بعد أن قررت عدم إبداء رأيي منذ بداية شهر رمضان المبارك، في أي عمل درامي إلا بعد مشاهدتي على الأقل 10 حلقات من كل عمل محاولًا رؤية العمل من جميع الجوانب ومعرفة الشخصيات والأحداث المتوقعة، ولكن ظلت شخصية في ذهني منذ اليوم الأول من الشهر الكريم محاولًا التركيز مع الشخصيات التي تقدمها وريأكشنات وجهها مع نظرات عيونها مع خطواتها ونبرة صوتها الذي يصل إلى القلب مباشرة مع إحساسها الصادق الذي يحمل معاني سامية إنقرضت منذ سنين ألا وهي الجميلة المتمكنة الفنانة "حنان مطاوع". كان من المتوقع منذ السباق الرمضاني الماضي بعد العبقرية المرعبة التي ظهرت بها الفنانة المتمكنة "حنان مطاوع" في مسلسل "ونوس" مع الفنان القدير يحيى الفخراني، وبعد إعادة إكتشافها وإبراز طاقاتها التمثيلية المكبوتة، أن تقدم أعمالًا أكثر نضجًا وأكثر إختلافًا في السباق الرمضاني الحالي، وهو ما شهد به الجمهور منذ أول يوم بشهر رمضان المبارك. حيث تنافس حنان، بقوة في السباق الرمضاني ولكن هذا العام ليس بعمل واحد بل بثلاث أعمال مختلفة دفعة واحدة، حيث تشارك في مسلسل "طاقة نور" مع الفنان هاني سلامة، ومسلسل "هذا المساء" مع الفنان إياد نصار، ومسلسل "حلاوة الدنيا مع الفنانة هند صبري. ويعتبر الجمهور مشاركتها في ثلاث أعمال دفعة واحدة، هي مغامرة منها ولكنها تستحقها بعد ما أثبتت جدارتها وطاقتها التمثيلية وإحساسها المرهف ويساندها في ذلك إختلاف الشخصيات التي تقدمها في هذه الأعمال. فقد جذبت مطاوع، الأنظار إليها منذ ظهورها الأول بشخصية "سارة" في مسلسل "حلاوة الدنيا" مع هند صبري، حيث تجسد دور صديقتها المقربة المخلصة، التي تقف بجانبها بعد إكتشاف إصابتها بمرض سرطان الدم، حيث أبهرت الجمهور وجذبت إنتباههم بروحها المرحة وإيفيهاتها اللذيذة وإحساسها المخلص الذي تدمع له العين في مشهد مصارحة "أمينة" التي تجسد شخصيتها الفنانة هند صبري بحقيقة مرضها لتنهار في البكاء. إستطاعت أن تجسد دور الصديقة المخلصة التي تهتم بصديقتها أكثر من نفسها، تغضب لغضبها وتفرح لفرحها تقف بجانبها وقت الشدة نموذج لصديقة يتمناه كل إنسان، رغم جميع المشاكل التي تواجهها في تربية إبنها "زياد" بعد طلاقها من زوجها الذي يهمل في السؤال عن إبنه محاولة تربيته بنفسها متحدية كل الصعاب. وخلال محاولات مطاوع، لوضع بصمتها في الدراما التليفزيونية حرصت على إختلاف الشخصيات التي تقدمها حيث لاحظ الجمهور تقديمها لشخصية مختلفة تمامًا عن شخصية "سارة" في حلاوة الدنيا، حيث تجسد شخصية "عبلة" في مسلسل "هذا المساء" وهي سيدة مطلقة تعيش في حارة شعبية وتدير مسمط بجوار منزلها، بعد أن فازت بقضية خلع زوجها بعد عدة مشاكل بينهما، حيث تظهر في شخصية الست المصرية الطيبة الأصيلة بنت البلد التي تحب الخير للناس. ويشاء القدر أن تصادف "أكرم" الذي يجسد شخصيته الفنان إياد نصار، حيث يأتي لتناول الغداء مع صديقه والسواق الشخصي له الذي يسكن في نفس الحارة التي تعيش بها "عبلة" ليعجب بأكلها ويأتي عدة مرات، إلى أن ظهر بينهم تبادل نظرات الإعجاب، بعد أن قام بالجلوس معها والتحدث كثيرًا ليعجب "أكرم" بطريقتها وطيبتها وأسلوبها فيحاول التقرب منها، حيث تخبره أنها تذهب كل جمعة لزيارة السيدة نفيسة فيخبرها أنه لم يفعل ذلك طوال