حلقة: لابد من حملة توعية من قبل الإعلام للحد من ظاهرة "الجلباب" على الشواطئ نحلة: عنصرية وتعد على الحريات صدقي: الحل يكمن في هجرة الشواطئ الشعبية سامي: لابد من وجود تشديدات على الشواطئ
انعكس تردي الوضع الاقتصادي على مجالات كثيرة، حتى امتدت لتشمل مؤخرًا السياحة، حيث اقترح عدد من أعضاء نواب مجلس النواب منع مرتدي الجلباب من الظهور على الشواطئ بمصر، اعتقادًا أن ذلك سوف يؤثر بالسلب على السياحة المصرية، نظرًا للشكل العام، وهو ما استنكره البعض واصفينه بأنه قمع للحريات. وأثار اقتراح "النواب" جدلًا كبيرًا بين السياحيين، حيث رأى البعض أن السياحة المصرية باتت في حرج وفي حاجة إلى إعادة إحيائها مرة أخرى بالقضاء على مثل هذه الظواهر السلبية، فيما رأى آخرين أن مثل هذه الدعوات عنصرية وتحمل تعدٍ على حرية المحجبات الذين من حقهم الذهاب إلى الشواطيء.
حملة توعية من قبل الإعلام وحول هذا الجدل علق "باسم حلقة"، رئيس المجلس التأسيسي لنقابة السياحيين المهنية، على منع ارتداء البعض "الجلباب" على شواطئ المصايف، وارتداء "المايوه"، أن هناك حريات شخصية القانون يضمنها ويكفلها للمواطنين؛ ولكن في نفس الوقت هذه الحريات يجب أن تكون في إطار احترام الأماكن السياحية للمنظر العام لمجتمعاتنا"، مشيرًا إلى أهمية تخصيص ملابس خاصة للبحر يجب الالتزام بها وافقًا لمعاير الصحة والسلامة. وأوضح "حلقة"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن لعدم نقل الأمراض يجب الالتزام باللبس الخاص للسباحة ك"المايو"؛ كونها مليئة بالعرق والبكتريا"، لافتًا إلى أهمية الشكل العام أمام النزلاء الأجانب لاسيما وهي العملة الأقوى للاقتصاد المصري، وعقب الأوضاع السياسية في الآونة الأخيرة لابد أن نحافظ المنظر العام لكي نجذب أنظار السائحين، لا النفور من شواطئنا. وعن مقترح السياحة الريفية، استنكر "حلقة" الفكرة، وفقا لحقوق المواطنة، قائلاً: " لا يوجد شيء اسمه ريفي، المصري مصري وجميع الشواطئ من حق المصري بجميع فئاته الاستمتاع بشواطئ بلده، لاسيما العامة من حق الجميع في كل مدن مصر الساحلية". وينصح "حلقة"، للحد من هذه الظاهرة أن تنشط وسائل الإعلام حملات توعية للمواطنين وهذه حقهم علينا، لافتًا أن الشعب المصري عنده استعداد للرقي طالما بصالح العام، ويهمهم أن يظهروا بمظهر لائق أمام الأجانب؛ ولكنهم يفتقروا التوعية، وبنفس التوقيت هناك ضوابط وقوانين لبعض الفنادق والشواطئ تشترط ملابس خاصة للنزول للبحر، مشددًا على زيادة التوعية السياحية، ضرورة التحسين من سلوكياتنا تشير للحضارة المصرية، رافضًا أن تخضع هذه القواعد للقانون.
عنصرية وتعدٍ على الحريات فيما يرى" حسن النحلة" نقيب المرشدين، أن منع المحجبات من نزول البحر بما يسمى ب"الجلباب"، تعدي على الحريات بصفة عامة وعلى المحجبات بصفة خاصة، مشيرًا إلى أن المواطنين البسطاء الذين يجلسون على الشاطئ بالجلباب فهم بأماكن محدودة كمثل المصايف الشعبية "جمصة، ورأس البر"، أماكن غير سياحية ومن حقهم الاستمتاع بالمصيف كباقي الطبقات. وطالب" النحلة"، التدخل من الدولة، بإصدار قانون ضد العنصرية للحجاب التي تفرضها بعض الأماكن، متابعا أنه يجب أن تضع مثل هذه القرى والفنادق كود للملابس في البحر بشرط ألا يكون له علاقة بالدين، ودون تمييز، فكل الدول الأوروبية تحترم حرية الآخرين طالما لم يضروا. ولفت "نحلة"، إلى أن غياب الحملات الدعائية للبعض الأماكن الساحلية، وعدم الرقابة هو من أعطى للجميع فرض قوانين دون التفرقة. هجرة الشواطئ الشعبية في هذا الصدد أوضح "عمرو صدقي" نائب رئيس غرفة شركات السياحة، " بشكل عام لا قانون يمنع مرتدي الجلباب من المصيف والنزول للبحر، ولكن هذا المنظر يسئ للشكل العام، لاسيما في هذا التوقيت:" من حق كل فرد يعيش على أده، ومن حق برضوا البلد أن تستفاد بالعائد السياحي، ومش هيحصل حاجة لو خصصنا أماكن للمواطن البسيط، منه يستمتع ومصر تستفاد". واقترح" صدقي"، أن تفرض هيئة السياحة غرامة على حاملي الأواني على الشاطئ، ومرتدي الجلباب، ولو غرامة رمزية؛ يهذا القرار سيلتزم الجميع، ولكن بالتوعية لم يسمع أحد فالمصريون دائما بمثل هذه المواقف أصحاب "ودن من دين وودن من عجين". وتابع" صدقي": أن الحل هو هجرة الشواطئ الشعبية، والسفر إلى "دهب، سفاجا، طابا، مرسى علم، راس شيطان، الفيوم"، وغيرها كلها أماكن سياحية تستطيع الطبقات الوسطى والأغنياء اللجوء لها وقضاء المصيف بها، بين المحميات الطبيعية وأنشطة الغطس وجمال البحر والجبال والهدوء التام". التشديدات على الشواطئ من جانبه، قال محمد سامي، رئيس هيئة تنشيط السياحة: "لا يصح ونحن نعيش في القرن ال21 ننزل بالجلابية إلى حمام السباحة، والعالم ينتقدنا بسبب هذه الأمور البسيطة، كمان ماينفعش النزول بيها لإساءة صورتنا أمام العالم". وأضاف "سامي"، " أننا على مشارف بل بدء الأجانب في العودة إلى مصر لقضاء الصيف هنا والاستمتاع بالشمس وشواطئها، فكيف استقبالهم بهذه المناظر، أليس كافي النزاعات السياسية في البلد وصورة الإرهاب المتصدرة المشهد، هنضيف كمان الجلابية والحلة". ولفت "سامي" إلى أهمية التشديدات على الشواطئ الساحلية، من أجل انتعاش السياحة التي تعتبر من أهم مصادر الاقتصاد بمصر، إضافة للاستمتاع المواطنين بإجازات ممتعة عقب عمل شاق.