«أنا زيتُ من لا زيتَ له، يا عبد المتعال اشفق على اليتيم واكس العريان واطعم الجوعان واكرم الغرباء».. هذه كانت كلمات ووصية العارف بالله سيدي أحمد البدوي لتلميذه وخليفته عبد المتعال، وبعد مرور مئات السنين على وفاة القضب الصوفى إلا ان الوصية ظلت سارية حتى اليوم، حيث أصبح مسجده الذى يعد أبرز المعالم الأثرية بمدينة طنطا حصن يحتمى به الفقراء والمساكين ليجدوا الطعام والكساء. المولد الرجبي وفى اليوم الذى تحتفل به الطرق الصوفية جميعها بالمولد الرجبى للإمام البدوى، تحول مسجده لساحة لمن لا مأوى له، ومطهى كبير لإطعام الفقراء والمحتاجين بعد ان أغلقت الدنيا ابواب الرزق فى وجوههم، فتجمع حول مقامه العشرات منهم وكذلك فى حلقات الذكر ليجدوا طعاما وشرابا. وانتشرت حلقات الذكر حول الساحة الأحمدية، ونصبت الطرق الصوفية الخيام وأقيم الإنشاد الدنيى ومديح آل بيت رسول الله، منها عبارات شهيرة «يا رسول الله مدد، يا بدوى مدد...يا شيخ العرب» وغيرها من جمل الإنشاد والذكر الصوفى الشهير. طعام وشراب ويعد أبرز مظاهر الإحتفال بالمولد الرجبى طهى الطعام، وذبح الذبائح، لاطعام الغرباء، والموريدين، ومن يأتى لزيارة مقامه، كما تعددت أوانى " الشاى والقهوى " لتأدية الخدمة على اكمل وجه عملا بقوله تعالى " انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكورا" البدوي ملجأ الملوك والأمراء ولم يكن مسجد العارف بالله سيدى أحمد البدوى، زيد للفقراء والمحتاجين وحدهم بل كان ولا يزال ملجأ الملوك والأمراء، فياتى إلى مقام البدوى ويحتفل بمولده صفوة المجتمع أيضا وبعضهم يترك القصور والأطيان ليجاور الفقراء ويتلمس بركاته وكرامته. الوجه القبيح ولم تبتعد مظاهر الاحتفال عن السلبيات وما يشوهه المولد الرجبي، حيث توافد بعض الشباب وفى بعض الأحيان فتيات يتراقصون ويتمايلون على عبارات المدح والإنشاد، كما انتشر بعض البلطجية والحرامية لاستغلال الزحام لسرقة متعلقات المواطنين. ومن جانبه يقول إمام المسجد أن مظاهر الاحتفال بالرجبية تتمثل فى نصب الخيام واقامة حلقات الذكر والإنشاد والمديح الدينى للرسول وآل البيت، وكذلك إقامة موائد الطعام، وهو ما يجعل الاحتفال عيدا يحفل بموريدين من جميع نواحى مصر والوطن العربى علاوة على حوالى 2 مليون سائح يأتون إلى المسجد فى مولد العارف بالله. حيث أن المسجد نفسه له آثارا خالدة فقد خرج علماء وقراء أضاؤا سماء العالم الإسلامي، مشيرًا إلى أن أبرز قراء المسجد من بينهم الشيخ محمود على البنا، والشيخ محمد عبد العزيز حصان، وأخيرا الشيخ محمد بسيوني.