يرسم 3 خبراء استراتيجيون، السيناريو المتوقع لمصير الإرهاب فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، بعد فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، والملفات التى سيتناولها فى سنوات حكمه التى توقعوا أنها لن تزيد على فترة رئاسية واحدة، فضلاً عن طبيعة العلاقات المصرية - الأمريكية فى عهد الإدارة الجديدة. اللواء أركان حرب طلعت موسى، أستاذ العلوم الاستراتيجية والأمن القومى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، قال ل«الفجر» إن العلاقات بين القاهرةوواشنطن ستشهد تغيراً إيجابياً كبيراً من الناحية الاستراتيجية فى عهد ترامب، رغم أنه ليس الفاعل الوحيد فى رسم السياسة الأمريكية، حيث تتم صياغة الاستراتيجية الأمريكية من خلال تفاعل الكونجرس، ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومى والخارجية، وجهاز الاستخبارات الأمريكية المركزية، وأخيراً ترامب، الذى يحظى بتأييد النواب الجمهوريين الذين يمثلون ثلثى أعضاء الكونجرس، مؤكداً أن الرئيس الأمريكى الجديد ينظر إلى مصر بشكل مختلف عن سلفه باراك أوباما. ويرى موسى، أن ترامب أعلن انحيازه لمصر قبل فوزه بمنصبه، ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال لقاء جمعهما قبل الانتخابات الأمريكية، لزيارة واشنطن فى حال فوزه بالانتخابات، فيما دعا السيسى ترامب لزيارة مصر، لتكون أول دولة عربية يزورها الرئيس الأمريكى بعد توليه السلطة. وقال اللواء أركان حرب عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه من المتوقع أن يحكم ترامب أمريكا فترة رئاسية واحدة فقط -4 سنوات-، وسيحقق فيها كل طموحاته ولن يؤجل مشروعاته، لفترة رئاسية ثانية، وسيعمل على إعادة صياغة علاقات أمريكا مع الشرق الأوسط، خصوصاً مصر باعتبارها دولة محورية، فبعد الثورات العربية فى المنطقة أصبحت المجتمعات العربية حانقة على الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأنها متهمة بتمويل الحركات الثورية والاضطرابات التى جرت فى المنطقة، والتى أثرت على السوق الأمريكية بالسلب، وبالتالى ستكون أولى خطوات الرئيس الأمريكى باعتباره رجل أعمال واقتصاد، فى السابق، تغيير الصورة الذهنية لبلاده عند العرب لينعش السوق الأمريكية. وتابع العمدة: إن ترامب سيحاول تنمية العلاقات وتحسينها خاصة مع الدول الفاعلة فى الشرق الأوسط مثل مصر والمملكة العربية السعودية، باعتبارهما الدولتان المؤثرتان فى المنطقة، بجانب تركيا وإيران، وسيعيد بلورة وصياغة الاتفاق النووى مع طهران لإزالة التهديد الإيرانى للعرب لكسب ثقتهم مجدداً. العمدة أكد أن تصريحات ترامب التى طالت المسلمين والعرب خلال فترة الانتخابات الأمريكية لا تعبر عن نواياه، ولكنها كانت مجرد شعارات ليكتسب أصوات الناخبين اليهود وغير المسلمين، لأن الأمر يختلف عند التطبيق على أرض الواقع، والأرجح أن يلجأ الرئيس الجديد لإقامة علاقات جيدة مع جميع دول الشرق الأوسط. وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن ترامب أكد أكثر من مرة أن إدارة باراك أوباما، ومنافسته هيلارى كلينتون، كانا ضالعين فى دعم تنظيم داعش، وسيحاول ترامب التعامل مع ذلك التنظيم الإرهابى باستراتيجية جديدة، تسعى للقضاء عليه فعلاً، أما العلاقات العسكرية بين مصر وواشنطن فلن تتأثر على الإطلاق سواء بالسلب أو الإيجاب، لأن هناك اتفاقيات عسكرية سارية وثابتة بين البلدين. وأشار اللواء أركان حرب نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر، المدير الأسبق لجهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية، إلى أن ترامب صادق بالفعل فى أفكاره وآرائه نحو محاربة الإرهاب، خصوصاً فى الدول العربية، مؤكداً أن الإرهاب فى مثلث سيناء سيتقلص، لأن الولاياتالمتحدة كانت الراعى الرسمى له، وحتى لو كانت هناك جهة أخرى تموله وهو أمر فى صالح مصر، وستكون هناك نقاط اتفاق كثيرة بين القاهرةوواشنطن فى عهد ترامب، لأن إعادة الاتزان الرئيسى للمنطقة العربية والشرق الأوسط لا يمكن أن يكون دون مصر، لأنها فاعل رئيسى بالمنطقة. وتابع سالم: إن سوريا لن يتم تقسيمها، كما كانت تريد إدارة أوباما، وسيكون الرئيس السورى بشار الأسد، جزءا من حل الأزمة، بعد أن كان جزءا من المشكلة، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما يتفق مع استراتيجية مصر فى المنطقة العربية، بالرفض التام لتفتيت أو تقسيم أى دولة عربية. وأضاف سالم: إن نشاط داعش، سيتراجع بشكل كبير فى الفترة المقبلة، وستكون هناك ضربات أمريكية فعالة ومؤثرة وحقيقية لمواقع التنظيم الإرهابى فى منطقة الشرق الأوسط، لأن المواجهة الأمريكية للتنظيم فى عهد أوباما كانت أقرب إلى تمثيلية غير مؤثرة.