حياته. لتفاجأ به يوم الجمعة يقوم بزيارة المقام وهو بجوارها يتبادلان نظرات الإعجاب، ثم يطلب منها الذهاب معها إلى قبر والديها لقراءة الفاتحة لهم لتفاجأ بطلبه وبعد وصولهم تفاجأ به يقوم بتقديم هدية لها عبارة عن خاتم ألماظ، ليتخللها الشك عن نواياه ولكنه يصدها ملمحًا لها أن مثل هذه الهدايا ليس دائمًا ما تقدم لنوايا خبيثة، ولكنه من الممكن أن يقدمها الحبيب لحبيبته أو لسيدة يريد الزواج بها ليتخللها نظرة إعجاب مليئة بالرومانسية، في مشهد يملأه الكثير من الأحاسيس المرهفة وتفاصيل جديدة ومختلفة للرومانسية الحقيقية، وحقق هذا المشهد من الحلقة التاسعة من المسلسل جدلًا ونجاحًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث عبر الجمهور عن إنبهاره بأدائها وتفاصيل النظرات بينهم وإحساسها الرائع المتمكن الذي يعتبر ركن من أركان نجاح الشخصية والعمل. وتستمر إختلافات حنان مطاوع، حيث تهل علينا ب"طاقة نور" تحمل الكثير من الدراما والأحاسيس ومثال للفتاة الشعبية المطحونة لكسب قوت يومها، تواجه العديد من المشاكل مع والدتها التي تعيش معها وتقوم بإضطهادها دائمًا وخطيبها مدمن برشام يدعى "خيري" يجسد شخصيته الفنان محمود فارس، وتجسد هي شخصية "ليلى" فتاة تعمل بنادي صحي يملكه "ليل عبدالسلام" الذي يجسد شخصيته الفنان هاني سلامة، ومديره "أشرف" الذي يجسد شخصيته الفنان إيهاب فهمي، والذي يحدث بينهما عدة مشاكل بعد أن أدعت أنه قام بالتحرش بها، حيث تستغل والدتها الفرصة التي تجسد شخصيتها الفنانة "عايدة رياض" لتقوم بإبتزازه ليزوجها بعد أن قامت بطرد "ليلى" من منزلها. نجحت الفنانة حنان مطاوع، في إختيار الثلاث شخصيات بعناية فائقة حيث لا تشبه شخصية الأخرى لا من حيث القصة أو اللوك أو الحالة الإجتماعية، حيث تختلف تفاصيل كل شخصية إختلافًا تامًا عن الأخرى، وهو ما لفت أنظار الجمهور معبرين عن سعادتهم بالتقدم والنضج الفني الذي ظهرت به خلال السنوات الأخيرة، مؤكدين أنها تستحق البطولة بجدارة بعد أن أثبتت حجم الموهبة والأحاسيس التي تتمتع بها. وستظل موهبة مطاوع، في تصاعد دائم فهي فنانة متمكنة من أدواتها تستطيع تغيير جلدها بالشكل الذي تحبه ومن أكثر الفنانات إلتزامًا وموهبة حيث يعلم الجميع أنها لم تستغل أبدًا أنها من عائلة فنية كبيرة من أجل الظهور في أعمال، ولكنها إعتمدت على نفسها وموهبتها وتسير بخطوات ثابتة لتقديم الأفضل والمختلف والمقنع للجمهور الذي أشاد بأدائها على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تنوعت الأراء حول ال 3 شخصيات التي تقدمها معبرين عن سعادتهم بتواجدها هذا الموسم بأكثر من عمل للإستمتاع بموهبتها الفريدة. وفي النهاية لا بد من توجيه رسالة شكر للفنانة الجميلة المختلفة على إحساسها الرائع وأدائها المتميز ودموعها الصادقة التي تخطت جميع حدود الإبداع والتألق رغم تخليها عن جميع أنواع الماكياج إلا في مشاهد معينة حيث إعتمدت على جمالها الطبيعي وملامحها الهادئة الرقيقة مبتعدة عن أي شكليات أو جمال خارجي وإعتمدت على روحها وجمالها الداخلي وسلاسة الأداء والهدوء في الإلقاء الذي أبهر المشاهدين، وأنتظر متمنيًا تحولات في أي شخصية من ال 3 شخصيات لإظهار جوهرة تميز وإختلاف الفنانة المتمكنة دائمًا حنان مطاوع.