بالرغم من التعديل الوزاري الذي أجرته الحكومة مؤخرًا برئاسة المهندس شريف إسماعيل، إلا أن أزمات الحكومة ازدادت حدتها، وتصاعدت، فضلًا عن استمرار خطايا بعض الوزراء، كإعلان وزير الصحة عن اكتشافه مصنع "لاكتو لألبان الأطفال"، لم يكن يعرف عنه شيئًا، في ظل أزمة نقص الألبان التي يعاني منها الأهالي، إضافةً إلى أزمة الخبز التي تسبب فيها وزير التموين، ناهيك عن وقائع التسمم بين الطلاب بسبب الوجبات المدرسية. وزير الصحة ومصنع "لاكتو" ولم ينج أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة والسكان، من تصدير الأزمات، حيث كان لاكتشاف وجود مصنع ألبان في مصر، وهو مصنع "لاكتو مصر"، ينتج ألبان الأطفال المدعمة، ولم يكن يعلم عنه شيئًا، دوره في إثارة الجدل، حيث قال وزير الصحة، إن المصنع يصدر إنتاجه من ألبان الأطفال للخارج، ومنها هولندا أهم دولة في العالم لإنتاج ألبان الأطفال. وأوضح راضي، أن وجود مثل هذا المصنع في مصر والذي تساهم فيه شركة " أكديما " الحكومية سيوفر الكثير، لافتًا إلى قيام المصنع بإنتاج حوالى 35 مليون عبوة سنويًا، مشيرًا إلى أن استهلاك مصر حاليًا لايتعدى ال 18 مليون عبوة سنويًا، أي سيكون لدينا فائض للتصدير بما يحقق مكاسب للدولة وإنهاء مشكلة لبن الأطفال بشكل نهائي.
ولفت وزير الصحة، إلى أن المصنع ضخ إنتاجه في السوق عام 2003 ثم توقف عن الإنتاج بالسوق المصري وتم إيقاف التعامل معه منذ 2005، مشيرًا إلى أن مصر استوردت خلال العام الماضي 18 مليون علبة لبن، وستنتهى هذه المناقصة خلال ال 3 أشهر القادمة ثم سيسند لهذا المصنع إمداد وزارة الصحة باحتياجاتها. وإثر ذلك الاكتشاف، هاجمت شعبة الصيادلة ومنظمة الحق في الدواء وبعض الإعلامين، تصريحات وزير الصحة، مطالبين بمحاسبته لتغافله عن المصنع، فضلًا عن تحذيرات بتجاهله للتاريخ الأسود للمصنع واتهامه بالفساد سابقًا. كما حظيت أزمة نقص الأدوية والأدوية المغشوشة، بنصيب الأسد من الأزمات التي ورطت وزير الصحة مع المواطنين، وانتفض أعضاء مجلس النواب لتلك الكوارث.
"النقل" ورفع تذكرة المترو وبالرغم من تضارب تصريحات الحكومة حول رفع سعر تذكرة المترو، طيلة الفترة الماضية، إلا أن هشام عرفات وزير النقل، أعلن منذ ما يقرب من 10 أيام، قرارًا رسميًا برفع تذكرة مترو الأنفاق، وذلك بجنيهيّن للتذكرة الكاملة لجميع خطوط المترو. وقال وزير النقل والمواصلات، هشام عرفات، إن القرار ينص على أن الفئات المستثناه لها نصف تذكرة بقيمة جنيه ونصف، وأن ذوي الاحتياجات الخاصة قيمة التذكرة لهم جنيه فقط، وهو ما آثار غضب المواطنين، تخوفًا من رفع أسعار تعريفة الأتوبيسات، بعد تذاكر المترو.
وزير التعليم.. ووقائع التسمم حالة من الذعر والفزع تشهدها معظم محافظات مصر، بعد تأكيد وزارة الصحة أن حالات تسمم التلاميذ بالمدارس، بلغت 4966 حالة على مستوى الجمهورية من سبتمبر الماضي وحتى الآن، وعلى إثر ذلك شكلت الحكومة، مجموعة العمل التي تم تشكيلها من 7 وزراء للوقوف على أسباب حالات التسمم، كما استنكر عدد من أعضاء مجلس النواب والإعلاميين، وقائع التسمم، وجاءت تعليقاتهم بين السخرية والانتقاد، متهمين وزير التعليم بالتخاذل عن متابعة الأزمة.
حيث أكد الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوارة الصحة والسكان، أن عدد الحالات التي أصيبت باشتباه في تسمم لتلاميذ المدارس على مستوى الجمهورية بسبب الوجبات المدرسية، من سبتمبر الماضي وحتى الآن بلغ 4 آلاف و966 حالة.
