ذكرت الجمعية الفلكية بجدة، أن سكان السعودية والمنطقة العربية على موعد، غداً الأحد، مع وقوع كوكب المريخ في التقابل؛ حيث سيكون وجهه مضاءً بالكامل بنور الشمس، وفي قمة لمعانه من أي وقت خلال العام، ويكون مشاهداً طوال الليل؛ ذلك قبيل اللحظة المثيرة التي تحدث الأسبوع المقبل، عندما يقع المريخ في أقرب نقطة من الأرض. وقال رئيس الجمعية المهندس ماجد أبوزاهرة: "بعد غروب الشمس وبداية الليل يرصد المريخ ساطعاً بشدة باللون الأحمر فوق الأفق الجنوبي الشرقي، وفي نفس الوقت سيكون القمر الأحدب في حالة اقتران بكوكب زحل، وبالقرب منهم يقع نجم قلب العقرب، ويمكن التفريق بين زحل وقلب العقرب من خلال اللون، فزحل يظهر بوهج ذهبي في حين أن قلب العقرب يظهر باللون الأحمر، وهذه جميعاً مشاهدة بالعين المجردة بسهولة إذا كانت السماء صافية وخالية من الغيوم. وتابع: "ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم يمكن رؤية بعض التفاصيل المظلمة على سطح الكوكب الأحمر، ويمكن رؤية حلقات زحل، فظاهرة تقابل المريخ وسطوعه تحدث كل سنتين عندما تقع الأرض بين المريخ والشمس، وهذا حدث آخر مرة في أبريل 2014 وسيتكرر من جديد في يوليو 2018". وبيّن: "فالأرض أثناء دورانها حول الشمس يحدث أن تقع قريبة من المريخ ذلك بمعدل كل 780 يوماً، وهذا يزيد قليلاً على عامين، وعندما يحدث ذلك يقال إن المريخ يقابل الشمس في سماء الأرض أو في التقابل، ولكن ليس كل التقابلات متشابهة فهناك تقابلات قريبة المسافة وأخرى بعيدة المسافة، فمن المعروف أن ظهور المريخ في قبة السماء يتأرجح ما بين السنوات، فالعام الحالي 2016 يُعتبر من السنوات الأكثر مثالية فهو يمثل أقرب تقابل للمريخ من الأرض، لما يزيد على عشر سنوات منذ تقابل 7 نوفمبر 2005. وأوضح: "تحدث، أيضاً، أقرب اقترابات المريخ من الأرض عندما يكون المريخ في أقرب نقطة من الشمس أو الحضيض، ويحدث أيضاً تقابلات بعيدة جداً كالذي حدث في مارس 2012، عندما كان المريخ في أبعد نقطة من الشمس، وهذا النوع من التقابلات البعيدة يتكرر في فترات من 15 إلى 17 سنة". وقال: "بالمقارنة فإن تقابل هذا العام 2016، سيكون فيه المريخ على مسافة 25.5 مليون كيلومتر أقرب من التقابل في مارس 2012، ولكن التقابل في يوليو 2018 سيكون أقرب بكثير 43 مليون كيلومتر من تقابل مارس 2012". واستطرد: "ظاهرة تقابل المريخ حدث مهم؛ لأن الكوكب في ذلك الوقت يبقى مشاهداً طوال الليل من بعد غروب الشمس وحتى فجر اليوم التالي، ونظراً لأن الأرض تقع قريبة من المريخ في التقابل، فإن المريخ سيكون في قمة لمعانه خلال العام حتى القمر لا يستطيع أن يطمس بريق الكوكب في هذا الوقت". واختتم: "حالياً يقع المريخ بالمرتبة الخامسة كألمع جسم في السماء بعد الشمس والقمر والزهرة والمشتري، وبالنسبة للزهرة حالياً قريب من الشمس وغير مشاهد، ولذلك فإن المريخ يمكن اعتباره رابع ألمع جسم في سماء الأرض في الوقت الحالي، ويمكن ملاحظة أن المريخ تقريباً بنفس لمعان كوكب المشتري الذي يُرصد حالياً في سماء المساء بأعلى السماء بعد غروب الشمس وبداية الليل مباشرة". يُذكر أن اللحظة المثيرة ستحدث الأسبوع المقبل في 30 مايو، عندما يقع المريخ في أقرب نقطة من الأرض، فلو كانت مدارات الأرض والمريخ حول الشمس تامة الاستدارة وليست بيضاوية، وعلى نفس المستوى، فإن المريخ سيكون في التقابل وفي أقرب نقطة من الأرض في نفس التاريخ، لذلك عادة يكون الفاصل الزمني بين وقوع المريخ في التقابل ووقوعه في أقرب نقطة إلى الأرض لا تزيد على 8 أيام ونصف؛ حيث يُعتبر الوقت الحالى مثالياً لرصد وتصوير كوكب المريخ إلى جانب كوكبي زحل والمشتري.
