لا أدري كيف تدار الأمور في مصر على هذه الشاكلة؟؟ ولا أدري كيف لا تستطيع السلطات المصرية استيعاب أن لشعبها عقل ولسان.. وقلب يستشعر الخطر؟ ولمفكريها أقلام تستنفرها الغيرة.. وسواء اتفقنا أو لم نتفق على ملكية الجُزر لمصر أو للسعودية أو حتي للحماية الدولية.. إلا أن التساؤلات مشروعة في الكيفية التي تم بها رد الجُزر.. اذا كنا سنؤمن أنها ليست مصرية.. ونضرب بعرض الحائط قرائن ملكيتها.. حتي أن أطفال المدارس كانوا علي وشك الإجابة عنها في أسئلة أخر العام علي أنها ثروات مصرية.. تلك الطريقة التي أهملت فيها السلطة المصرية أحقية المصريين في إبداء الرأي والغيرة علي ممتلكات راح ضحية صونها خيرة الجنود.. ومهما كان حبنا للشعب السعودي الشقيق. وتقديرنا لما يقدمه لمصر من دعم. إلا أنه لا مساس بالكبرياء المصرية وحدودها وحضارتها.. ولن تكون الظروف الاقتصادية القاسية سبباً لأن نضع العوز في مقابل الكرامة.. وقد نعلم أن المبرر لرد الجزر بهذه الطريقة دون استقصاء أو سابق إنذار ربما لعدم إثارة الفتنة بين الرأي والرأي الآخر.. لكن النتيجة حققت نفس المخاوف بل وبأخطر منها وانتبهنا علي دوي انفجار ثوري جديد وشيك.. يضع البلاد مرة أخرى علي المحك.. في وقت تترقبنا فيه الذئاب في داخل مصر وخارجها.. وحذار من تلك المره التي تجتمع فيها الكراهية والحب.. فلم نعد مجرد مؤيد ومعارض. بل ربما محب وكاره.. وتعلمون وخامة تلك العاقبه.. ولا أخفيكم سرا.. هي خطْأة لزم السكوت عنها.. لأن هيبة مصر وكلمتها أكبر بكثير من استعادة الجزُر مرة أخرى. بعد أن أقرت أمام العالم أنها للسعودية.. إضافة إلى ما سيترتب علي ذلك من انشقاق أبدي بين الشعبين المصري والسعودي.. في وقت لزم فيه ترابط الأمتين.. ليكونا قوة موازية أمام التمدد الجامح للتيار الشيعي في المنطقة.. والنظرات الطامعة المرتقبة لدول أوربا. كما أنني أقول وبإلحاح شديد للسلطة المصرية.. ينبغي بناء جسور الثقة قبل بناء جسور الحضارات.. حتي لا تتأسد عليكم الشعوب.. ضعوهم في الصورة قبل أن تستيقظوا علي وقوف اجباري تلزمهم به أجراس الخطر.