في ظل ارتفاع حرارة الجو.. نشطاء: افتكرهم وادعو لهم.. الداخلية: يعيشون تحت التكييفات والمرطبات.. وحقوقي: الأوضاع مزرية
"انت وتحت التكييف والمروحة افتكر إن في أكتر من 55 ألف سجين.. تخيل الجو وحرارته المرتفعة أكتر من 45 درجة.. وناس نزلت تدافع عن أرضك".. فيض من التعليقات الساخطة قادها نشطاء سياسيين على صفحاتهم، ساخطين على أوضاع المعتقلين في ظل جو شديد الحرارة وتغافل تام من قبل المسؤولين. وبغض النظر عن العدد الحقيقي داخل السجون المصرية بعد ثورة 30 يونيو لاسيما أنها متضاربة ولا يوجد عدد رسمي حقيقي حتى الآن وإن كانت منظمة العفو الدولية رصدت بناء على جهات رسمية أعداد المعتقلين في مصر بنحو 41 ألفا في 2015، وبغض الطرف عن انتماءاتهم، ودياناتهم، وتوجهاتهم السياسية.. تستعرض "الفجر" أوضاع المعتقلين من الجانب الإنساني في ظل موجة الحر التي تضرب مصر الآن.
نشطاء: "افتكرهم وانت نايم تحت التكييف" تقول إيمان إبراهيم إحدى الناشطات: "زي ما أنت نايم في بيتك مرتاح في التكييف افتكر إن فيه ناس نزلت تدافع عن أرضك، في إشارة إلى معتقلي الأرض الذين تم الحكم عليهم أول أمس السبت بالسجن 5 سنوات".
ويقول صبري أحمد: "في جو الحر ده متنسوش تدعو لإخواتنا المعتقلين الأبطال داخل السجن إحنا قاعدين تحت المراوح والتكييفات وهما بيتعذبوا في المعتقلات".
بينما أكتفي آخرين بالدعاء أحيانًا، والحسبنة أوقات أخرى فيقول أنس الشربيني: "ربنا معاهم ويخفف عنهم ويهونها عليهم ويصبرهم" مزيلًا تعليقه بهاشتاج #الحرية_لجميع_المعتقلين.
ويضيف آخر: "حسبنا الله ونعم الوكيل" مطالبا بنشر قضيتهم قائلا: "درجة الحرارة وصلت 45 وعدد المعتقلين حاليًا حوالى 45 ألف- حسب قوله والزنزانة أو الحجز مساحتها 3 متر وفيها ما يزيد عن 45 المعتقل ممكن ميشمش الهوا إلى بعد 45 يوم أكيد محتاجين مننا 45 دعوة فى اليوم".
ما ذكر سلفًا كان مجرد مشاعر إنسانية قادها أصحاب القلوب الرحيمة على صفحاتهم؛ لكن ماذا على الجانب الرسمي والمنظمات الحقوقية والمتخصصين في هذا المجال.
الجانب الرسمي.. تكييفات ومرطبات وعصائر تداولت تصريحات عن مصادر بوزارة الداخلي، وأكدتها إحدى الجرائد المؤيدة للدولة أنه تم تركيب "تكييفات" بالزنازين بالإضافة إلى زيادة فتحات التهوية داخل غرف الحجز بأقسام الشرطة وفي السجون، كما سيتم توزيع عصائر ومرطبات على النزلاء، لمواجهة الموجة الحارة التي تضرب البلاد حاليا، وذلك تخوفاً من وفاة بعض السجناء أو تعرضهم لأزمات مفاجئة نتيجة الحر الشديد.
كما أعلنت أنه تم تعميم فكرة تركيب "التكييفات" داخل معظم غرف الحجز، والتأكد من وجود منافذ تهوية بمساحات كبيرة، والتشديد على مأموري مراكز وأقسام الشرطة والسجون بعدم السماح بزيادة أعداد السجناء داخل غرف الحجز والعنابر عن العدد المسموح به قانوناً، حتى لا يتسبب الزحام في إصابة البعض بعمليات ضيق التنفس.
حقوقي تصريحات وزارة الداخلية "كاذبة" على الجانب الآخر استنكر أحمد مفرح – الباحث بمؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان ومقرها بريطانيا، التصريحات الزاعمة بأن أوضاع السجون على ما يرام قائلا: "إن ما تم تداوله عن وزارة الداخلية، لا يمت للواقع بصلة" واصفًا ذلك ب"الكذب".
وسخر قائلا: "على خطى تصريحات أن السجون في مصر فنادق خمسة نجوم وزارة الداخلية تقدم آخر تصريحاتها الكاذبة حول تكييفات السجون وتوسيع فتحات التهوية في زنازين أقسام الشرطة لمواجهه ارتفاع درجة الحرارة". وأضاف مفرح في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة مستنكرًا ما تفعله وزارة الداخلية بحق المسجونين داخل مراكز الاحتجاز المختلفة. جمال عيد: القومي لحقوق الإنسان واللجنة الحقوقية وجودهم كالعدم وافقه في الرأي جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، الذي أكد تدهور أوضاع المسجونين ونفي ما ذكرته مصادر الداخلية بوجود تكيفات أو خلافه. وقال عيد في تصريح خاص ل"الفجر"، إن الداخلية من المفترض أن تكون آمنة على السجناء وتحافظ على حياتهم؛ لكنها تقوم بعكس ذلك تماما في مصر. وعن دور المجلس القومي لحقوق الإنسان واللجنة الحقوقية بمجلس النواب أكد رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان أنهم دورهم والعدم سوء، مشيرًا إلي أن المنظمات الحقوقية المستقلة هي من تراقب الأوضاع الحقوقية وتدافع عنهم؛ لكنهم يلقون تضيقات دائمة من قبل الدولة.