رحلة البحث عن بديل بدأت قبل مراسم الجنازة الساعات القليلة التى سبقت إعلان وفاة اللواء سامح سيف اليزل رسميا مساء الاثنين الماضى، شهدت أحداثا وتوترا واضحا بين أعضاء ائتلاف دعم مصر، الذين تساءلوا عن مصيره بعد رحيل منسقه العام، وعن الأسماء المطروحة لتولى المنصب خلفه، خاصة فى ظل عدم تمتع أى من قيادات الائتلاف بالمواصفات القيادية التى كان يتمتع بها الراحل، كقوة الشخصية والحزم. كما أن اليزل كان يتمتع بعلاقة وثيقة مع دوائر السلطة، خاصة الأمنية، وهو ما أهله إلى التحول فى فترة وجيزة من معلق على الأحداث كخبير استراتيجى، إلى صانع لها ورقم فى معادلة الدولة كمنسق عام للائتلاف، وهو ما يعنى حاجة الائتلاف لشخص يملك نفس المواصفات والعلاقات مع أجهزة الدولة، لكن داخل الائتلاف لم يظهر حتى الآن شخص يحمل نفس المواصفات. ظل اليزل يتحلى بمقومات الرجل العسكرى حتى بعد دخوله البرلمان، حيث تعود طوال حياته على تحمل المسئولية، كما أنه كان يدرك جيدا أن ساعاته فى الحياة معدودة، بعد إصابته بسرطان الدم وخضوعه إلى العلاج المكثف، ولكن بعد أن أدرك أن هذا العلاج باء بالفشل، اتخذ قرارًا قبل أيام من وفاته بتفويض عددًا من القيادات الذين يثق بهم وعلى رأسهم أسامة هيكل نائب رئيس الائتلاف وطاهر أبوزيد الأمين العام واللواء سعد الجمال عضو المكتب السياسى بإدارة المكتب السياسى للائتلاف قبيل إدخاله غرفة العناية المركزة، حيث وقع على تفويض كتابى يوكل فيه مهام الإدارة لهم معا. قبل إجراء الانتخابات البرلمانية سافر اليزل أكثر من مرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للعلاج من مرض سرطان الدم، وبمجرد بدء البرلمان فى العمل، ظهر اليزل وعلامات المرض بادية بوضوح على ملامحه وجسده حيث ظهر حليق الرأس نظرا لتساقط شعره من العلاج بالكيماوى، إضافة إلى فقدانه الكثير من وزنه، وقبل وفاته بنحو شهرين نصحه بعض المقربين منه فى الائتلاف بالسفر مرة أخرى للولايات المتحدة لمتابعة حالته والخضوع للعلاج، إلا أنه رفض. ورغم حالته الصحية المتدهورة إلا أنه كان حريصاً على حضور أغلب جلسات المجلس باستثناء الأسبوعين الأخيرين للاستماع إلى بيان الحكومة. تفويض اليزل لقيادات الائتلاف الثلاثة، كان محاولة للحفاظ على الكيان من التمزق والانهيار، فى حال تولى شخص بعينه مقاليد القيادة، خاصة فى ظل عدم توافق أعضاء الائتلاف جميعاً على أحد الشخصيات، خاصة طاهر أبو زيد الذى يواجه تكتلات داخلية من جانب بعض النواب على رأسهم فرج عامر المرشح لرئاسة الشباب بسبب دعم أبو زيد لمرشحين منافسين له، كما أن أسامة هيكل والذى ظل يرافق اليزل حتى رحيله يلقى أيضا العديد من الاعتراضات من جانب الأعضاء بسبب ما أسموه طريقته الجافة فى التعامل. الصراع على رئاسة الائتلاف بدأ مبكرا وقبل تشييع جنازة اليزل، بين هيكل وأبوزيد، وهو ما ظهر فى بعض التصريحات الإعلامية المجهلة من مؤيدى الطرفين، بهدف جس النبض، والتى تؤكد أن كلا منهما هو رئيس الائتلاف المنتظر، وهو نفس الأمر الذى أكده لنا بعض أعضاء الائتلاف بأن اللواء سعد الجمال هو رئيس الائتلاف المنتظر. ورغم نفى عدد من أعضاء الائتلاف وقياداته أى أزمات بسبب البحث عن خليفة اليزل، إلا أن محاولات جس النبض تؤكد أن هناك صراعًا مرتقبًا داخل الكيان، ما قد يؤثر سلبا على مستقبله، خاصة إذا فشل فى عبور أزمة البحث عن منسق جديد بسلام. وبعيدا عن المعركة الدائرة بين القيادات الثلاث، بقى السؤال من هو رئيس الائتلاف المنتظر خاصة فى ظل عدم تمتع أى من الأعضاء بكريزما الراحل اللواء سامح سيف اليزل، وبين الإجابات التى طرحت على هذا السؤال، كانت المفاجأة فى رأى البعض أن الائتلاف قد يلجأ لأحد النواب أصحاب الكاريزما من الخارج لضمه وطرحه للمنافسة على رئاسة الائتلاف، وجاء اسم الدكتور على مصيلحى، وزير التضامن فى عهد الرئيس الاسبق حسنى مبارك، ليكون الأسم الأبرز للمنافسة على رئاسة الائتلاف، لما يحظى به من تأييد قطاع كبير داخل الائتلاف يزيد على ال100 عضو من الذين أيدوه فى انتخابات رئاسة المجلس أمام الدكتور على عبد العال. وعدد البعض العديد من المميزات التى يحظى بها الوزير الأسبق والتى تتمثل فى علاقته الجيدة بالحكومة والأجهزة التنفيذية، وقدرته على الإدارة والقيادة، وتمتعه بقبول من قطاع كبير داخل الائتلاف الذى سبق ودعمه أمام مرشحه فى انتخابات رئاسة المجلس، لكن يظل هذا الطرح محل شكوك، خاصة أن اللائحة الداخلية للائتلاف تنص على اختيار رئيسه من بين أعضائه، وهو ما يعنى ضرورة أن ينضم المصيلحى رسميا إلى الائتلاف.