تكلفة الحفلة الواحدة ربع مليون جنيه تحولت حفلات التخرج بجامعة الإسكندرية من حدث ينتظره الطلاب لتكليل مشوارهم التعليمى إلى بيزنس وسبوبة يستغلها بعض الطلاب وأحياناً بعض الشباب من خارج الجامعة لتحقيق مكاسب مادية، على حساب طلاب كثيرين يتم حرمانهم من هذه اللحظة نظراً لارتفاع سعر تذكرة الحفلة. ولم يعد هدف حفلة التخرج الاحتفال بنهاية المرحلة الدراسية الأخيرة فى عمر الشاب أو الفتاة، وبدء الدخول فى الحياة العملية، أو تأريخ هذه اللحظة، ولم يعد بإمكان الخريجين اصطحاب عائلاتهم إلى الحفل ليشهدوا تلك اللحظة المهمة التى تعتبر حدثاً مهماً خصوصاً الوالدين اللذين عانا لنهى نجلهما مشواره الدراسى، لأن سعر التذكرة يتجاوز فى حفلات كثيرة من الكليات 250 جنيها للطالب الواحد، بخلاف سعر تذكرة المرافق والتى تقل بنسبة بسيطة، بحيث يتطلب حضور أسرة الطالب حفلة تخرجه لنحو ألف جنيه. يتم الإعلان عن حفلات التخرج والإعداد لها فى وقت مبكر جداً قبل نهاية العام بشهرين على الأقل، وقبل التخرج بنحو 5 أو 6 أشهر حيث يتم تنظيم الحفلة عادة بعد ظهور النتائج أى من نهاية أغسطس حتى أكتوبر. أسرة بهدوء فى كلية الآداب دعت لتنظيم ما اسمته أضخم حفل تخرج للطلاب بجامعة الإسكندرية فى مارس الماضى، وأعلنوا على صفحة الكلية بموقع التواصل الاجتماعى"فيس بوك" عن تنظيم الحفلة بقاعة هيلتون جرين بلازا، والتعاقد مع المطرب محمد حماقى، لإحياء الحفلة مقابل 250 جنيها للطالب و150 جنيها للمرافق فضلاً عن 100 جنيه سعر تأجير روب التخرج. ونظراً لارتفاع تكلفة الحفلة لم يتمكن كثير من الطلاب من الاشتراك فيها، ثم فوجئ المشتركون بمنظمى الحفلة قبله بأسبوعين يكتبون على صفحة الكلية على موقع" الفيس بوك" أنه نظراً لعدم جمع المبلغ المناسب تعذر التعاقد مع حماقى واستبداله بالمطرب أحمد جمال، وهو ما أثار غضب كثير من الطلاب المشتركين الذين كان وجود حماقى حافزاً كبيراً لاشتراك معظمهم، فى الحفل. ولم تتمكن جيلان محمد، إحدى الطالبات، من الاشتراك فى الحفلة نظراً لارتفاع سعر التذكرة، وقالت ل"الفجر": "سأضطر لدفع 350 جنيها تكلفة التذكرة وتأجير الروب وكل فرد أدعوه من أسرتى سيتكلف 150 جنيها يعنى سأحتاج 700 جنيه على الأقل ولذلك قررت وكثير من أصدقائى الامتناع عن الاشتراك فى الحفلة". وأضافت: "أنا وأغلب زملائى نرى أن حفلات التخرج بهرجة مبالغ فيها فنحن لسنا فى حاجة إلى مطربين ونجوم لإحياء الحفلة، فأهم فقرة لدينا هى فقرة التكريم والتصوير بروب التخرج والشابوه، خاصة أن حضور حفل لحماقى أو غيره من النجوم متاح لعشاقهم فى أوقات أخرى". وفى كلية التجارة تمت دعوة الطلاب إلى حفلة التخرج التى سيحييها حماقى بقاعة هيلتون جرين بلازا مقابل 300 جنيه للطالب و125 جنيها للمرافق على ألا يزيد عدد المرافقين على اثنين، أما كلية التربية فنظمت حفلة التخرج بقاعة هيلتون جرين بلازا وأحياها المطرب تامر حسنى، مقابل 200 جنيه للطالب و150 جنيها للمرافق. وفى كلية العلوم تم تنظيم الحفلة بمقر الكلية بمحرم بك، دون أى مطربين أو نجوم، حيث اكتفى منظمو الحفل ب"دى جى" حر وجلسات تصوير للطلاب يتم عرضها فى صورة كليب، ويتم التصوير قبل الحفلة ومع ذلك كان سعر تذكرة الطالب 200 جنيه. تقول سارة إحدى خريجات كلية العلوم،: "كلية التربية عملت الحفلة فى هيلتون جرين بلازا وجابت تامر حسنى وكان سعر التذكرة 200 جنيه زينا بالضبط وإحنا على العكس تماماً حفلتنا حتتعمل فى الكلية يعنى مافيش ثمن إيجار قاعة، ده غير إنها دى جى بدون مطربين وبنفس التكلفة عشان كده قررت ما اشتركش فى الحفلة لأننى حسيت إنها نصب فى نصب وأصدقائى اللى اشتركوا فى الفوتو سيشن استلموا أرواب قديمة ومش نظيفة وحالتها صعبة جداً". وفى المقابل أشاد الطلاب بحفلة كلية الهندسة التى تم تنظيمها داخل الكلية وأحياها كلا من المطربين دياب ومحمد رشاد وفرقة وسط البلد ودى جى حر، مقابل 65 جنيها فقط وكانت النتيجة حضور 1450 طالبا من جملة الدفعة البالغ عددها 2700 وهو أكبر عدد للطلاب الذين حضروا حفلات التخرج بالمقارنة بجميع الكليات. يقول أحد الطلاب من منظمى حفل كلية الهندسة ل"الفجر": "الأسعار المعلنة ببقية الكليات مبالغ فيها بشكل كبير، لأننا جمعنا 65 جنيها من كل طالب وما جمعناه كان كافيا لإحضار حماقى وتامر حسنى، لولا أن موعد الحفلة لم يكن مناسباً لهما، فاستعنا باثنين من المطربين وفرقة وسط البلد ودى جى". وأضاف: "مشكلة هذه الحفلات هى عدم وجود جهة واضحة مسئولة عنها وبالتالى فبعض الطلاب يعتبرونها سبوبة تحقق لهم مكاسب مادية كبيرة حتى أن بعض الخريجين من الكلية يعودون مع نهاية كل عام لتنظيم حفلة التخرج حرصاً على ما سيحصلون عليه من مكاسب مادية، فى كلية الهندسة كنا حريصين على تنظيم الحفلة بأنفسنا حيث تطوع 150 طالبا لتنظيم الحفلة دون أى عائد وتمكنا من تنظيمها بمبلغ يناسب كافة زملائنا".