عام تقريبا يفصل الجزء السابع من سلسلة Star Wars عن فيلم Rogue One: A Star Wars Story لكن كعادة سلسلة أفلام الخيال العلمى الأهم والأشهر ترتيبهم فى الخط الزمنى للأحداث يجعلهم منفصلين عن بعضهم البعض بفارق سنوات طويلة، لذلك الذائقة ناحية الفيلمين مختلفة تمامًا وتضع Rogue One كفيلم قائم بذاته يمثل مرحلة من الصراع الدائر بين الإمبراطورية والجيداى مثله مثل مسلسل الرسوم المتحركة الشهير Clones War الذى يعد وحده قائمة بذاتها فى الصراعات والأبطال والخطوط الدرامية الكبرى والرئيسية فى السلسلة ككل. التركيز على هذه الفكرة هو هاجس صناع الفيلم الرئيسى، كيف يعبرون عن الاختلاف الزمنى فى فيلمين من نفس العالم يفصل بينهم عام فى الإنتاج؟ الملابس والتكنولوجيا كانا الأدوات الأكثر استغلالاً للظهور فى مرحلة زمنية سابقة، ملابس جنود الإمبراطورية هى الأساس للتعبير عن هذه المرحلة وكذلك أسلحة كلا الجانبين التى تبدو أكثر بدائية من نظيرتها فى الجزء السابع، لكن فى نفس الوقت حافظ الصناع على روح السلسلة فى الفيلم، لم يظهر فرسان الجيداى بشكل واضح فهم فى هذا الوقت مهزومون يحاولون جمع الشتات، لكن القوة موجودة يؤمن بها الكثيرون ويستغلونها. بعد 39 سنة من ظهور اول أفلام سلسلة Star Wars تحت عنوان A New Hope بكل الثورة التى أحدثتها فى السينما وقتها وحتى الآن، تحولت السلسلة من مجرد فيلم مجازفة ومغامرة قرر جورج لوكاس خوضها إلى رواية سينمائية تنافس Lord Of Rings وGame Of Thrones فهى تختلف عنهم أن كلا منهما يعتمدان على أصل أدبى خلافًا ل Star Wars الذى بدأ من السينما وتحول بعدها للروايات والقصص المصورة، لذلك تعد سلسلة أفلام الخيال العلمى الأشهر وحدة قائمة بذاتها صنعت شهرتها من الشاشة الكبيرة وجمهورها كونته على مدار سنوات من مختلف المراحل العمرية وهو أمر أكثر صعوبة من المثالين الآخرين اللذين كونا جمهورهم لحد كبير من قاعدة محبى الروايات الأصلية. أفلام السلسلة نفسها متفردة، فالأفلام الثلاثة الأولى إنتاجيًا هم فى الترتيب الزمنى للأحداث يعدان الأجزاء الرابع والخامس والسادس، بينما الأجزاء من الأول للثالث هى فى الحقيقة إنتاج التسعينيات، والجزء السابع تأتى أحداثه بعد مرور 25 سنة فى الخط الزمنى للسلسلة من الجزء السادس، لذلك متابعة السلسلة بالترتيب الزمنى للإنتاج غير مجدية وتسبب هذا التسلسل فى صعوبات وعوائق لصناع الفيلم الجديد Rogue One الذى يقع فى الترتيب الزمنى للأحداث ما بين الجزءين الثالث والرابع، لذلك ممثل مثل بيتر كوشينغ الذى توفى عام 1994 ووجود شخصيته التى قدمها فى الأجزاء الأولى إنتاجيًا ضرورى ومهم فى هذا الفيلم، لذلك لجأ الصناع للخدع البصرية وظهر فى الفيلم كنوع متقدم من الرسوم الممزوجة بالصورة الحية، نفس الحال مع الأميرة ليا التى من المفترض أن تكون فى ريعان شبابها وقت أحداث الفيلم لكن كارى فيشر صاحبة الشخصية فى ال60 من عمرها الآن وظهرت فى الجزء السابع The Force Awakens بعمرها الحقيقى، ومرة أخرى لجأ الصناع للجرافيكس لتفادى المشكلة. إحدى العلامات المميزة لسلسلة Star Wars موسيقى جون ويليامز التصويرية التى أصبحت علامة عالمية للسلسلة المكونة من 7 أفلام، الفيلم الثامن Rogue One موسيقاه التصويرية من تأليف مايكل جاكينو والتى لا يمكن القول إنها حققت نفس التأثير على العكس هى أضعف عناصر الفيلم الفنية، فلا استطاع مايكل أن يضع بصمة مميزة تؤهله للتنافس مع الألحان الأسطورية لجون ولا حتى استطاع الهرب من تأثيرها، على سبيل المثال المارش الإمبراطورى المميز لدارث فيدر والذى وضعه ويليامز موجود فى الفيلم كما هو والجملة اللحنية الرئيسية للسلسلة موجودة ومسيطرة على موسيقى الفيلم وما دون ذلك لا يرقى لمستوى المنافسة ظهر باهتًا فى المشاهد التى تحتاج للموسيقى التصويرية بشدة تحديدًا فى مشهد النهاية.