربي والإسلامي وإفريقيا. وأكدت دلال جاسم الزايد، رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس الشورى نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان في البرلمان العربي، أن البرلمان العربي اعتمد في جلسته السادسة والختامية في دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، اعتمد آلية تنفيذ المبادرة التي تقدمت بها مملكة البحرين، المتعلقة برفض ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي. وقالت دلال جاسم الزايد، إن الموافقة على آلية تنفيذ المبادرة خطوة مهمة باتجاه منع أساليب التمييز العنصري التي تُمارس ضد المسلمين في الدول الغربية، وخاصة تلك التي تربط العمليات الإرهابية والعنف بالدين الإسلامي، لافتةً إلى أن البرلمان العربي أطلق على آلية تنفيذ المبادرة اسم «رؤية الآن». ونوّهت الزايد بما يبذله البرلمان العربي من خطوات جادّة نحو مكافحة الإرهاب، وتجريم صوره وأشكاله كافة، مؤكدة استمرار الجهود للوصول إلى تفعيل مبادرة رفض ربط العنف والإرهاب بالدين الإسلامي، بشكل كامل، وذلك بعد عقد اجتماعات مع البرلمان الأوروبي وبعض المجالس التشريعية ذات الصلة. وأشارت الزايد إلى أن التمييز العنصري يمارس ضد المسلمين في بعض الدول الغربية، بسبب ربط العنف والإرهاب بالإسلام، وهو أمر ينافي حقيقة الدين الإسلامي وسماحته وقيمه ومبادئه، مؤكدة «إننا كدول عربية نكفل حماية حقوق الأقليات في دولنا العربية والإسلامية، سواءً من خلال مباشرة الشعائر الدينية، والحياة المتساوية في حقوق التنقل والعمل وممارسة الشعائر، أو منح الأقليات حق الشخصية القانونية وفق مبادئ حقوق الإنسان». وأفادت الزايد بأن العمليات الإرهابية، التي تقوم بها منظمات أو أفراد معروفة في العالم، أصبحت متطورة، وتم إدخال التقنية في القيام بهذه العمليات، وهو ما يؤكد ضرورة اعتبار هذه التقنية إحدى وسائل الإرهاب، وأداة من أدوات الجريمة عند ضبط أي عملية إرهابية. وشددت الزايد على ضرورة مكافحة الإرهاب وتوعية النشء بمخاطره من خلال البرامج والمناهج التعليمية، كما ينبغي إدراج عدد من الأفعال المتعلقة بالتشجيع والتحفيز والتمويل المباشر وغير المباشر، لتكون من بين الأفعال المجرمة وفقًا للقوانين الوطنية مكافحة الإرهاب. هذا، وأشارت رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس الشورى نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي، إلى أنهم ناقشوا في الجلسة الختامية للبرلمان العربي، عددًا من الموضوعات المهمة على الساحة العربية، ومن بينها الأمن القومي العربي، وملفات الأوضاع في كُلٍّ من، فلسطينوالعراق واليمن وسورية والصومال، وبحث آليات توفير الدعم والمساعدة العاجلة للشعب اليمني. وذكرت الزايد أن البرلمان العربي ناقش القانون العربي الاسترشادي للاستثمار، وآلية تفعيل محكمة الاستثمار العربية لتباشر عملها في النظر في قضايا النزاعات المتعلقة بالاستثمار، إلى جانب مناقشة وثيقة التعليم العالي والبحث العلمي التي اقتُرحت من البرلمان العربي.