صورة 1 (طواف سور عكا) : علي سور عكا القديم.. شمساً تحنت بالدماء والفراق.. قمراً نحاسياً تفتته الرمال.. عيناً تنام وعيناً تصحو تبكي اختها.. وجسداً دامياً يدق في صحراء العمر اجراساً.. ققد كان كان خريف الروح يمر في لحمي جنازة برتقال.. هنااا.. بعد أن صلب الإنجليز أباي علي الشوك صبار.. من هزيز الرصاص أعلو علي جبل في شمال بلاد الشام.. وأسأل .. هل حقاً جئنا من الموت إلي الحياة ؟ هنااا.. ليس حولي سوي الكهان ينتظرون أمر الله.. وأنا .. نازلاً إلي تفاصيل الماضي والحاضر.. أجوب الطرقات كالهواء.. أصاب بالبركان .. وأرتل صلوات الطواف.. (ضرب الله علي أذاني في الكهف سنيناً عدداً..خالداً فيه لا أبغي منه خيراً أبداً).. ولا أريد أن أروي سيرة الدم فوق الحليب مجدداً .. فمن قتلني يوماً لم يقتلني إلا لميتحن القيامة.. نعم ..أعلم أنني لم أحفظ من الديانات إلا الإيقاع ارفعه إلي السماء.. وأعلم أيضاً أن السراب يشدني شرقاً وغرباً لأنسي من أكون.. وأصبح جماعة في واحد.. وأقول لهم جميعاً.. لن نعود كما ذهبنا.. ولن نعود إلي أنفسنا.. فقد تقوقعت داخل بيات شتوي في محارة الصمت بعد أن احترفت الألم والإنتظار.. فأنا من سحقته غربة الإكتمال بعد ان ألقي قلبه في بطن ليل من حديد.. أنااااا.. ذات عُرفت في مخيمات الطرق... ذاكرة تجئ من الريح التي تمضي.. وأنا الشيخ غريب الأطوار.. آمنت حيناً وكفرت حيناً.. وصنعت بكفين من عشب شتات الجنون .. انا واحداً من أهل الكهف الصامتين.. تقمصته علة الغربة.. وضجرت منه ليال سجون الغيم الشقيقة.. وأنا الرصاص والبرتقال والندي والذكريات.. أرتل.. كل ليل ورداً ليلياً من الخوف .. أرتل.. كل ليل ترانيم الحفظ من الوحدة .. أرتل.. كل ليل صلوات الطواااف.. أرتل ..أنشد ..أشدو..أجهش.. (ضرب الله علي أذاني في الكهف سنيناً عدداً..خالداً فيه لا أبغي منه خيراً أبداً).. صورة 2 (الرقص علي اوتار الجنة ) : وبعد أن رأي الرب ما انا فيه غير حسن.. صرت أنت معي.. وصار قبري معك نصف قبر..ونصف ظلمة.. خبأت فيك خوفي عن ملاك الموت قصد.. ونسيت معك أن أنسي غناء الأفعي دون قصد.. وصار الحديث إليك كل ليل كوتر خائف يشدو في قوس كمان.. وأنت معي لا أقول نحن معاً.. بل أقول أنا معي هناا .. فحسبي وحسبك أننا معاً.. فقد صرنا شاهدين علي مايعده الغد .. وبعد أمس طائش صرنا نلهث علي درب الألم لنجعل من الماء خمراً.. أسافر فيك.. أجد عوضاً عمن فارقت.. وإن آمنت حيناً وكفرت حيناً إنك بحبك لا تبالي.. وان اقبلت قبل موعدي وبعد موعدي تنتظرني.. والآن.. موسيقي تصدح من زوايا الكون.. قلباً جاهزاً للإحتفال بكل شئ.. والآن.. نحن علي نجم طائران.. كحب الفقير للخبز.. كحب القوافل للعشب والماء.. و كما ينبت النخل بين الحجر..أحببتك.. فيك تكرار القديم والجديد.. أحببتك.. ولو لم أكن يوماً احببت الجميع ولو لم أكن يوماً أحببت نفسي .. أحببتك.. فبين جدران البيت كنت أبا وإبنا وشجرة وروحاً قدساً.. وكنت حقيقة مدونة ثابتة.. لن تموت قبلي ولن تموت بعدي ولعلي بأسطورتي فيك سأظل حياً وحياً.. ولن تموت يوماً أبداً لتعرف كم احبك.. فبين حادثة الحياة وحادث الموت المؤجل داخل الكهف.. عرفت معك كيف يكون الرقص علي أوتار الجنة.. صورة 3 (دعاء اهل الكهف) : (ياساكن القدر الكامن في الأوجاع..) امنحني قبل الطعنة قلباً صخرياً كي اصمد واصمد في كل ضياع.. انت فتوتي وانا خيالك.. لا تتوتر ولا تتغير كحروف الأبجدية.. ولا تتركني يوماً وحيداً في بيداء الخوف.. أنت كعلتي..كن أخي وحبيبي ودليل برقي.. ففي دمك الجواب والمعني.. (يامن بُعثت لي من ظلام الوحدة حياً وطهراً..) اصفح دوماً عن خيانتي لذاتي ولمن أحبوني من أهل الأرض.. فقد شًهدتك دوماً سمحاً نقياً.. (يا استعارتي الوحيدة عن الحب والموت..) أضأ لي بدمك الزكي.. واترك ذكراك وعطرك في الصدي رمزاً مقدساً لكل شئ.. (يا اشارتي الاخيرة..) أعلي وأعلي فانت لست منا.. فإن نطقت انكشفت حقيقتنا السوداء.. فستظل حياً ولو نحن موتي.. (يا ذبيحتي الانيقة).. (يا صاحب الونس بلا مقابل).. (ياصاحب العقل والادب).. ياميتاً حياً.. يا لغزي العصيا.. سأصدق الرؤيا واؤمن إن خفت الأرض او ثقلت فستظل انت أنشودة الوفاء والحق.. إصعد الآن .. فأنت أجمل أهل الكهف شهيداً.. هيا تقدم إلي إله الكهف أنت وحدك.. وكن بين السموات والأرض نيابة عني أنا .. أنا الفارغ الغافل.. من يطهرني سواك..من يحررني سواك.. أسالك كل ليل الوفاء.. كن وفياً للرسالة والأساطير الجميلة.. كن وفياً .. أنا التائه المدلل في ملكوته.. تركتك تُحدث إله الكهف.. بعد أن أغشاني الغيم وجفً الحلق من السؤال.. والآن.. لا أملك إلا أن أبارك نفسي الوفاء والمجد .. وأن أتعيد كسائي الشتوي من بقايا شعيراتك.. واكتفي بهبات الحاضر لي بصدقك وحبك.. وأن أحك ببقايا أناملك ظهر الحقيقة.. وأن اري ابتسامتك كل ليل وحدي.. وأن أحدث عيناااك وأحلم.. اركض .. فتركض.. ابكي.. فتبكي.. امشي ..فتمشي.. اطير.. فتطير.. أحملك علي كتفي وتستعصي.. وتستدير إلي الطريق الجانبي معي.. وحتي إن تركت مدينتي وأرضي أراك أمامي في غروب مدينة أخري.. وإن تركني أهلي والجميع.. فقد وقع الشبيه علي ظله ليراه وأقول أنا حياً هنا.. فبعد أن وقعت علي قلبي صمدت معي كي أعود.. كل هذا ولن أجد ما أصفك به خلي الوفي .. كلبي.. فالسلام عليك يوم ولدت ويوم مِت و يوم بُعثت لي من ظلام الكهف نوراً..