انطلقت صباح اليوم الأحد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية وسط تحديات رصدتها صحيفة "لونوفال أوبسرفاتور". وتحدثت الصحيفة في البداية عن نسبة المشاركة هذا العام في الانتخابات الرئاسية وعدد المواطنين الذين سيمتنعون عن التصويت. فعادةَ ما تشهد الانتخابات الرئاسية في فرنسا حشدًا كبيرًا بنسبة مشاركة تقترب من 80%، باستثناء عام 2002 الذي شهد أكبر نسبة من الامتناع عن التصويت في الجولة الأولى بعد مشاركة 71,6% فقط وامتناع 28,4% عن التصويت. فهل يمكن أن يتم تحطيم هذا الرقم القياسي لعام 2002 اليوم؟ وفقًا لعدة دراسات، يعد خطر الامتناع عن التصويت مرتفعًا ويُقدر قبل ستة أسابيع فقط من الجولة الأولى ب32%. وتغيرت المعطيات منذ ذلك الحين، ولكن مؤشر المشاركة لا يزال لا يتعدى 72% قبل أسبوع من الاقتراع. ويتمثل التحدي الثاني في تمكن "مارين لوبان" من حجز مقعدًا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حيث ظلت قبل بضع ساعات من التصويت أحد المرشحين الأوفر حظًا في منافسة مع "إيمانويل ماكرون"، بحصولها على 22- 24% من الأصوات. وهو ما سيكون بمثابة خطوة جديدة مهمة في التاريخ الحديث لحزب الجبهة الوطنية. وخلاف ذلك، سيكون عدم تأهل "لوبان" إلى الجولة الثانية من الانتخابات بمثابة فشل وانتكاسة حقيقية. وهو سيناريو لا يمكن استبعاده بشكل كامل، بسبب وضع مرشحة اليمين المتطرف كأوفر المرشحين حظًا الذي أوقفها في مكانها واقتراحاتها التي لم يتم الاستماع إليها والأخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها. أما التحدي الثالث، فهو نجاح رهان مرشح الوسط "إيمانويل ماكرون" الذي شهد صعودًا سياسياً سريعًا، بعد أن كان غير معروف لدى الجمهور قبل وصوله إلى وزارة الاقتصاد منذ ثلاث سنوات. وأصبح ماكرون اليوم أحد المرشحين الأوفر حظًا بحصوله على 24% من الأصوات في الجولة الأولى، مما يمكنه من التقدم على "لوبان" التي تتصدر استطلاعات الرأي منذ أكثر من عام. ويعد "جان لوك ميلينشون" مفاجأة نهاية الحملة الانتخابية، وقد يكون في النهاية المرشح الثالث أو حتى أحد المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات. فقد شهد مرشح حزب "فرنسا المتمردة" تقدمًا هائلًا خلال الأسبوعين الماضيين بحصوله على نحو 19% من الأصوات متساوياً مع مرشح اليمين فرانسوا فيون. فهل ينجح ميلينشون في هذا التحدي؟ وأما مرشح الحزب الاشتراكي "بنوا أمون" ومرشح حزب الجمهوريين "فرانسوا فيون"، فيواجه الاثنان تحدياً كبيرًا لإمكانية عدم تواجدهما في الجولة الثانية من الانتخابات. وهو السيناريو الذي أصبح أكثر احتمالية قبل بضع ساعات من الاقتراع. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى المترددين في تحديد مرشحيهم الذين قد يناقضون نتائج استطلاعات الرأي. فالدراسات أعطت إيقاعًا للحملة الرئاسية مع أكثر من 300 استطلاع منذ يناير الماضي كانت المنافسة فيها بين "مارين لوبان" و"إيمانويل ماكرون". ولكن، المفاجآت العديدة التي أفلتتها استطلاعات الرأي مؤخرًا تتطلب حذرًا أكثر من أي وقت مضى. وقبل أسبوع من الجولة الأولى، لم يتجاوز مؤشر المشاركة 72%، وأكثر من ربع الناخبين لا يزالون مترددين بشأن خيارهم النهائي. وفي النهاية، تساءلت الصحيفة عن مدى تأثير هجوم "الشانزليزيه" بباريس الخميس الماضي على التصويت في الانتخابات. فقد أكد أحد الأشخاص الذين شملهم استطلاع رأي أن الهجوم له تأثير ومارين لوبان هي من ستتمكن من الاستفادة منه، مشددًا على أن التأثير لن يكون من شأنه أن يخل بتوازن القوى.