تحلم أى امرأة باليوم الذى تصبح فيه أمًا لطفل صغير يملأ حياتها سعادة وبهجة، لكن قد لا تتمكن بعض النساء من تحقيق هذا الحلم، رغم أنها قادرة على الحمل، لكن مشكلتها هى عدم اكتمال نمو الجنين داخل الرحم وموته. قالت الدكتورة أميرة العمرى، إخصائى النساء والولادة، أن على أى امرأة تريد الحفاظ على حملها متابعة طبيب النساء باستمرار وإجراء الفحوصات اللازمة لاكتشاف أى مشكلة فى وقت مبكر وعلاجها قبل حدوث الخسائر. وأوضحت "أميرة" أن تكرار مشكلة الإجهاض عدة مرات يرجع إلى معاناة المرأة من إحدى هذه المشكلات: مشاكل الرحم: يتسبب أى عيب يؤثر على التجويف الداخلي للرحم سواء كان خلقيًا أو مكتسبا نتيجة جراحة أو التهابات أو أورام بالرحم في عدم انغماس الجنين بصورة سليمة، وهذه الحالة أصبح من السهل تشخيصها عن طريق الموجات الصوتية رباعية الأبعاد. وعلاجها يكون بالمناظير الرحمية الجراحية أو عمليات ربط عنق الرحم فقط في الحالات التي يتأكد فيها وجود ضعف في عنق الرحم حيث إن الإسراف في استخدام هذا الربط في غير موضعه له أضراره. مشاكل الدورة الدموية: تعاني بعض السيدات من القصور في وظيفة الدورة الدموية الخاصة بالجنين مما يؤثر سلبًا على تدفق الدم والأكسجين والغذاء إلى الطفل، وهو ما قد يؤدي إلى درجات من صغر حجم الجنين تصل إلى ضرورة ارتفاع ضغط دم الأم، وهو ما يعرف بتسمم الحمل، وقد تصل إلى تكرار وفاة الجنين داخل الرحم أو الإجهاض المتكرر. يسهل تشخيص هذه الأمراض عن طريق تحاليل معملية مع متابعة كمية تدفق الدم إلى الجنين عن طريق أشعة الدوبلر الملون. يكون العلاج الأمثل لها هو عقاقير سيولة الدم بالجرعات المناسبة حسب الحالة المرضية لضمان استمرار تدفق الدم للجنين دون تعرض الأم لمخاطر السيولة الزائدة. اضطرابات الهرمونات: يعتمد استمرار الحمل على دقة وظائف بعض الأعضاء التي تفرز ما يعرف بالهرمونات وهي مواد تتحكم في وظائف الجسم وأهم هذه الاضطرابات هو خلل وظائف الغدة الدرقية أو النخامية التي تؤدى إلى اضطراب في هرمون البرولاكتين المتحكم في إفراز اللبن من الثدي أو هرمونات الأنوثة والذكورة التي تضطرب في ظاهرة تكيسات المبايض بالإضافة إلى الخلل في الإنسولين المسبب لكل درجات مرض السكر وكلها أمراض تؤدى إلى تكرار فشل الحمل، ولكن من السهل جدًا تشخيصها وعلاجها بعد عمل التحاليل المعملية اللازمة. مشاكل وراثية: تتسبب المشاكل الوارثية في تكرار تكوين حمل غير سليم، وبالتالي عدم اكتماله وقد يكون هذا الخلل الوراثي موروثًا من ناحية عائلة الأم أو عائلة الأب أو مكتسبًا نتيجة خلل في انقسام الخلايا الأولية للحمل، وهو ما يتم تشخيصه بالتقنيات الحديثة في الحقن المجهرى مثل الفحوص الوراثية للأجنة قبل الزرع لضمان اختيار الأجنة الخالية من العيوب الوراثية لضمان سلامة واستمرار الحمل بإذن الله تعالى. تكرار التعرض لعوامل تشوه الأجنة: للأسف الشديد تتواجد العديد من السيدات في ظروف محيطة لا تساعد على سلامة الحمل مثل التعرض المستمر للتدخين الإيجابي أو السلبي أو تناول المواد الكحولية أو الكيماوية أو حتى الإكثار من تلقى عقاقير لعلاج حالات مختلفة قد يكون لها تأثير مشوه للأجنة في المراحل المبكرة من الحمل. أو التعرض الدائم لمخاطر بيئية مثل العدوى المستمرة في الحضانات والمدارس والمستشفيات أو الإشعاعات الضارة في مراكز الأشعة أو الأبخرة الضارة في المصانع وهو ما يجب منعه عن طريق التوعية المجتمعية وتثقيف السيدات قبل وبعد الزواج عن مواطن الخطر في حالة إنتظار حمل.