وزير التموين وانتفاضة الخبز بعد تداول أخبار عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بأن وزارة التموين تدرس مقترح بتخفيض نصيب الفرد من الخبز من 5 إلى 3 أرغفة يوميًا، وذلك لترشيد الدعم الذي يكلف الدولة 28 مليار جنيه، بزيادة تصل نحو 10 مليارات جنيه قبل تطبيق المنظومة، إلا أنه ومع انتفاضة الخبز، التي قام بها المواطنين بعدد من المحافظات، أسرعت وزارة التموين والداخلية الداخلية بنفي خفض حصة الخبز المدعم للفرد، مؤكدةً أنه لا توجد خطة لدي الوزارة للاقتراب من حقوق المستفيدين من دعم الخبز المدعم كما يدعي، واستمرار العمل بمنظومة الخبز الجديدة. وتناشد وزارة التموين، جميع المواطنين في حالة وجود أي شكاوى في أي محافظة من محافظات الجمهورية, يرجى الإبلاغ عنها من خلال الخط الساخن لوزارة التموين والتجارة الداخلية (19280) أو على رقم بوابة الشكاوي الحكومية (16528). كما كان للقرار الأخير الخاص بوزير التموين، دوره في تأجيج الأزمة بين وزارة التموين ونقابة البقالين، هاجم ماجد نادي، بسبب توزيع المقررات التموينية الأساسية "السكر والزيت" فى "شنط بلاستيك"، حيث أكدت النقابة أن هامش الربح سيقل.
وزير الزراعة ومشاكل الأسمدة وفي ضوء مشاكل الأسمدة، والقضايا التي تواجه الفلاحين، والفساد في القطاع الزراعي، لم يسلم الدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة، من الانتقاد، وعلى إثر ذلك التقى بالنقيب العام للفلاحين رشدي عرنوط، وعرض الأخير مشاكل القطاع الزراعي، مطالبًا بالتنسيق بين الوزارة والنقابة في حل المشاكل التي تواجة الفلاحين والعمل سويًا على حلها وذلك في سبيل تضافر الجهود بين جميع المؤسسات لمحاربة الفساد في القطاع الزراعي، وأزمة قصب السكر والأسمدة، ومواجهة الحمى القلاعية، إلا أنه لا توجد خطة حتى الآن.
قرارات المجموعة الاقتصادية برفع الأسعار هذا وكان لقرارات المجموعة الاقتصادية بمجلس الوزراء، دورها في إثارة غضب المواطنين، بشأن موافقتها على رفع الأسعار، الخاصة بالسلع الاستهلاكية، ورفع سع الأسمدة وغيرها.
"هيكل": "الناس مش لاقية تاكل.. ووقت الحساب قرب" قال أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن "التعديل الوزاري الأخير محدش فاهم أسبابه ولا له لازمة لأن المجموعة الاقتصادية هي التي كان يجب تغيرها بسبب الخلل الذي تعاني منه "، مؤكدًا أن لا أحد يستطيع توقع رد فعل الشارع المصري على استمرار ارتفاع الأسعار، خاصةً وأن الحكومة لا تشعر بمعاناة الشعب.
وأضاف هيكل، "الناس مبقتش لاقية تاكل.. ووقت حساب الحكومة قرب، لأن الناس مبقاش عندها خلق"، مؤكدًا أن الشعب المصري يشتكي ويئس من القرارات الاقتصادية الأخيرة. وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الأسعار أصبحت لا تطاق بسبب تحرير سعر الصرف، موضحًا أن الحكومة تدخل نفسها في أزمات دون جدوى، متابعًا: "لو مش فاهمين شوفوا الدول التانية عملت إيه واعملوا مثلهم".
وأكد أن الديون الخارجية في عام 2014 كانت 40 مليار دولار، وأصبحت اليوم 62 مليار دولار، لافتًا إلى أن الحكومة تتحمل مسئولية تاريخية كبيرة جدًا بسبب هذه القروض.
"الشهابي": الحكومة تحقق مصالح مافيا الاحتكار وأكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل، أن استمرار خطايا الحكومة وأزماتها نتيجة غياب العقل السياسي عنها واعتمادها على أهل التكنوقراط وتطبيقها سياسات اقتصادية تشجع الاحتكار والاستيراد وخلقها لمافيا منهم.
وأضاف الشهابي، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الحكومة لم تقدم شيئًا على طريق حل المشكلات التي يعانى منها الشعب، ولا تزال ترتكب أخطاء تصل إلى مرتبة الخطايا لو ارتكبتها أي حكومة في أي دولة ديمقراطية من دول العالم لحاكمها الرأى العام وأجبرها على تقديم استقالتها.
وتابع رئيس حزب الجيل، حكومة شريف إسماعيل جلدها سميك ويغيب عنها العقل السياسي فهى لم تأتي بأي سياسات جديدة وأنها تسير على نفس سياسات الحكومات السابقة من حيث اعتمادها على الاستيراد من الخارج لصالح مافيا المستوردين من كبار التجار المحتكرين وهذه سياسات تقدم حلول مسكنة وليست حلول جذرية.
وأشار الشهابي، إلى أن فتح باب الاستيراد على مصراعيه في الغذاء والكساء والدواء ومتطلبات الحياة قد تنجح في توفير هذه المتطلبات ولكنها في نفس الوقت لا تقدم حلول جذرية توفر الغذاء والكساء والدواء ومتطلبات الحياة.
وأوضح أن الحكومة تلجأ إلى حلول تسكن المشكلة لتحقيق مصالح حلفائها من المستوردين والتجار ورجال الأعمال الذين جعلوا من مصر سوق كبير لكل المنتجات الأجنبية.