وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة اليوم الخميس، في مستهل زيارة رسمية تستغرق 5 أيام، وتهدف إلى تأكيد دعم الرياض لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وللعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بدءًا من الجانب العسكري وحتى الاقتصاد. وهذه هي الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها الملك سلمان للقاهرة، منذ توليه الحكم، خلفًا لأخيه الملك عبد الله، في يناير 2015، لكنه قام بزيارة وجيزة لمنتجع شرم الشيخ المصري في مارس العام الماضي، للمشاركة في مؤتمر دولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري. وتعد السعودية من أكبر داعمي حكومة السيسي الذي تولى الحكم في 2014، بعد عام على إعلانه حين كان قائدا للجيش ووزيرًا للدفاع، عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، إثر الثورة على حكمه في 30 يونيه. وتمثل الزيارة الخارجية النادرة للعاهل السعودي، ردًا على تعليقات في وسائل الإعلام بالبلدين، عن خلافات بينهما، وترمي لإظهار أن الرياض مازالت تدعم السيسي. وتشارك مصر في تحالف عسكري عربي تقوده السعودية في اليمن، لقتال الحوثيين الشيعة، المدعومين من إيران لكنها تمتنع عن إرسال قوات برية، وقال دبلوماسيون غربيون في القاهرة والخليج، إن ذلك أدى إلى توتر العلاقات بعض الشيء، لكن الرياض قبلت في نهاية الأمر أسباب مصر، وتأكيداتها العلنية، بأنها تدافع عن السعودية في مواجهة أي تهديد خارجي. وانعكس ذلك في الحفاوة البالغة بالزيارة، فمنذ أيام يبث التلفزيون الرسمي تقارير عن متانة العلاقات بين البلدين، وأهمية الزيارة التي وصفت ب«التاريخية»، واليوم الخميس بث التلفزيون لقطات أرشيفية وأفلامًا وثائقية عن زيارات سابقة قام بها ملوك السعودية لمصر في فترات مختلفة. كما بث لقطات حية لمسيرة الموكب الذي أقل الزعيمين لقصر الاتحادية الرئاسي، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبًا بالعاهل السعودي. ومن جانبه أصدر الديوان الملكي السعودي، بيانًا صباح اليوم الخميس، قال فيه إن زيارة الملك سلمان لمصر تأتي انطلاقا من الروابط الأخوية المتينة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وأضاف أن الجانبين يبحثان خلال الزيارة، سبل تعزيز تلك العلاقات في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. محادثات اقتصادية.. من جانبها رحبت مصر بزيارة الملك سلمان، في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية، أمس الأربعاء، وقالت إنها تعكس خصوصية العلاقات المصرية السعودية، وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشترك ومصير واحد. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، إن المحادثات تتناول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التنسيق والتعاون على جميع الأصعدة بين البلدين، في مواجهة ما يتعرض له الأمن القومي العربي والخليجي من مخاطر إقليمية وخارجية. وكانت مصادر دبلوماسية قالت إنه من المقرر أن يكشف المسؤولون خلال الزيارة عن استثمارات سعودية قيمتها 4 مليارات دولار. ويوم الثلاثاء قال مصدران حكوميان بمصر لرويترز، إن زيارة العاهل السعودي، تشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة 5 سنوات، بحوالي 20 مليار دولارًا، وبفائدة 2%، بجانب تقديم قرض لتنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 مليار دولارًا. وقالت بعض المصادر في الرياض، إنه يتم الإعلان عن اتفاقات للتعاون بشكل أوثق في عدد من المسائل من القوات المسلحة إلى الاقتصاد. وكان الملك سلمان أمر في ديسمبر الماضي، بمساعدة مصر في تلبية احتياجاتها البترولية على مدى السنوات الخمس المقبلة، وزيادة الاستثمارات السعودية هناك لتصل إلى أكثر من 30 مليار ريال. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الجانبين يعقدان جلسة مباحثات عقب الاستقبال الرسمي، اليوم الخميس، كما تعقد جلسة مباحثات ثانية غدًا الجمعة، يعقبها حضور مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين.