توترت العلاقات كثيراً بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان الإرهابية هناك، خاصةً بعد قيام قوات الأمن الأردني بإغلاق المقار المخصصة للجماعة بالعاصمة عمان وبعض المحافظات، مما دفع بعض أعضاء التنظيم إلى التهديد بالانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي "داعش"، مما اعتبره الخبراء أنه محاولة للي ذراع ملك الأردن، وأنه يعبر ويكشف عن حقيقة تلك الجماعة المتطرفة. إغلاق مقر العاصمة أغلقت قوات الأمن الأردنية مقر جماعة الإخوان غير الشرعية في العاصمة عمّان ومدينة جرش بالشمع الأحمر، منذ عدة أيام، حيث قامت قوات الأمن الاردني بمداهمة مقر جماعة الإخوان وإخلائه قبل أن يغلقه بالشمع الأحمر" في عمان، كما أن السلطات الأردنية أغلقت مقر جماعة الإخوان غير المرخصة في محافظة جرش، شمالي البلاد. وقالت مصادر رسمية أردنية، إن قرار إغلاق مقر جماعة الإخوان غير المرخصة جاء على خلفية التقاضي بين الجماعة المرخصة قانوناً بموجب التشريعات الأردنية وهي "جمعية جماعة الإخوان المسلمين"، وبين جماعة تنتحل شخصية واسم الجماعة المرخصة وهي الجماعة التي تم اغلاق مقرها اليوم. وبينت المصادر، أن قرار الإغلاق هو قانوني إداري بحت وليس له أي أبعاد أو خلفيات سياسية، مشيرةً إلى أن القضاء قرر أن تؤول ممتلكات ومقار الجماعة غير المرخصة، إلى الجماعة المرخصة لأنها هي الجهة القانونية المرخصة وفقا للتشريعات. وأضافت، أن الجماعة غير المرخصة قامت بعدة نشاطات مخالفة للقانون مثل الاحتفالات وإقامة الدعوات، ومنها الذهاب لإجراء انتخابات داخلية لاختيار ما يسمى بمجلس الشورى والذي بدوره سيختار ما يسمى بالمراقب العام خلفاً للمراقب الحالي همام سعيد. محاولة لشق الصف ومن جانبها، اتهمت الحركة الإسلامية السلطات بمحاولة شق الجماعة التي تشكل مع ذراعها السياسية، حزب "جبهة العمل الإسلامي"، المعارضة الرئيسية في البلاد. وتقول الجماعة التي يتزعمها المراقب العام همام سعيد، إنها سبق أن حصلت على الترخيص في عهدي الملك عبد الله الأول عام 1946، والملك حسين بن طلال عام 1953. إغلاق مقار أخرى كما أغلقت الأجهزة الأمنية، الأحد الماضي، مقراً جديداً لجماعة الإخوان في محافظة الطفيلة بالشمع الأحمر، وتقول الحكومة إن القرار بإغلاق المقار التابعة للجماعة والمتواصل منذ أيام بسبب مخالفتها للأنظمة والقوانين وعدم حصولها على تراخيص تؤهلها للعمل بشكل رسمي. وأغلقت أجهزة الأمن مقر المركز العام للجماعة في منطقة العبدلي بالعاصمة عمان، إضافةً لإغلاق مقراتها وشعبها في كل من إربد والرمثا والمفرق ومادبا والكرك وجرش. الجماعة تهدد بالانضمام ل "داعش" وعقب قرار الحكومة الأردنية بإغلاق المقر الرئيسي لحزب الإخوان السياسي بزعم ممارسة أنشطة غير مشروعة، مطالبةً جميع الأحزاب باحترام القانون، أفاد موقع "فيترانس توداي"، أنه ورد عن بعض مسؤولي الحزب أنهم هددوا بالانضمام لداعش رداً على إغلاق مقارهم. بمثابة انتحار للجماعة ومن جانبه، أكد أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن تهديد إخوان الأردن بالانضمام لداعش بعد إغلاق مقرهم هو بمثابة كشف المستور، واعتراف أمام العالم كلها عن طبيعة جماعة الإخوان، وأنها الجماعة الأم لكل الجماعات المتطرفة. وأضاف بان، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن هذا التهديد هو محاولة للي ذراع ملك الأردن وحكومتها وابتزازها، وهو بمثابة الكارت الأخير لتلك الجماعة لإرهاب الأردن وغيرها من دول العالم. وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن هذا الاعلان بمثابة انتحار لجماعة الإخوان، وضربة قوية للدول الغربية المتحالفة معها أمام شعوبها وخاصة أمريكا وبريطانيا. حصار قوي للجماعة ب "أوروبا" وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علي الصاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هذا التهديد هو تأكيد لما صرحنا به من قبل من أمريكا هى صانعة داعش، وأمريكا هى المتحالفة مع الإخوان، لافتاً إلى أن هذا التصريح سيشكل حصار قوي لجماعة الإخوان، وخاصةً فى أوروبا، وسيدفع ثمنه أيضاً تركيا وقطر. وأضاف الصاوي، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن تهديدات الجماعة الإرهابية تثبت أنها جماعة متطرفة في الأساس، ومن الممكن أن تستخدم كافة وسائل الإرهاب لتحقيق مصالحها الشخصية والسياسية. وأوضح الصاوي، أنه يرى أن الخطر الأكبر من انضمام الجماعة لتنظيم داعش، سيصب تجاه الأردن، خاصةً وأنها ستحاول حينها الانتقام من الحكومة الأردنية، وستحاول ممارسة الإرهاب بها.