غطاس: حملة هدفها لي ذراع مصر وجرها نحو صراع نافعة: خطة ممنهجة تستهدف النيل من سمعة مصر جبرائيل: مساعي لإفساد العلاقات المصرية وفرض عزلة دولية عليها نشرت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، أمس الأربعاء، تقريرًا ذكرت فيه أن مواطنًا فرنسيًا يدعى "إريك لارنج 49 عاما من مدينة نانت، كان يُدرس الفرنسية في مصر، توفى 13 سبتمبر 2013، أثناء احتجازه في مركز شرطة قصر النيل بالقاهرة، بعد إلقاء القبض عليه في الشارع لعدم حيازته جواز سفر، ورغم مرور أكثر من عامين على واقعة الوفاة، إلا أن الصحيفة ربطت بين مصرع مواطنها الفرنسي، وبين مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجينى الذي لقي مصرعه في ظروف غامضة تسببت في أزمة دبلوماسية بين مصر وإيطاليا. ونشرت الصحيفة على لسان نيكول بروست، والدة لارنج، أنها دأبت في مخاطبة وزارة الخارجية الفرنسية، إلا أنها لم تستجب لنداءاتها ومطالباتها بكشف ظروف وملابسات مقتل ابنها التي تقول أنه تعرض للتعذيب في قسم شرطة قصر النيل حتى وفاته، متهمة الخارجية الفرنسية بالتقاعس والتراخي في هذه القضية، مطالبة الرئيس فرانسوا هولاند بفتح القضية في مصر خلال زيارته المقررة لمصر الأحد القادم. وذكرت الصحيفة أن والدة لارنج ومحاميه، يشككون في رواية أجهزة الأمن المصرية، وقولها أنه تعرض للضرب من قبل ستة سجناء، مؤكدين أنه تعرض للضرب مثل "سابقه ريجينى" على حد وصف الصحيفة. إثارة ملف حقوق الإنسان وحول ذلك قال الدكتور سمير غطاس، الخبير والمحلل السياسي عضو مجلس النواب، إن هذا الأمر يأتي في سياق الحملة الضارية التي تتلاقها مصر خلال الفترة الماضية بعد مقتل ريجينى وإثارة ملف حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن إشارة الرئيس السيسي في حواره أمس إلى أن هناك مؤامرة تحاك ضد مصر تستهدف لي ذراعها وجرها لأتون صراعات ومعارك تشغلها عن الوقوف على قدمها يتكشف مع مرور الوقت. وأضاف غطاس في تصريحات خاصة ل"الفجر"، إلى أن الإعلان عن هذا الموضوع قبل أيام من زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ليس له إلا هدف واحد، هو التشويش على زيارة الرئيس الفرنسي وسعيًا لتوتر علاقات مصر مع حلفائها الاستراتيجيين. واستنكر غطاس توقيت صدور هذا التقرير قائلاً: "هذا التقرير ملفق ومزور ومفيش حد بيدور على ابنه بعد 3 سنين من وفاته والمفروض ميطلعوش ادانات واتهامات مسبقة بانه اتقتل على ايد الداخلية المصرية"، لافتًا إلى أنه لا يمكننا الالتفات إلى مثل هذه الموضوعات التافهة وأن تثار على المستوى الرسمي بمخاطبة وزير الخارجية المصري وليس من خلال صحف لها نوايا خبيثة وشريرة. توقيته يثير الشكوك ووافقه في الرأي، الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث قال إن هذا التقرير وتوقيت صدوره يجب أن يثير شكوك حول المؤامرة والخطة الممنهجة التي تستهدف النيل من سمعة مصر، مشيرًا إلى أن هذا التقرير وتوقيت صدوره يثير الشكوك خاصة بعد أن وطدت مصر بعد ثورة 30 يونيو علاقاتها السياسية والعسكرية مع فرنسا وحصلت على 24 طائرة من طراز "رافال"، وأن مصر ستوقع على اتفاقية للحصول على حاملة طائرات أيضًا بالإضافة إلى توقيع 20 مذكرة للتفاهم واتفاقيات استثمارية يوم الأحد القادم مع زيارة هولاند. ووجه نافعة اللوم لوسائل الإعلام المصرية التي تنقل معلومات دون مراعاة أبعاد الأمن القومي والمصالح المصرية الاستراتيجية، قائلاً: "إن تغطية وسائل الإعلام المصرية لقضية ريجينى كانت مرتبكة وكشفت عن انعدام رؤية لاعتبارات المصالح المصرية"، مؤكدًا أنها هي من فاقمت الأزمة وضخمتها، لأنها لم تلتزم بالمعلومات التي قدمتها الجهات الرسمية المصرية وجريت وراء التفاصيل التي تنشرها الصحف في ايطاليا، لافتًا إلى أن ايطاليا لو تعاملت مع مصر على المستوى الرسمي لحل الموضوع دون شوشرة- على حد قوله. مؤامرة ممنهجة وفى السياق نفسه، علق نجيب جبرائيل، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، قائلاً: "دي مؤامرة ممنهجة لإفساد علاقات مصر وفرض عزلة دولية عليها لمساعى تحركات قوى الشر وجماعة الإخوان ولعبها على وتر حقوق الإنسان لتشويه سمعة مصر"، لافتًا إلى أن هذا التقرير ليس له أساس من الصحة ولا من المنطق، مستنكرًا أن تبحث أسرة عن مقتل ابنها بعد ثلاث سنوات، متابعًا: "وهي كانت فين السنين اللي فاتت، هو احنا ناقصين كل ما نطلع من حفرة نقع في دحديرة". وأوضح جبرائيل في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن كل هذه الادعاءات والمزاعم تستهدف جر مصر وتعميتها عن طرق التقدم الذي بدأت فيه حتى تضع قدمها على الطريق، داعيًا لجان حقوق الإنسان للانتفاض لوضع حد ونهاية لهذه الشائعات المغرضة والتلفيقات التي لا يمكن أن تنطلي على عقل "بعد 3 سنين بتاع ايه يدورا هما مش السلطات المصرية قالت إن اللي ضربوه سته محتجزين واتحاكم يبقى فيه ايه تاني".