بدأ زائرون يهود اليوم الجمعة، بالتوافد على معبد الغريبة في جزيرة جربة جنوبتونس في اليوم الأول من الاحتفالات السنوية التي تعود إلى أكثر من 200 عام. ووصل بضع مئات من الزائرين الى المعبد الشهير والأقدم في إفريقيا للمشاركة في طقوس الاحتفالات. وتوقع رئيس هيئة المعبد بيريز الطرابلسي، أن يصل عدد الزوار القادمين من عدة دول في العالم هذا العام إلى ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف زائر مع تحسن الوضع الأمني في البلاد. ولم يتجاوز العدد في العام الماضي ألفي زائر. وإلى جانب الصلوات تشمل طقوس الاحتفالات في المعبد إضاءة الشموع وترديد التراتيل وكتابة الأماني على البيض وطلب البركة من الحاخامات. وتضفي الاحتفالات حركة كبرى في الجزيرة. وانتشر الأمن في محيط المعبد والمنطقة السياحية والمطار والأسواق والشوارع الرئيسية. وقامت الوحدات الأمنية بتأمين الفنادق في المنطقة ووضع نقاط تفتيش في مناطق حساسة بالجزيرة وتنظيم دوريات أمنية على الشريط السياحي وعلى الشواطئ تحسبا لأي مخاطر أمنية. وتمتد الزيارة الرسمية بين يومي 12 و14 مايو وهي تسبق ذروة الموسم السياحي الصيفي في الجزيرة. وقبل أسبوع دعا مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل، مواطنيه بعدم السفر إلى تونس، بدعوى أنها قد تشهد "هجمات إرهابية متنوعة في أماكن مختلفة من البلاد". ورد بيريز الطرابلسي بأن تلك الدعوات غير مبررة، مشيرا إلى أن الوضع في تونس أكثر أمنا مقارنة بإسرائيل. وقبل عام 2011 بلغ معدل حضور اليهود في احتفالات الغريبة نحو سبعة آلاف وكان العدد أعلى من ذلك قبل الهجوم الإرهابي الذي استهدف المعبد في أبريل 2002 والذي خلف 21 قتيلا من بينهم 14 سائحا ألمانيا. ويقدر عدد أفراد الطائفة اليهودية في تونس اليوم بنحو ألفين بعد أن كانوا في حدود 100 ألف في منتصف القرن الماضي، حيث هاجر أغلبهم نحو أوروبا وإسرائيل مع اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية.