"أقسم بالله أن أراقب الناس في مهنتي..وأن أستر عورتهم وأكتم سرهم"..تلك الجملة جزء من القسم الذي يحلفه أي طبيب قبل البدء في مزاولة المهنة التي يضع فيها الإنسان روحه بين يديه وبداخله يقين أنه بين أيدً أمينة، ولكن في الفترة الأخيرة ظهرت "تقليعة" جديدة للأطباء ضربت ذلك القسم عرض الحائط، وهي "سيلفي العمليات". انتشرت خلال الشهور الماضية ظاهرة "سيلفي العمليات" لقيام عدد من الأطباء بالتقاط صور سيلفي لهم داخل غرف العمليات بجانب المرضى، وهو ما يعتبر جزء من انتهاك خصوصيتهم، التي تصل عقوبته للوقف والسجن، وخلال السطور التالية نرصد لكم الوقائع التي شهدتها مستشفيات مصر من ظاهرة "سيلفي العمليات". الواقعة الأولى أثيرت أزمة سيلفي العمليات المرة الأولى في مستشفي إيتاي البارود العام، على يد طبيب التقط صورة له من داخل غرفة العمليات أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية لمريضة، في نوفمبر 2016، حيث شهدت غرفة العمليات بمستشفى ايتاي البارود بمحافظة البحيرة واقعة مؤسفة، حيث التقط طبيب أمراض نساء وولادة يدعى "عبد اللطيف عاشور" صورة سيلفي له مع زملائه أثناء إجراء عملية ولادة قيصرية لسيدة، فظهرت عورتها في خلفية الصورة ونشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" دون أن ينتبه لما ظهر في الخلفية. وعقب نشر الصورة انهالت الانتقادات على صفحة الطبيب، وعلى الفور قام بحذفها عقب مرور نصف ساعة على نشرها، فيما أثارت اللقطة ردود أفعال عنيفة لم تتوقف، وكشف الدكتور صاحب واقعة سيلفي العمليات، حقيقة نشره لصورة من داخل غرفة العمليات، أن الصورة حقيقية، ولم يقصد التجاوز في أخلاقيات المهنة نهائيا، مضيفا: "مكنتش أعرف إن الصورة فيها جزء من المريض". وفتح تحقيق في الواقعة، وانتهت عقبه النيابة لمجازاة الطبيب ووقفه عن العمل 3 أشهر، وأحال المستشار على رزق، رئيس هيئة النيابة الإدارية، 3 أطباء بمستشفى إيتاي البارود العام، للمحاكمة التأديبية، لعدم التزامهم بأحكام القوانين واللوائح والقرارات والتعليمات المنفذة لها، وذلك لظهورهم بمظهر من شأنه الإخلال بكرامة وظيفتهم بمقر عملهم بمستشفى إيتاي البارود العام، في شهر نوفمبر الماضي. الواقعة الثانية وفي مستشفى الجلاء، كانت الواقعة الثانية لأطباء السيلفي، حيث شهدت الساعات الماضية، حالة أخرى لطبيب نساء وتوليد بمستشفى الجلاء، يدعى عبد الرحمن حرب، قام بتصوير نفسه "سيلفي " داخل حجرة العمليات، وبدأت الواقعة بعد أن نشر الطبيب مجموعة صور من داخل غرفة العمليات للطبيب وزملائه أثناء إجراء عملية قيصرية. تناقلت العديد من المواقع الإخبارية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي الصور متهمينه بالإخلال بشرف المهنة وأنه التقط صورة سيلفي ب"الترنج" أثناء عمله، فيما قامت النيابة الإدارية بإحالة الطبيب وكل أعضاء الفريق الطبي للتحقيق لأن هذه الصورة هي انتهاك لخصوصية المريض. وفي أول رد له بعد الضجة التي أثيرت حوله، أٌقر عبد الرحمن حرب، صاحب واقعة التقاط صورة السيلفي، بارتكابه خطأ كبير بأخذ صورة داخل عرفة العمليات، مضيفًا أنه تم إحالته وكل أعضاء الفريق الطبي للتحقيق بعد هذه الواقعة، وأضاف خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج أن جراحة المريضة استمرت 8 ساعات، وبعد انتهاء الجراحة شعر الفريق الطبي بحالة من الفرحة. وأشار إلى أنه بعد شعورهم بالفرحة لنجاح العملية أخذ بعضهم صورة سيلفي، وقام بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
طبيب "سيلفي العمليات" تلاحقه عقوبتين "تأديبية وجنائية" من جانبه قال مجدي المرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن واقعة "سيلفي العمليات" اهانة تقوم بتشويه سمو مهنة الطب وعار على كل طبيب، متابعًا: "الطبيب هو حكيم، ويجب أن تتصف تصرفاه بالحكمة، وبالنسبة لواقعة السيلفي داخل غرفة العمليات بعيدة كل البعد عن الحكمة".
وأشار المرشد، في تصريحات خاصة ل"الفجر" إلى أن الطبيب الذي يقوم بالتصوير داخل غرفة العمليات تلاحقه عقوبة تأديبية، وقد تصل لجنائية إذا تضرر المريض وقام بدعوة ضد الطبيب بانتهاك خصوصيته، موضحًا أن الطبيب في حالة تصوير نفسه داخل غرفة العمليات دون وجود المريض بداخلها أمر طبيعي ووارد ولا يعاقب عليه.