تحفل مسيرة المرأة المصرية منذ قرابة قرنين من الزمان بنضالها في سبيل نيل حقوقها وإثبات نفسها، فنجد سجل المرأة حافل بنساء مشرفات وعلامات بارزة في التاريخ، وفي ذكرى يوم المرأة المصرية اليوم نجدها السياسية والمعيلة للأسرة فنجدها تعمل بجميع المهن وتتخطى كل الظروف وتتحدى نفسها والجميع للنهوض بذاتها وبأبنائها. وتم اختيار يوم السادس عشر من شهر مارس لكي يكون يومًا للمرأة المصرية والذي يحمل ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، ولاسيما استشهاد أول مصرية من أجل الوطن، ففي السادس عشر 1919 سقطت مجموعة من الشهيدات المصريات هن :« نعيمة عبد الحميد، حميدة خليل، فاطمة محمود، نعمات محمد، حميدة سليمان، يمنى صبيح». وقد تظاهرت في هذا اليوم أكثر من 300 سيدة بقيادة السيدة هدى شعراوي رافعين أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددين بالاحتلال البريطاني والاستعمار. ورصدت «الفجر» نماذج تحدت الظروف والمجتمع لتثبت للعالم أنها تستطيع تحمل المسئولية مهما كانت أبعدها. «عفاف الدكر».. ارتدت زي الرجال 20 عامًا من أجل ابنها كانت تبيع الخضار من خلال فرشة بالشرقية، إلا أن الحكومة حاربتها، إلى أن قامت بشراء «عربة كارو»، من أجل بيع الخضار عليها، فأوضحت أنها اتجهت إلى العمل بسوق الخضار لأنها مهنة عائلتها، رغم كونهم من أسرة بسيطة، مرتدية زي رجالي حرصًا على نفسها: «ارتديت الجلابية منذ 23 عامًا ولم أهتم بنظرة الناس لي، وأحمل على عاتقي مسؤولية كبيرة، فلا بد أن تكون شخصيتي قوية حتى لا أسمع كلمة غير مظبوطة». «بدرية».. ورثت الجزارة منذ ثلاثة عقود وهناك أمثلة أخرى لسيدات بالمجتمع شغلن مناصب عرفت أنها للرجل؛ لكن «بدرية» تحملت عبء الحياه ومارست مهنة والديها، فهي تعمل في مهنة الجزارة منذ أكثر من ثلاثة عقود، توارثتها عن والديها قائلة: «أنا طلعت لاقيت نفسي كده وارثة المهنة عن أبويا وأمي كانوا جزارين .. وشغلت بناتي في نفس المهنة وأولادي». وأكدت أن مهنتها ليست أكبر من عمل الأنثى فيها، قائلة: «الرجالة زي الحريم دلوقتي مفيش راجل وست .. الست أجدع من الراجل». «شادية».. رحلة مساعدة الزوج من صناعة الأحذية إلى امتلاك مقهى أما «شادية» فتعبر قصتها عن كفاح المرأة المصرية، حيث ظلت لأكثر من 30 عامًا تعمل وتكد مع زوجها بين ورشة لصناعة الأحذية وصناعة الشاي على بوتاجاز في المنزل وبيعه، إلى أن أصبحت «معلمة» ومالكة مقهى، لتضرب بذلك مثلًا لصبر وتحمل المرأة المصرية ووقوفها إلى جانب زوجها حتى يستطيعا معًا تربية أبنائهم. وبعد وفاة زوجها ظلت تعمل لتستكمل مسيرة تربية أبنائها، وبعد أون تخطى عمرها ال 50 عام ظلت تعمل في المقهى الذي تملكه لتساعد أبنائها. «سامية».. باعت الخضروات لتربية أبنائها الثمانية بينما «سامية» بائعة الخضروات، كانت تكد من أجل أبنائها الثمانية، بعد وفاة زوجها، فلجأت بعد أن تركها وحيدة إلى النزول للعمل والاعتماد على نفسها، فبدأت شراء بعض الخضروات وتقوم بتنظيفها وتقطيعها وتغليفها للبيع في منطقة وسط البلد لتمارس عملها الذي لا تعرف سواه، فلا تفارق شفتيها الابتسامة رغم ضيق حالها، ولا تتوقف يديها المليئة بالتجاعيد من كثرة تنظيف الخضار ثانية واحدة، راضية تمام الرضا برزقها لإدراكها أن الرزق من صنع الخالق. «صابرة».. تقطن المقابر بابتسامة وتحققت العديد من الانجازات لدى المرأة فكانت الأولى في طوابير الانتخابية والأولى في دعم زوجها والوقوف بجانبه كراجل حقيقي بمواقفه، فتحملت كل شيء وعاشت وسط المقابر بل كانت ربان السفينة التي سلكت طريق الحياة للنجاة فكانت «صابرة» سر الفرحة والبسمة التي ترسم على مبسم أبنائها، ورغم بساتطهم والظروف القاسية التي يعيشون فيها إلا أنهم سعداء، وربنا بيعوضهم في لمتهم بخير، بحسب وصفها، وتشير صابرة رغم بؤس الحال إلا أنها تربي أبنائها وأحفادها بكل حب تحت ظلال المقابر دون إرهاق بل تستقبل كل ظرف بابتسامة ورضا من الرحمن، بحسب قولها.