أكد عالم الآثار، هيرمان بارزينغر، الذي يرأس أبرز مؤسسة ثقافية ألمانية، اليوم الأربعاء، قيام جنود في الجيش السوري بأعمال نهب في مدينة تدمر الأثرية التي تعرضت لتخريب الإرهابيين. وقال رئيس "مؤسسة التراث الثقافي البروس"، المنظمة التي تضم متاحف مهمة خصوصاً في برلين ومكتبات ومراكز محفوظات، إن "جنوداً سوريين يقومون بأعمال تنقيب مخالفة للقانون بعد انتهاء دوام خدمتهم". وأتت تصريحات بارزينغر قبل اجتماع مهم بشأن الحفاظ على التراث السوري الخميس في برلين، برعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" والحكومة الألمانية، يشارك فيه أكثر من 170 عالماً وخبير آثار ومهندساً وخبير تخطيط مدنياً. وتحدث الخبير عن "نهب" جنود في الجيش السوري مدينة تدمر التاريخية المصنفة على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني، التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها بعد معركة استغرقت 20 يوماً ضد تنظيم داعش الذي احتلها في مايو(أيار) 2015. كما قال بارزينغر في مقالة نشرتها الأربعاء صحيفة "فرانكفورتر الغيماين تسايتونغ" إن "هذا النصر (على التنظيم في تدمر) لا يجعل من (الرئيس السوري بشار) الأسد وداعميه حماة الإرث الثقافي" السوري. من جهتها، أشارت وزيرة الدولة المكلفة السياسة الثقافية الخارجية، ماريا بوهمر، إلى أن هذا الاجتماع الذي يختتم السبت في برلين يهدف إلى بلورة خطة عمل لما بعد الحرب في سوريا. وقالت: "الجميع يريد المساعدة، لذلك من المهم جداً ربط المشاريع وتنسيقها". أما المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا فرسمت صورة قاتمة لحالة المواقع الأثرية الشهيرة في سوريا بعد خمس سنوات على بدء النزاع، ونددت بتعرض "ثلثي حلب القديمة للقصف والحرق". وأضافت في مقالة نشرتها صيحفة تاغيشبيغل اليومية أن "موقعي دورا اوروبوس (الصالحية) وافاميا (قلعة المضيق) نهبا بشكل واسع النطاق".