أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أثناء ثورة 25 يناير 2011، والتي زعم فيها أنه سيتخذ قراراً بتدخل قوات من الجيش الإسرائيلي لإجلاء طاقم السفارة الإسرائيلية في القاهرة، خاصةً عقب قيام المئات من المتظاهرين المصريين بتكسير أجزاء من الجدار الخرساني الذي أقامته السلطات المصرية حول السفارة، مما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 1049 آخرين، غضب الكثير من القوى السياسية حينها، إلا أن "نتنياهو" تراجع عن هذا التصريح اليوم الأربعاء مؤكداً أنه كان يهدف إلى التنسيق مع الحكومة المصرية. تدخل إسرائيلي في القاهرة ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى اعترف بتدخل جهازى الموساد والشاباك فى الحفاظ على أرواح أطقم السفارات والقنصليات الإسرائيلية حول العالم، مؤكداً أنه كان سيتخذ قراراً بتدخل قوات من الجيش الإسرائيلى لإجلاء طاقم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فى عام 2011. وأضافت الصحيفة، أن نتنياهو أطلق هذه التصريح خلال مراسم تأبين القتلى العاملين بالسفارات والقنصليات لإسرائيل فى دول العالم، موضحاً أن الحكومة تبذل مجهودات وخاصةً جهازى الموساد والشاباك للدفاع عن أطقم السفارات فى جميع دول العالم. وأوضحت الصحيفة، أن نتنياهو ذكر حصار السفارة الإسرائيلية وطاقمها بالقاهرة، موضحاً أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية استعانت بكل الأدوات المتاحة لها لإنقاذ طاقم السفارة، وذلك فى ليلة الحصار، مؤكداً أنه كان يخطط لتدخل عسكري لإجلاء طاقم السفارة من القاهرة لولا تدخل قوات الأمن المصرية لفك الحصار وإنقاذ الطاقم. تراجع نتنياهو تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن تصريحات قال فيها إنه هدد بإرسال قوات كوماندوز إسرائيلية إلى القاهرة في عام 2011، لإنقاذ أفراد أمن إسرائيليين حاصرهم متظاهرون قبل اقتحام السفارة الإسرائيلية. وأصدر مكتب نتنياهو ما سماه توضيحاً قال فيه إن السياسة الإسرائيلية تقضي بحماية الإسرائيليين الذين يتعرضون للتهديد أينما كانوا، إلا أن النية كانت القيام بعملية منسقة مع الجيش المصري وليس عملية أحادية الجانب. الخارجية تنفي من جانب آخر، أكد أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزارة لم تكن على علم بأي مناقشة إسرائيلية داخلية من هذا النوع في ذلك الوقت، موضحاً أن الحكومة المصرية تتحمل مسؤولية تقديم الحماية لأي بعثة دبلوماسية أجنبية على أراضيها بموجب التزاماتها الدولية. الثورات مثلت ربيعاً لإسرائيل ومن جانبها أكدت سكينة فؤاد، المستشارة السابقة للرئيس السابق عدلي منصور، أن ثورات الربيع العربي، ومن بينها ثورة 25 يناير أدت إلى حدوث فوضى غير مسبوقة في الدول العربية، لافتةً إلى أنها مثلت ربيعاً لإسرائيل التي لولا وجود الجيش المصري لكانت استغلتها لصالحها. وأضافت "فؤاد"، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا يوجد بها أي نية والتي تبعد تماماً عن نظام الثورات، موضحةً أنها هي التي تقف خلف كل الأزمات التي تعاني منها دول المنطقة. وأوضحت فؤاد، أن ما يحدث في المنطقة يُقسم الجيوش العربية ويضعفها، مما يصب في صالح إسرائيل، ويجعل الأجهزة الأمنية داخل تلك البلدان تنشغل بتأمين نفسها بدلًا من التفكير في مواجهة إسرائيل التي تعبث كما تشاء في فلسطينالمحتلة. دعايا انتخابية بحتة فيما قال عمرو علي، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، والمحلل السياسي، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما هي دعايا انتخابية بحتة وتهتهه إعلامية، حسب وصفه، لافتاً إلى أن "نتنياهو" يقدم نفسه على أنه بطل إسرائيل الأوحد وسط مجتمع لا توحده إلا التحديات. وأضاف علي، في تصريح خاص ل"الفجر"، أنه لم تكن هناك نية حقيقية للتدخل إسرائيلي في القاهرة، وأنه من المستحيل أن تدخل قوات عسكرية إلى القاهرة دون حدوث تنسيق فعلي مع السلطات المصرية. وأوضح عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية، أن تراجع "نتينياهو" عن تصريحه ليس جديداً على قيادات الكيان الصهيوني، قائلاً: "عيل ورجع في كلامه". هدفه زعزعة الاستقرار وأخيراً أكد شريف الصيرفي، الناشط السياسي، أن تصريح "نتنياهو" حول رغبته في دخول مصر لحماية سفارته بها أثناء ثورة 25 يناير ليس هدفه الفعل، لكن هدفه زعزعة استقرار البلاد في المرحلة الحالية عقب تكوين مؤسسات للدولة. وأضاف الصيرفي، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن تكرار هذا التصريح خلال الفترة الحالية سببه الانتخابات فقط وليس له أي هدف آخر، لافتاَ أنه يريد أن يُظهر نفسه بمظهر القوي والقادر علي حمايتهم أمام شعبه، وذلك بهدف الحصول على شعبية في الانتخابات القادمة.