من حين للآخر، تظهر مشادات حادة بين الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب وأعضاء تكتل 25/30 بالبرلمان، وأصبحت سياسية الاعتراض بين الطرفين عرض مُستمر ولا يمكن تحديد موعدًا للانتهاء منه، فلم يمر سوى يوم واحد على تحويل النائب هيثم الحريري للجنة القيم بعد اتهامه لرئيس المجلس بعدم تطبيق اللائحة، نشبت مشادة أخرى بين رئيس المجلس والنائب خالد يوسف بشأن قانون التظاهر. من جانبها، طرحت "الفجر" تساؤلاً للسياسيين على الاعتراضات المُتكررة لرئيس المجلس على نواب التكتل، وكانت إجاباتهم في السطور التالية. * خالد يوسف نشب جدل بين النائب خالد يوسف والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب حول تعديلات قانون التظاهر، حيث وصف النائب قانون التظاهر بالظالم الجائر الذي خلف وراءه آلاف الشباب وراء الأسوار لمجرد أنهم اعترضوا على شيء، مؤكدًا أن هذا القانون ساوى بين التنظيم الإرهابي الذي خرج على المصريين بالحديد والنار وبين شباب نقي طالب بالحرية حتى لو اختلفتم معهم. فما كان على رئيس مجلس النواب أن يقاطعه قائلاً له: "المحكمة الدستورية نظرت طعنا على الحكم والمجلس حقه أن يعدل في القانون ولكن المحكمة أراحت كثيرًا من الأمور عندما نظرت الطعن وتأكد دستورية القانون، باستثناء المادة 10 أقروا حكم المحكمة واعتقد قراءتك للحكم كانت من منظور سياسي وزى ما أنت راجل مخرج وتستطيع أن تبدع، القانونيون أيضا عندهم استعداد يبدعوا في القانون. وعقب خالد يوسف قائلا: "أنا ليا حق أتكلم وأقول وجهة نظري.. حضرتك مش جاى تقولى أنا مخرج مينفعش أتكلم في القانون"، وبعد ذلك أغلق رئيس المجلس باب المناقشة، واعترض "يوسف"، ليرد رئيس المجلس: "لقد أخذت الوقت الكافي". * هيثم الحريري أحال الدكتور على عبدالعال رئيس البرلمان النائب هيثم الحريري إلى لجنة القيم بعد اتهام الأخير للأول بأنه لا يلتزم بتطبيق اللائحة الداخلية للمجلس". وأكد الحريري، أن سبب اعتراضه على طريقة عبدالعال الذي قال إنه يكن له كل تقدير، هو عدم اللجوء إلى التصويت الإلكتروني في تمرير مواد قانون وصفه ب"فائق الأهمية" وهو قانون الهيئة الوطنية للانتخابات وتجاهل عبدالعال نداءات الحريري لطلب الكلمة والتعقيب. كما أشار النائب البرلماني، أن رئيس البرلمان ليس معصوم من الخطأ، وقد يصيب رأيه وتقديره وقد يحدث العكس، مُنافيًا توجيه الإساءة لرئيس المجلس وإخلاله بالأدب داخل جلسة البرلمان أثناء مناقشة القانون، رافضا في الوقت ذاته إبداء "اعتذار" لعبدالعال. * أحمد طنطاوي وفي واقعة سابقة، اعترض النائب أحمد الطنطاوي على عدم منحه الكلمة خلال مناقشة قانون نقابة الإعلاميين بالجلسة العامة، فطرده "عبدالعال" من المجلس وعندما رفض هدده ولأول مرة في البرلمان المصري بإخراجه بمساعدة الأمن وقرر إحالته إلى هيئة مكتب التحقيق، وفي 20 من يناير 2016، وافق المجلس على طرده من القاعة لعدم التزامه الهدوء في الجلسة العامة ورفضه لقانون "الثورة المعدنية" الذي أبدى اعتراضه عليه في وسائل الإعلام مع قانون "الطعن على عقود الدولة". * إقصاء للمُعارضين من جانبه، قال الناشط السياسي ممدوح حمزة في تصريح خاص ل"الفجر"، إن تكتل 25/30 بالبرلمان يمثل القوى المعارضة في المجلس. وأضاف حمزة، أن الاعتراضات الدائمة للدكتور على عبدالعال رئيس المجلس على وجهات نظر نواب التكتل في مُختلف القضايا والقوانين تثير العديد من المُخاوف في الوسط السياسي بأن رئيس البرلمانيستهدف إقصاء المُعارضين من المجلس ويسعي لانعدام المُعارضة بشكل كامل في الحياة النيابية بمصر. كما أكد الناشط السياسي، أن هجوم رئيس المجلس على أعضاء التكتل لم يصب في مصلحته مُطلقًا لأنهم يعترضون بأدواتهم الرقابية والتشريعية التي منحها الدستور لهم كونهم نواب عن المجلس. * خطر وفي نفس السياق، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة في تصريح خاص ل"الفجر"، إن ما يقوم به الدكتور على عبدالعال من توجيه انتقادات لاذعة لنواب تكتل 25/30 يضع الحياة النيابة في مصر على محك الخطر كونهم مُعارضين. * كشف نيته من جانبه، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية في تصريح خاص ل"الفجر"، إن ما يقوم به الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب من توجيه هجومه الحاد لنواب تكتل 25/30 بالمجلس يكشف نيته في إقصاء المعارضة. وأضاف عبدالمجيد، أن هناك العديد من الوقائع التي تثبت انزعاج رئيس المجلس من اعتراضات نواب التكتل بداية من معارضة رئيس المجلس للنائب أحمد طنطاوي بعد أن أعلن رفضه على قانون "الثورة المعدنية" وكذلك هجومه على النائب هيثم الحريري وتحويله للجنة القيم بعد اعتراضه على قانون الهيئة الوطنية للانتخابات وأخيرًا حديثه للنائب خالد يوسف بأنه مخرج ولا يجوز له التعليق على القوانين. كما أكد أداء الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب ليس على المستوى المطلوب. * مشاحنات وفي السياق ذاته، قال الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع في تصريح خاص ل"الفجر"، إن المشاحنات التي تحدث بين رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال ونواب تكتل 25/30 ليس هدفها إقصاء المُعارضة. وأضاف السعيد، أن في كافة البرلمانات حول العالم توجد بداخلها المشاحنات بين أعضاء المجلس ورئيسه.