لبيب: عدم وضع شروط من الدولتين يوقف التصالح سعيد: هناك رسائل من خلف الستار ولهجة أنقرة الخشنة هدأت تسعى تركيا من خلف الستار لإحداث التقارب بينها وبين مصر من جديد، ويبدو أن أنقرة عادت لتعتمد هذا العام سياستها السابقة التي تقوم على "صفر مشاكل مع الدول المجاورة". وتوترت العلاقات المصرية التركية على مدار الثلاث سنوات الماضية بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، ومنذ ثورة 30 يونيو وتصف تركيا ما حدث في مصر بالإنقلاب. ولكن هدأت تصريحات الجانب التركي من جديد فيما يخص الحديث عن القاهرة بعد تصالح أنقرة مع روسيا وتقاربها مع إيران وإسرائيل. تصريحات يلدريم وجدد، بن على يلدريم، رئيس الوزراء التركى رغبة بلاده فى «إصلاح» العلاقات مع مصر. وأضاف فى تصريحات صحفية، أنه يعتقد حاجة تركيا "لتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية مع مصر كبلدين يقعان على ضفتى المتوسط، ونعتقد أنه علينا أن نبدأ من نقطة ما". فرصة لتصحيح المواقف وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء لقائه برؤساء الصحف فيما يخص العلاقات المصرية التركية، إن القاهرة تعطي الأتراك الوقت لتصحيح مواقفهم، مما دفع البعض للحديث عن إمكانية حدوث انفراجة فى العلاقات المصرية التركية . الشروط هي المأزق وقال صلاح لبيب، الباحث المتخصص في الشئون التركية إن المصالحة بين أنقرةوالقاهرة مطروحة منذ ثلاث سنوات. وأضاف في تصريح خاص ل "الفجر" أن المأزق في إتمام المصالحة بين مصر وتركيا ينحصر في عدم سعي أى من الدولتين لوضع شروط للتصالح. وأوضح لبيب أنه من الممكن وضع شروط من الجانبين لإحداث التقارب دون المساس بالشئون الداخلية، مؤكداً على ضرورة إجراء مباحثات بين وزيري الخارجية المصري والتركي . وأشار إلى أن عملية المصالحة بين أنقرة وموسكو والتقارب التركي مع إيران وإسرائيل شمل شروط دون تدخل في السياسات،مضيقًا بأن ملف الإخوان يشكل جزء من إحداث المصالحة بين تركيا ومصر وليس الأساس لعودة العلاقات، مضيفاً أن كل الدول تسعى لإحداث الإجراءات التي تتوافق مع مصالحها. وأردف قائلاً: "تركيا تتحدث عن دعم غزة وتقيم علاقات مع إسرائيل". رسائل من خلف الستار ومن جانبه قال كرم سعيد، الباحث في الشئون التركية بالمركز الإقليمي، إن الفترة الماضية تضمنت رسائل من خلف الستار فيما يخص الجانب التركي لإحداث المصالحة مع القاهرة. وأضاف في تصريح خاص ل "الفجر" أن اللهجة الخشنة التي كانت تستخدمها تركيا في الحديث عن مصر هدأت بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة التي حدثت في أنقرة. وأوضح سعيد أن تصريحات الجانب التركي بعد الإنقلاب الفاشل بأن تركيا لن تكون مصر من جهة والحشد الإعلامي الذي حدث في مصر عشية محاولة إنقلاب أنقرة من جهة آخرى، وحديث تركيا عن إشتراطها الإفراج عن السجناء السياسين قبل إجراء المصالحة كل هذا كان نوع من التأهيل لإحداث التقارب من جديد بإستخدام الشد تارة والجذب تارة آخري. وتابع: "تركيا تحتاج مصر ومصر تحتاج تركيا سواء إقتصادياً أو سياسياً". وأكد أن تركيا تتعامل مع ملف القاهرة بنوع من التأني وخاصة لأن أنقرة راهنت على دعم جماعات الإسلام السياسي. وتوقع سعيد أن تتم المصالحة بين القاهرةوأنقرة على المدى المتوسط بعد تعافي الإقتصاد المصري وإنخراط القاهرة في القضايا الإقليمية الهامة وإحداث تهدئة سياسية داخلية لإعادة الدور المصري في المنطقة.