قال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، لقد ترددت كثيرًا حول الوصف الذي يمكن أن أصف به مصر: الأبيَّة , العزيزة, الفتيَّة, القويَّة , العظيمة, وصرت أعدد الصفات وأتخيرها حتى استقر بي الأمر على وصف الأبيَّة, وكان الوصف الذي يليه عندي أو الأقرب إليه هو لفظ الغنيَّة, فمصر أبيّة غنية, غنيّة بأبنائها , بعلمائها, برجالها, بنسائها, بشيوخها, بشبابها, بأطفالها, بمسلميها , بمسيحييها , بأزهرها الشريف وكنيستها الوطنية، بجيشها , بشرطتها, بقيادتها السياسية, برئيسها القائد الحكيم عبد الفتاح السيسي . وتابع خلال مقالا له اليوم: مصر أبيّة وستظل, وغنيّة وستظل , وليس الغنى عن كثرة العرض , لكن الغنى الحقيقي هو غنى النفس , هو عدم الرضا بالهوان , عدم الرضا بالدنيّة , عدم فقدان الإرادة والقرار الوطني , هو ألا نبيع ديننا أو وطننا أو جيراننا أو أحدًا من أمتنا العربية لا بثمن بخس ولا بثمن نفيس , حتى لو جُعنا أو جُوِّعْنا, وحتى لو حبست عنا السياحة والاستثمار , ومهما تعالت الصيحات أو الضغوط , فلدينا من قوة العقيدة والإيمان بالله (عز وجل) والثقة فيه وفي أنفسنا ما يدفعنا إلى التفاؤل والأمل وعدم اليأس .
الدنيا ولذاتها وشهواتها وما بها لدينا عرض زائل غير مقصود لذاته , نملك القدرة على الاحتمال , والقدرة على الصبر ، والقدرة على تحمل المشاق , مع العمل الجاد الدءوب ، والأخذ بأقصى الأسباب، وحسن التوكل على الله (عز وجل) ، بما يدفع إلى الأمل ويقتل اليأس والميئسين والإحباط والمحبطين والتثبيط والمثبطين والمعوقين ، فلا وجود لكل هذه الألفاظ في قاموسنا الديني والوطني.
لقد تابعت في الندوة التثقيفية التي أقامتها قواتنا المسلحة الباسلة في الذكرى الثالثة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة حديث الرجال المجاهدين الحقيقيين من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة, ومن أهالينا ببدو سيناء, ومن أمهات الشهداء , ومن أبنائنا وبناتنا جيل المستقبل المشرق بإذن الله تعالى , فأدركت أن مجتمعًا بهذا الوعي وهذا الإيمان, وهذه الروح لا يمكن أن يخذل ، وصدق من لا ينطق عن الهوى حين قال : "إنَّ الله (عز وجل) سيفتح عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيرًا فإنهم خير أجناد الأرض وإنهم وأزواجهم وأهليهم في رباط إلى يوم القيامة" .
لقد استمعت إلى المجاهد السيناوي الشيخ / حسن خلف أحد أبطال حرب أكتوبر , وإلى أم الشهيد / إسلام , وإلى ولد وبنت يشدوان بحب مصر فازداد قلبي اطمئنانًا بأن تواصل الأجيال في مصر على مائدة الفداء والوطنية لن ينقطع بإذن الله تعالى , وأن مصر ستظل آمنة مطمئنة أمنًا أمانًا مصداقًا لقوله تعالى على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام) : " ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ " (يوسف : 99) , وأنها كما لم تخذل في الماضي فلم ولن تخذل في المستقبل بإذن الله تعالى .