رعى مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل أمس الاثنين ملتقى سفراء نبراس الأول (الأدوار وحدود المسؤولية) الذي أقامته الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات، وبمشاركة إمارة منطقة مكةالمكرمة، الرئاسة العامة لشؤون الحرم المكي الشريف وجامعة الملك عبد العزيز، وزارة الصحة، وزارة الثقافة والإعلام العالمية، وزارة الحج والعمرة، الهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم، وفرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة مكةالمكرمة. وقد أكد الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، سفير نبراس خلال كلمته أن الأمة تواجه تحديات خطيرة تتمثل في محاولات إفساد شبابنا باستدراجهم إلى براثن المخدرات، وينبغي على شبابنا أن يستوعبوا المرحلة التي نعيشها بالابتعاد عن كل ما يهدد مقدرات الوطن، وأن يعوا أن بلادنا مستهدفة، لذلك أدعو شبابنا إلى أخذ الحيطة والحذر ضد كل من يحاول العبث بأمن الوطن وإيقاع الشباب في براثن المخدرات والإدمان. حسب صحيفة "سبق"
وأشار إلى أهمية جهود التوعية والإرشاد والعلاج وإعادة تأهيل من وقع فريسة لهذه الآفة ليعود عضوًا صالحًا نافعًا لمجتمعه ووطنه، مبينًا أن الإسلام شدد على حفظ الضرورات الخمس ومن أهمها العقل الذي تستهدفه المخدرات.
من جانب آخر، أشاد الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية ورئيس مجلس إدارة مشروع "نبراس" عبد الإله بن محمد الشريف بما يقدِّمه هذا الوطن المعطاء بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي عهده، يحفظهم الله، من أجل راحة ورفاهية أبنائه وحمايتهم.. ويتجسد ذلك في حرصهم على حماية شباب ومجتمع هذا الكيان من الانحرافات وويلات المخدرات. وأكد "الشريف" أن تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات جاء لرسم السياسات الوطنية في مجال مكافحة المخدرات، وتطوير العمل الأمني والوقائي والعلاجي والتأهيلي وتوحيد الجهود، والإسهام في الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي للحد من مشكلة المخدرات.
وأضاف أنه انبثق من هذه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، بشراكة مع الجهات الحكومية والأهلية كافة، وبفضلٍ من الله، برعاية ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأمير/ محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود في عام 1436 ه، ليشمل ببرامجه وفعالياته كل مناطق ومحافظات ومراكز ومنافذ المملكة، كما جاء ليوحد الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني. ولفت إلى أنه خلال العامين الماضيين حقق هذا المشروع العديد من الإنجازات، من أهمها: إنهاء الخطة التطويرية للعمل الأمني في جميع الأجهزة الأمنية والجمركية، وإنجاز مشروع نبراس (59) ملتقىً تعريفيًا وعلميًا في كل مناطق المملكة ومحافظاتها، واعتماد دبلوم جامعي للوقاية من المخدرات. كذلك اعتماد كتاب جامعي سيتم تطبيقه في كل الجامعات، واعتماد برنامج الزمالة الطبي في كليات الطب، وإنشاء أكاديمية نبراس للتدريب الإلكتروني، واعتماد إنشاء جمعية نبراس للعلاج والتأهيل، إضافة إلى بدء العمل في إنشاء مستشفيات لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان، وعقد شراكة مع أكثر من (28) جهة ما بين وزارة وهيئة وشركة، وتنفيذ البرنامج التدريبي (بناء القدرات الوطنية)، بدءًا من الأطفال بنين وبنات، مرورًا بالطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات والأطباء والطبيبات، والأئمة والخطباء والدعاة والمختصين من الضباط والمفتشين والموظفين في بيئات العمل.
وشدد "الشريف" على أهمية التوعية ورفع مستوى الوعي الثقافي لأنه هو الوسيلة الأنجع للقضاء على ظاهرة المخدرات، مشيرًا إلى أن الدورات والملتقيات العلمية التوعوية تهدف بالأساس إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي والتبصير بالمخاطر التي تحدق بهم؛ حتى يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم، ليكون الجميع يدًا فاعلة تبني نهضة الأمة. وقد بدأت فعاليات برامج الملتقى بعرض مرئي عن جهود الدولة في مجال مكافحة المخدرات وعرض مرئي لفيلم المشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس».
عقب ذلك انطلقت فعاليات الملتقى بعقد ثلاث جلسات علمية واجتماعية وأمنية وإعلامية حيث أكد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سفير نبراس الأستاذ خالد المالك في حديثه عن دور الإعلام في الوقاية من المخدرات أن الإعلام جزء من الجانب الأمني والوقائي لافتًا إلى أن عملية التأثير والإقناع تتفاوت من وسيلة إعلامية إلى أخرى ويعد التلفاز ذا تأثير أكثر من الوسائل الأخرى نظرًا لاشتماله على الصورة والكلمة.
وبين أن جميع وسائل الإعلام ملتزمة بالخط الذي تسير عليه نبراس في مكافحة هذه الآفة، مشددًا على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام المختلفة على علاقة وتواصل دائم مع نبراس لتحقيق الإعداد الجيد والاعتماد على الحقائق لأن أكثر ما يؤثر على الشباب هو تقديم القصص الحقيقية.
وأفاد المالك بأن الشعور بالمسؤولية في جانب التوعية بالمخدرات هي مسؤولية الجميع وليس مقصورة على سفراء نبراس كما يجب تعزيز التعاون والتعاضد والتكاتف بين جميع مؤسسات المجتمع وأفراده للتوعية بأضرار المخدرات داعيًا الله أن يحمي شبابنا من هذه الآفة الخطيرة.
ونوقش في الجلسة الأولى موضوع "الدور الشرعي في الوقاية من المخدرات" شارك فيها الشيخ الدكتور عادل الشدي وفضيلة الشيخ الدكتور ناصر العبيد وفضيلة الشيخ خلف المطلق وخصصت الجلسة الثانية لمناقشة موضوع " الدور الأمني والإعلامي في الوقاية من المخدرات شارك فيها اللواء أحمد الزهراني واللواء سعد الخليوي وخالد المالك وعلي الغفيلي وتناولت الجلسة الثالثة موضوع "الدور الطبي في الوقاية من المخدرات" شارك فيها الدكتور فهد الخضيري والدكتور أسامة الإبراهيم والدكتور عبدالله الشرقي.
يأتي هذا الملتقى في إطار توعية الشباب بأضرار المخدرات وتعزيز المشاركة لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته للإسهام في الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع وخفض الجرائم المرتبطة بتعاطي وإدمان المخدرات، وتهيئة بيئة خالية من المخدرات من خلال ثمانية برامج تسهم في نشر ثقافة الوقاية تتمثل في برامج الأسرة والطفل، والبيئة التعليمية، ونجوم نبراس، والمرصد السعودي لمكافحة المخدرات، والإعلام والجديد، والأبحاث، والشبكة العالمية المعلوماتية عن المخدرات «جناد»، كما يقدم خدمات متعددة منها خدمة الاتصال المجاني لسهولة التواصل مع المجتمع على الرقم 1955 تحت إشراف مباشر من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمديرية العامة لمكافحة المخدرات بمبادرة من شركة (سابك).