حكايتي معاكم النهاردة مش عن البط البلدي كأكلة، لكن عن البطة البلدي كمفهوم في مجتمعنا عن الستات المتجوزين بشكل عام. في بداية جوازي كنت عارفة أني هيكون عليا عبء مواجهة التحدي اللي كل أهلي وأهل زوجي منتظرينه مني، أنا كسوبرماما، البنوتة المتألقة النشيطة اللي بتعمل 100 حاجة في نفس الوقت قبل الجواز وبتلاقي وقت لكل حاجة في حياتها وبتعرف تنظم يومها وو و...كان عليا اثبات أني بعد الجواز «مش هكون البطة البلدى». الحقيقة أول كام شهر حسيت احساس البطة البلدي اللي بتصحي من النوم علشان تحضر الفطار لزوجها وليها، وبعد كدة تستني الغداء ثم العشاء وفي منتصف الأكل شوية تليفزيون على أنترنت وبس! بطة بلدي مفيش كلام! كسل وأكل ونوم..طيب وبعدين؟ اتصدمت أمام حقيقة أني بقيت فعلًا النموذج اللي خايفة منه..مع أول طفل ليا بدأت أخد بالي أني لو ما واجهتش التحدي دلوقتي هيتكتب عليا أفضل بطة بلدي طول عمري.. كان لازم أتخلص من كابوس البطة البلدي ! وقد كان. و بناءً عليه قررت أني أشتغل، وأراعي بيتي وزوجي وأولادي اللي توالوا تباعًا بعد كدة..مش معني أني ست بيت أني أكون بطة كسولة كل همها في الدنيا "هناكل إيه النهاردة؟" ولا إيه يا ماميز؟ و لأني كدة كدة في البيت يبقي ليه لأ..ما أشتغل من البيت وأستفيد وأفيد غيري؟ بدأت أقرأ على الأنترنت قصص نجاح ستات كتير قرروا ميبقوش بط بلدي، وأثناء قرأتي اختارت المجال اللي هشتغل فيه، التدوين عن كل ما يتعلق بالأمومة ومسؤوليتها وأني إزاي بعد ما كنت سوبر بنوتة..أكون سوبر ماما كمان. زوجي ساعدني كتير في الموضوع ده، وكان فخور بيا كل ما بنجح وشغلي بيكبر أكتر.. وده على عكس ما كنت كل مجال حديثي معاه عن الأكل والشرب ومشاكل الولاد..بدأ هو كمان يعرف أنه ممكن يتناقش معايا فأي موضوع ويلاقي حد بيسمعه ويناقشه وهو على دراية بالأحداث زي ما بيقولوا. سامعة حد بيقول طيب وهي وظيفة "الأمومة" دي شوية؟ أكيد لأ..بس أي وظيفة في الدنيا علشان تبدعي فيها لازم تكوني متجددة ومتطورة وطبعًا وظيفة الأمومة كدة كمان. أحلامي في شغلي مثلًا موقفتش على التدوين وبس، قررت أني كل شوية هطور نفسي وأعمل حاجات جديدة أفاجئكم بيها..و استني رأيكم اللي بيدعمني جدًا. بتمني في يوم م الأيام يكون عندي قصة نجاحي الخاصة بيا اللي أكون فخورة وأنا بحكيها لأولادي -علشان هما وزوجي هيكونوا جزء كبير منها-. بتمني أنجح في مجالي أكتر، بتمني وبحلم وعندي يقين وثقة أني في يوم -إن شاء الله- هحقق الحلم ده.