* زيارة الملك سلمان لمصر غير مسبوقة * القاهرة والرياض هما صمام الأمان للأمة العربية والمنطقة * جسر الملك سلمان سيكون منفذا للعالم.. ويجعل المملكة ومصر بلدًا واحدًا * مصر ستصبح العاصمة التجارية لإفريقيا والسعودية ستصبح العاصمة التجارية لآسيا * وجود المصريين في حياة السعوديين مهم جدا * مصر ستكون دائما الأم الحاضنة للعالم العربي والإسلامي * نأمل أن تراجع جماعة الإخوان موقفها مرة أخرى أجرى الحوار أحمد الشريف «زيارة تاريخية» بكل ما تحمل الكلمة من معنى، 5 أيام حافلة احتضنت فيها مصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، نسفت كل الافتراءات والشائعات التي تم ترويجها منذ تولي العاهل السعودي مقاليد المملكة يناير 2015، بشأن توتر العلاقات بين القاهرة والرياض. زيارة الملك سلمان كانت بمثابة رد على المزاعم الخاوية التي لا أساس لها، لتثبت متانة العلاقات بين البلدين، وقال عنها العاهل السعودي في خطاب تاريخي داخل مجلس النواب، أمس الأحد: «بلدانا شقيقان ومتلاصقان في كافة المستويات، فأنتم شاركتمونا في تحقيق الأمن والاستقرار والبناء في المملكة». وفي الوقت الذي كانت القاهرة تحتفي بالوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين، كانت هناك أصوات في المملكة تشيد بكل خطوة تحدث على أرض مصر.. صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، صاحب الأعمال الخيرية المميزة داخل السعودية وخارجها، كان له حوار «هاتفي» مميز مع «بوابة أخبار اليوم»، تحدث عن وجود المصريين في حياة السعوديين باعتباره أمر مهم جدًا سياسيًا وأمنيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. علاقات التعاون والأخوة والمحبة بين مصر والسعودية بشعبيهما، وصفها الأمير مشعل بأنها تاريخية، مبينا أن مصر ستظل دائما الأم الحاضنة للعالم العربي والإسلامي.. وإلى مزيد من التفاصيل: * بداية كيف تنظر إلى زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر؟ زيارة خادم الحرمين والوفد المرافق له، استثنائية، لأنه لم يحدث مثلها منذ الملك الراحل عبد العزيز آل سعود، وذلك يرجع للظروف الدقيقة جدا التي تمر بها المنطقة العربية. وتلك الزيارة تختلف عن الزيارات السابقة والمتبادلة بين المسئولين المصريين والسعوديين، لأن الزيارات السابقة كانت لتقوية العلاقات اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا، أما تلك الزيارة تأتي تجسيدا للظروف الراهنة، والتي أراد من خلالها أن يقول: «إن كل ما يراد من خير للوطن الإسلامي والعربي لن يتم إلا من خلال تقوية العلاقات بين مصر والسعودية، لأنهما القوتان الأساسيتان للمنطقة، كما أنهما صمام الأمان للأمة العربية والمنطقة، هذا بالإضافة إلى أن مصر والمملكة هما العمودان الفقريان للدول العربية وأمان المنطقة». * وكيف ترى حزمة الاتفاقيات الموقعة بين القاهرة والرياض؟ رغم أهمية كل الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين خلال اليومين الماضيين، يظل جسر الملك سالمان، صاحب الأهمية الكبرى بين تلك الاتفاقيات، حيث أنه سيكون منفذا للعالم الإسلامي وغير الإسلامي الشرقي، فالعالم الشرقي كله أصبح الآن له منفذ إلى إفريقيا، كذلك إفريقيا للمرة الأولى منذ افتتاح قناة السويس القديمة سيكون لها مدخل لهذا العالم، والتي انقطعت عنه تماما بحكم أن قارة صار طبيعتها وبيئتها وخصوصيتها. * إذن.. حدثنا أكثر عن الجسر؟ جسر الملك سالمان سيكون له انعكاس مهم وعظيم وكبير بين الشعبين المصري والسعودي، وهذه النقطة التي تهمنا، لأن علاقتنا مع المصريين مختلفة تماما، فوجود المصريين في حياة السعوديين، ووجود السعوديين في حياة المصريين، مهم جدا سياسيا وأمنيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. * وهل ما يشاع عن فزع إقليمي بسبب الجسر له ما يبرره؟ لا أعتقد.. أظن أن خوفهم يأتي من فشل مخططاتهم وآمالهم وأمانيهم ضد العالم العربي والإسلامي، ومن ناحية أخرى سينعكس هذا الجسر بالفائدة على العرب كلهم وإفريقيا وآسيا، ومع الوقت سيشعرون أنهم سيستفيدون منه، وآرائهم ستتغير تجاه الأمر. ونحن كشعبين مصري وسعودي سنكون أقرب بكثير، سنكون بلدا واحدًا وسنندمج وستتعاظم التجارة بيننا، وسنستفيد من خيرات إفريقيا، وإفريقيا ستستفيد من خيرات آسيا، والسعودية ستصبح العاصمة التجارية لشمالها بآسيا، ومصر ستكون عاصمة تجارية لشمال إفريقيا. نتمنى من الله أن يتم العمل بالجسر في أسرع وقت، وأن يديم المودة بيننا وبين الشعب المصري الكريم، وأن تستمر الثقة بيننا، لأننا نحب الشعب المصري ونثق فيه وهو يثق فينا.. وعدة مرات ثبت ذلك فجميع رؤساء مصر السابقين عبروا عن حبهم للمملكة وعن اهتمامهم بأمن الحرمين الشريفين والسعودية، ومنذ عهد ملوك السعودية الأوائل وحتى الآن عبرنا عدة مرات عن حبنا وأهمية الشعب المصري وأمنه بالنسبة لنا، والأدوار التي لعبها ملوك بلاد الحرمين تدل بقوة على اهتمامهم بأمن الشعب المصري واقتصاده. * لكن هناك تيار راهن على تغير الموقف السعودي تجاه مصر بعد وفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز؟ أرى أن المملكة أثبتت الأعوام الماضية التي تمتد إلى ما يزيد على 60 عامًا، ومنذ بداية الملك عبد العزيز، اهتمامها بجمهورية مصر العربية، والخوف عليها وعلى مصالحها، وفهم أهمية الحضور المصري في العالمين العربي والإسلامي، لأن مصر دائما ستكون الأم الحاضنة لهذين العالمين. وبالنسبة للفترة الماضية التي ضعفت فيها مصر، ولم تكن تقود الأمة العربية مثلما كانت.. كان يصيبنا نحن كمملكة عربية قلق.. ولكن الآن الظروف تغيرت بالتدريج وبدأت مصر الآن تأخذ دورها القوي لقيادة الدول العربية وهذا يسرنا جدا. وما رؤيتك لجماعة الإخوان؟ نأمل أن تراجع موقفها مرة أخرى، وتنضم تحت الرايتين المصرية والسعودية، ويرجعون كإخوان محبين ومساعدين .. والمملكة ستظل محبة للإخوان وتدعمهم لأنها جماعة من المسلمين، نأمل أن يفتح عليهم ويهديهم، والله والرسول حرم الأحزاب، ولكننا نحن دائما من ننسى، فنحن نقف على الصفا والمروة ونقول: «لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».. لماذا نرددها إلى اليوم؟ .. لأن الله يريد لنا أن نتذكر؟ أن الحزبية خطرة جدا.. والكل يريد الوصول على حساب الأخر .. وهذا محرم ولا يجوز.