قطع العلاقات..استدعاء السفير..حظر السفر إلى مصر حذر وزير الخارجية الإيطالى باولو جنتيلونى، مصر، باتخاذ إجراءات فورية وملائمة، ضدها إذا لم تتعاون بشكل كامل فى الكشف عن قاتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. جاءت تصريحات وزير الخارجية أمام البرلمان الإيطالى، فى الوقت الذى يصل فيه وفد مصرى إلى الأراضى الإيطالية، ليلتقى نظيره من المحققين الإيطاليين لمناقشة آخر المستجدات فى التحقيق بشأن مقتل طالب الدكتوراه فى جامعة كامبريدج والذى عثر عليه مقتولا يوم 3 فبراير بعد اختفائه يوم 25 يناير الماضى أثناء ذهابه للقاء أحد أصدقائه. 1- المشهد الإيطالى أثارت تحقيقات الشرطة المصرية غضب الكثيرين فى إيطاليا، وفى تصريح لها خلال مؤتمر صحفى عقد يوم الاثنين الماضى عبرت باولا ديفيندى والدة الطالب عن شكوكها القوية بشأن ما يمكن أن تقدمه السلطات المصرية عن الملابسات الخاصة بالحادثة. ومن المتوقع أن يقدم الفريق المصرى للمحقق الإيطالى جوزيبى بينياتونى الأدلة المتعلقة بالقضية مثل تسجيلات الهاتف، لقطات كاميرات المراقبة، وتقرير الطب الشرعى، مما سيسمح للسلطات الإيطالية بإجراء تحقيق خاص بها. وكانت الرواية المصرية بشأن اختطاف الطالب الإيطالى من قبل عصابة تمت تصفية أفرادها على يد الشرطة قد أثارت غضب الإيطاليين، فعلى سبيل المثال طلبت رئيسة البرلمان الإيطالى لورا بولدرينى، وهى صحفية قبل أن تكون سياسية، من السلطات المصرية الكشف عن الحقيقة بدلا من مجرد تقديم حقائق متناقضة على حسب وصفها. كما صرحت عائلة الطالب الإيطالى بأنها تتوقع من الحكومة الإيطالية استدعاء السفير الإيطالى فى القاهرة فى حالة فشل الفريق المصرى فى تقديم إجابات مقنعة حول ملابسات مقتل ريجينى، كما طلب البعض من وزارة الخارجية الإيطالية بإصدار قرار بحظر السفر إلى مصر. ويلعب السيناتور الإيطالى لويجى ماكونى رئيس لجنة حقوق الإنسان فى مجلس الشيوخ الإيطالى دورا كبيرا فى تحريك هذه القضية حيث قام بعقد مؤتمر صحفى لوالدى الطالب الإيطالى داخل مجلس الشيوخ حيث تم رفع لافتات مثل (الحقيقة من أجل جوليو ريجيني). ولعبت المنظمات غير الحكومية دورا فى تسليط الضوء على القضية، وعلى ذلك قامت منظمة الائتلاف الإيطالية للحرية والعدالة بالتعاون مع منظمة انتيجون بتنظيم وقفات أمام السفارة المصرية فى روما للمطالبة بتقديم إجابات حول مقتل ريجينى. وأطلقت جريدة لاريبليكا الإيطالية حملة على صفحاتها بالتعاون مع عدد من المنظمات الحقوقية تحمل عنوان (الحقيقة من أجل جوليو)، ولم يقتصر الأمر على الجمعيات الحقوقية أو الشخصيات السياسية، ففى إحدى مباريات كرة القدم رفع الفريقان المتنافسان لافتة أعلنا فيها دعمهما لعائلة الطالب القتيل. وبفضل أصدقاء وزملاء ريجينى فى المجتمع الأكاديمى فى بريطانيا وبالتعاون مع منظمة العفو الدولية، امتد المشهد إلى خارج إيطاليا، وتم تنظيم وقفات أمام السفارة المصرية فى بريطانيا ورفع لافتات للطلب بالكشف عن حقيقة مقتله، علاوة على رفع شعارات تطلب بإلقاء الضوء على حالات الاختفاء القسرى فى مصر. وانعكست هذه التحركات فى كتابة عريضة على موقع البرلمان البريطانى من أجل دفع الحكومة البريطانية لإصدار بيان لمطالبة مصر بضمان إجراء تحقيق عادل حول هذه القضية، وقع على العريضة أكثر من 8 آلاف شخص، وفى حال وصول التوقيعات إلى 10 آلاف توقيع ستكون الحكومة البريطانية ملتزمة بإصدار البيان، وسيكون على البرلمان البريطانى مناقشتها فى جلساته. وكان معظم أعضاء البرلمان الأوروبى قد صوتوا لصالح قرار يندد بتعذيب واغتيال جوليو ريجينى فى بداية شهر مارس الماضى، ووافق على القرار 588 عضوا، وعارضه 10 أعضاء وامتنع 59 عن التصويت. 2- الاعتذار الأمريكى فى بداية العام الماضى وقعت حادثة تتشابه فى ملابساتها ولكنها تختلف فى كيفية التعامل معها بسبب خطأ من المخابرات المركزية الأمريكية حيث لقى مواطن إيطالى مصرعه فى باكستان، وتحولت القضية إلى أزمة دبلوماسية بين الدولتين. وفى يناير 2015 قامت الولاياتالمتحدة بقصف موقع لتنظيم القاعدة فى باكستان باستخدام طائرة بدون طيار بعد تقرير من المخابرات الأمريكية يؤكد أن الموقع لا يضم أى رهائن، وكان التنظيم الإرهابى قد قام باختطاف اثنين من الرهائن، الأول مواطن أمريكى يدعى وارين وينستاين، والثانى إيطالى يدعى جيوفانى لو بورتو، وبعد عملية القصف اكتشفت السلطات الأمريكية مقتل الرهينتين جراء القصف الأمريكى. واعتبرت صحافة العالم الرئيس أوباما هو المسئول المباشر عن هذا الخطأ، لم ينتظر أوباما كثيرا وعقد مؤتمرا صحفيا وأعلن فيه صراحة أنه يتحمل المسئولية الكاملة عن هذه الحادثة، وقدم تعازيه لأسر المواطن الأمريكى والمواطن الإيطالى. قيمة الاعتذار لم تكن بسبب أن من قدمه هو رئيس الدولة ولكن لأنه هو المسئول الأول عن برنامج الضربات العسكرية بدون طيار، فالمسئول عن الخطأ الذى أسفر عن مقتل مواطنين دون ذنب هو من أعلن مسئولياته وتقدم باعتذار رسمى