كثيراً ما كانت كتاباتي موجهه للمرأة، لكن هذا المقال أوجه كل كلمة فيها إلي عزيزي (الرجل)، اكتبها وكلي أمل أن يدركها ويدرك معانيها جيدًا، (الرجل) الذي اقصده هو ليس ذلك (الذكر) الذي يتخيل أن كامل رجولته تتلخص في قدرته الجسدية وعضلاته المفتولة فالرجولة يا عزيزى أن تتحمل مسئوليتي التي تجعل منك رجلًا يعتمد عليه؛ فنحن نساء حواء نريد من الرجل أن يكون رمز للحماية والأمان، فالرجل هو (الاحتياج) فكلما احتاجت لك الأنثي وكانت غير قادرة علي تحمل مشاق الحياة بدونك فاعلم انك رجلها التي لاتستطيع الاستغناء عنه، الرجولة أيضا هي (الاحترام) فاحترامك للمرأة يزيد من قدرك ك(رجل) أمامها، فكثير من الرجال يعتقد انه باحترامه للمرأة يقلل من رجولته وشخصيته أمام الناس ولكنه أمر مغلوط تمامًا. الرجولة هي (الاحتواء) و(الحنان) و(الاهتمام)، فكم أتعجب عندما أري (الرجل) بعد أن يصل الي قلب المرأة تجف مشاعره واهتمامه بها فقلب المرأة يا عزيزى كالزهرة إن لم تراعيها باستمرار إما أن تجف وتذبل ويموت معاها كل المعاني الجميلة أو يأتي آخر ليراعيها ويهتم بها في الوقت الذي تندم أنت علي ضياعها منك.
الرجولة أيضا هي (الاكتفاء) فكثيراً ما تظن بل وتتوهم أن علاقاتك المتكررة تدل علي انك رجل مكتمل الرجولة وليس لك مثيل، فكثرة النساء حولك عزيزي لا يقل من شأن احد سواك، فاكتفائك بامرأة واحدة يجعل منك (رجلاً) صالحاً واباً فالحاً وزوجاً مخلصاً وتكمله لمعني الاكتفاء ايضاً هو اكتفاء عائلتك من الأعباء المادية فليست الرجولة أبدا أن تكون رب للأسرة وتجعل أسرتك في احتياج دائم أو أن تمد يداك إلي زوجتك لتتحمل هي الأعباء المادية فجميل المشاركة بينكم إذا كان الأمر يحتاج لذلك ولكن لا تنسي أبدا أن ذلك فضل منها وان كافة الأعباء المادية هي مسؤوليتك الأولي داخل البيت. (الرجولة) هي كلمة شرف فكثير من يستطيع الكلام وقليل من ينفذ مايقول، فمواقفك الرجولية ليست فقط مع المرأة بل مع الأصدقاء والأهل والأقارب فحاول دائما ان تفعل ماتقول وإلا فلتصمت، الرجولة أيضا تحملك لعيوب امرائتك، فمن منا بلا عيب فقدرتك علي احتوائها حتي وان كانت علي خطأ يدل علي اكتمال رجولتك فالمرأة اذا شعرت بتقدريك لها جعلت منك ملكاً متوجاً علي عرش قلبها.
(الرجولة) هي نجاح زوجتك علي كافه الأصعدة إذا وجدتها ناجحة في عملها في دراستها في بيتها فهذا دليل علي تشجيعك واحتواءك لفكرها فقوة شخصيتها تستمدها منك أنت.
(الرجوله) هي احترامك لامك وعطفك علي أختك وحنانك لزوجتك واحتوائك لابنتك فأنثاك ما هي إلا مرآه لأفعالك فانظر إليها إذا وجدتها مشرقه مبهجه فاعلم حقاً انك رجل عن جداره، وإذا وجدتها حزينة ذابلة فيجب أن تُعاود التفكير في كونك رجل.
في النهاية يا عزيزى (الرجل) خذها نصيحة من امرأة تعلم ما تريده النساء كن لها رجلاً تكن لك أنثي أكثر مما تتمني، فللأسف كثيرون هم الذكور نادرون هم الرجل، فسنظل نحن نساء حواء دائماً وأبدا نريد رجلاً وليس ذكراً.. فكن (رجلا) أو (ارحل).