عودة شارابوفا تثير الجدل

تعود لاعبة التنس الروسية، ماريا شارابوفا، غدا الأربعاء، وبشكل مثير للجدل لملاعب التنس من بوابة بطولة شتوتجارت الألمانية، التي سبق وتوجت بلقبها ثلاث مرات في 2012 و2013 و2014، وذلك بعد غياب دام 15 شهرا عن المنافسة لعقوبة الإيقاف لتعاطي عقار الميلدونيوم الذي دخل ضمن قائمة المنشطات مطلع العام الماضي.
وستعود الروسية التي أكملت عامها الثلاثين في 19 أبريل الماضي، للملاعب بمواجهة أولى أمام الإيطالية روبرتا فينشي، في البطولة التي ستشارك فيها لاعبات مصنفات ب"قائمة التوب 10" كالألمانية أنجليكه كيربر والتشيكية كارولينا بليسكوفا والرومانية سيمونا هاليب والإسبانية جاربيني موجوروزا، وذلك بعد قرار محكمة التحكيم الرياضي بتخفيض مدة العقوبة من عامين إلى 15 شهرا.
وأثار قرار توجيه بطاقة دعوة للاعبة الروسية المصنفة الأولى سابقا للعب في ألمانيا تحفظ عدد من اللاعبات، اللاتي اعتبرن أن انتهاء العقوبة لا يعني أن تحظى شارابوفا بمعاملة خاصة وضرورة أن تكافح في الأدوار التمهيدية للبطولات، وهو الأمر الذي لن تضطر إليه في شتوتجارت أو مدريد أو حتى روما، وهي البطولات التي أدى تأثير الرعاة فيها إلى دخولها مباشرة في جداولها الرئيسية.
ولاتزال بطولة رولان جاروس الفرنسية الكبرى متحفظة إزاء توجيه دعوة من عدمها للاعبة الروسية التي لا تحظى بتصنيف هذا الأسبوع، وأعلنت أنها ستصدر قرارا بهذا الشأن في منتصف مايو/آيار.
وأبدى رئيس الاتحاد الفرنسي الجديد للتنس، برنارد جيوديسيلي، في أوائل مارس/آذار الماضي، عدم وقوفه إلى جانب الروسية، وقال في تصريحات لصحيفة ليكيب: "لا يمكننا إنفاق مليون ونصف يورو من أجل محاربة المنشطات" ومن ثم توجيه دعوة للاعبة معاقبة بتعاطي عقار محظور، وهي التصريحات التي توافقت مع تصريحات المصنف الأول عالميا، البريطاني آندي موراي، عندما قال: "عليك أن تعمل لشق طريقك نحو العودة".
ودائما ما اشتكت شارابوفا من الأنظار الحاسدة الموجهة إليها، ربما لأنها ظلت لأكثر من عقد من الزمان، بحسب مجلة فوربس، الرياضية الأعلى دخلا في العالم، وأحدث وجودها تغييرا جذريا في عالم الرعاة.
فهي سيدة أعمال واستغلت غيابها عن الملاعب لتذهب إلى دورات تعليمية بمدرسة هارفارد للأعمال، واستثمرت في تطبيق شارلي، كما أن منتجات خط الحلويات الخاص بها "شوجاروفا" تواصل حصد الأرباح، حيث أكد وكيل أعمالها أن الشوكولاتة الخاصة بشركتها ستباع بنهاية 2018 في أكثر من 50 ألف مركز تجاري، بفضل التوصل لاتفاق للترويج لها مع كبرى السلاسل التجارية في الولايات المتحدة، كروجر كمباني و7-اليفن.
كما أن شاربوفا استفادت من الغياب ل15 شهرا لإعداد كتاب عن سيرتها الذاتية "بلا مكابح. حياتي حتى الآن" والذي قد يدر عليها أرباحا كبيرة عقب طرحه في الأسواق في سبتمبر/أيلول المقبل، وهي القصة التي وصفتها اللاعبة بأنها عبارة عن معاناة، وتتحدث فيها عن الأمور التي ينبغي أن تتركها خلفك لتحقيق النجاح، حيث قالت خلال تقديمها للكتاب "قصة طفلة، والدها ومغامرتها المجنونة"، في إشارة إلى قرار انتقالها للعيش في الولايات المتحدة عندما كانت في سن السابعة من عمرها.
عدة أمور تغيرت في عالم التنس منذ غياب اللاعبة صاحبة ال35 لقبا والمصنفة الأولى لفترة وصلت إلى 21 أسبوعا، والمتوجة بألقاب استراليا المفتوحة (2008) ورولان جاروس (2012 و2014) وويمبلدون (2004) وأمريكا المفتوحة (2006)، والتي حصدت منها نحو 36.5 مليون دولار.
فسيرينا ويليامز، التي تأرجح مركزها بين المتصدرة والوصيفة للتصنيف العالمي في الفترة الماضية والتي خاضت "ماشا" أمامها آخر مباراة قبل الإيقاف في ربع نهائي استراليا المفتوحة 2016 ، بعيدة عن الملاعب حاليا لحملها.
وعادت سيرينا الآن لقمة التصنيف هذا الأسبوع، على حساب الألمانية أنجليكه كيربر، التي ستتنافس على لقب شتوتجارت، إلى جانب لاعبات أخريات مصنفات بقائمة "التوب 10".