كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة صبري سعيد اسم الشاعر سيد حجاب في خامس لياليها الرمضانية بوكالة بازرعة، في إطار الاحتفالات الثقافية والفنية بحلول شهر رمضان التي تقيمها الهيئة بمسرح سور القاهرة الشمالي ووكالة بازرعة ومسرح الشاعر خلال الفترة من 5 إلى 14 رمضان الجاري. بدأت أولى فعاليات الليلة الرمضانية الخامسة فى مقهى نجيب محفوظ بندوة الشهادات التى تتناول مسيرة احد الكتاب المصرين، وفى هذه الليلة تحدث الشاعر ماجد يوسف عن تجربته الحياتية والشعرية، وقد قدم لهذه الشهادة الشاعر أشرف أبو جليل، طالبا من ضيف اللقاء أن يروي على الحضور ما يريد من أطراف حياته، وقد بدأ ماجد حديثه موضحاً أن بدايته الشعرية تعود لسن السابعة عشرة، وكانت سيناء وقتها تحت الاحتلال، وكان الطلاب يتدربون في هذا الوقت على إطلاق النار وتدريبات القوة.
وأشار يوسف إلى عشقه المفرط للقراءة، حيث أكد أن حبه للفن أدي به إلى تناوله بروح الهواية وليس العمل أو السبب للرزق أو نحو ذلك، ولذلك فقد عمل في عدد من الأعمال من أجل الإبقاء على الشعر في صورة هواية قائمة على المحبة، وأشاد بفؤاد حداد الذي يعد مثلا في هذا الصدد.
وبسؤاله عن تعينه مديرا لقناة التنوير وضح أن ذلك جاء من عمله في إدارة المتابعة في التلفزيون، وكان عمله مختصا بالبرامج الثقافية، وفي النهاية قام مجدي شلبي رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة بتكريم ماجد يوسف ومنحه شهادة تقدير وميدالية الهيئة.
أعقب ذلك تقديم فاصل غنائي للفنان حسني عامر غني خلاله بعض الأغاني الرمضانية، ثم بدأت وقائع الندوة الثانية بتكريم الشاعر الراحل سيد حجاب بحضور المتحدثين شعبان يوسف ومحمد علي عزب وأدارها محمود الحلواني.
وفي كلمته قال العزب أن حجاب هو أحد آباء شعر العامية الكبار الذين أسسوا لهذا الفن عبر خمسة دوواوين متميزة لشاعر كبير ملتزما ومجدداً، ولكن للأسف لم يعرف شعره كما عرفت أغانيه غير أن دواوينه ممتلئة بالرموز والرؤى الثورية والاجتماعية المتماسة مع البسطاء، أما أغانيه فتعد قصائد عامية من التراث الرفيع وقد تجاوزت المائة أغنية.
أما شعبان يوسف فقد تناول بعداً آخر من حياة سيد حجاب وهو كونه مثقفا كبيراً وموجهاً نادر المستوى والحضور، رغم أنه نشأ نشأة بسيطة وسط أسرة متوسطة ثم حاول الظهور في الوسط الأدبي بالقاهرة وكتب في البداية شعراً فصيحا لفترة، ولكنه تأثر بشدة بصلاح جاهين وقرر اتباع هذا الطريق الشعري وخاصة بعد أن قدمه في شاعر يعجبني وقرر حجاب ترك كلية الهندسة والتفرغ للشعر والعمل الثقافي والسياسي وسط الأوساط اليسارية، وكتب قصائد مغايرة للهتاف الذي كان سائدا في هذه الفترة، ومر بتجربة الاعتقال السياسي وقرأ بلغات أجنبية وتجول بعدد من بلدان العالم، واختتمت الندوة بتكريم اسم سيد حجاب بميدالية وشهادة تقدير تسلمها عنه شعبان يوسف.
واختتمت الليلة بالأمسية الشعرية الخامسة التي حفلت بمجموعة من الشعراء منهم "إيرين يوسف، حامد أنور، سيد عبد الرازق، عماد القضاوي، مراد ناجح، رجب الصاوي، عصام ياسين، محمد حسين" وأدارها الشاعر وليد فؤاد، وقد أدى الفواصل الغنائية الفنان حسني عامر على العود حيث أدى بعض قصائد فؤاد حداد وماجد يوسف وغيرهما.