يعد المخرج الراحل يوسف شاهين، من أهم المخرجين في مصر، والمدرسة الفنية التي انتمى إليها الكتيرون، فهو تربع على عرض الإخراج في مصر، واتجه إلى العالمية بخطوات ثابتة، ليصبح واجهة مشرفة لمصر في جميع أنحاء العالم، وتشارك أفلامه في أكبر وأعرق المهرجانات الدولية المعروفة، هذا هو "يوسف شاهين" الذي تحل اليوم الأربعاء ذكرى وفاته، عام 2008. بدأ المخرج "يوسف جبرائيل شاهين" المسيحي الكاثوليكي الأصل، حياته الفنية وهو لم يتجاوز ال24 عاما، واعتمد على "الفانتازيا" وتصوير حياة الشخص بعد موته، التي كانت غريبة على السينما المصرية وقتها، وذلك في فيلم "بابا أمين" عام 1950، بطولة فاتن حمامة وحسين رياض وكمال الشناوي، للتوالى بعد ذلك أعماله الفنية التي برع في إخراجها إلى الجمهور.
اشتهر "شاهين" بتقديم أفلام أثارت جدلا واسعا لدى الجمهور، كما أنه قدم رباعيته التي تناولت سيرته الذاتية في السينما، من خلال أفلام: اسكندرية... ليه؟ عام 1978، حدوتة مصرية عام 1982، إسكندرية كمان وكمان عام 1990، إسكندرية نيويورك عام 2004، وحجز "شاهين" مقعدا دائما لنفسه في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، بعدد كبير من أفلامه بدأها بفيلم "ابن النيل" عام 1951.
ولد يوسف شاهين في 25 يناير عام 1926 بمحافظة الإسكندرية، لأب من أصول كاثوليكية لبنانية وأم من أصول يونانية، وحصل على الثانوية من كلية فيكتوريا، ثم تخرج من جامعة الإسكندرية ، وسافر إلى الولاياتالمتحدة لدراسة فنون المسرح.
قدم خلال مشواره الفني حوالي 60 فيلما، أبرزهم كان: المهرج الكبير، سيدة القطار، نساء بلا رجال ، صراع في الوادي، شيطان الصحراء، صراع في الميناء، ودعت حبك، أنت حبيبي، جميلة، باب الحديد، حب إلى الأبد، بين يديك، رجل في حياتي، نداء العشاق، الناصر صلاح الدين ، فجر يوم جديد، بياع الخواتم، رمال من ذهب، الناس والنيل، الأرض، الاختيار، العصفور ،عودة الابن الضال، إسكندرية... ليه؟، حدوتة مصرية، وداعاً بونابارت، اليوم السادس، إسكندرية كمان وكمان، المهاجر، المصير، الآخر، سكوت حنصور، إسكندرية - نيويورك، هي فوضى.
توفى المخرج الكبير يوسف شاهين، في الساعة الثالثة، فجر يوم 27 يوليو عام 2008، بمستشفى المعادى للقوات المسلحة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من 6 أسابيع، وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة، ودُفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه، وأقيم العزاء يوم 29 يوليو في مدينة السينما بالقاهرة، وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" بالمدافع عن الحريات.