تدرج في المناصب السياسية، وتميز بحبه الشديد للإخوان وانتمائه لهم، وعداؤه لمصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أي بعد ثورة 30 يونيو والتي قضت على حكم المعزول محمد مرسي، هو رجب طيب أردوغان، رئيس دولة تركيا حالياً ورئيس وزراءها سابقاً من 14 مارس 2003 حتي 2014، وشهدت مسيرته السياسية محطات بارزة إلا أن صعد للحكم. بداياته السياسية ولد رجب طيب أردوغان في 26 فبراير 1954 بإسطنبول، وتخرج من جامعة العلوم الاقتصادية في مرمرة في 1981، وفي 1976 انضم إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة أربكان مرشده السياسي الذي تولى بعد سنوات من ذلك منصب رئيس الحكومة في تركيا، لكن تم إلغاء جميع الأحزاب مع الانقلاب العسكري الذي حدث في 1980، وعادت الحياة الحزبية إلى تركيا في عام 1983، وعاد نشاط أردودغان من خلال حزب الرفاه ، حيث رشح إلى منصب عمدة إسطنبول في عام 1994، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات. إقصاءه عن الحياة السياسية اكتسب " أردوغان" شعبية كبيرة بفضل إدارته الفعالة لعمدة إسطنبول، إلا أنه بسقوط أربكان اضطر للاستقالة تحت ضغط العسكر 1997، وأدين في 1998 بتهمة التحريض على الكراهية الدينية وأقصي عن الحياة السياسية وسجن أربعة أشهر في 1999. ترأسه حزب العدالة والتنمية ورغم قرار إقصاءه عن الحياة السياسية وحبسه بتهمة التحريض ضد الدين، إلا أنه في يوليو 2001 أجازت له المحكمة الدستورية العودة إلى السياسة؛ فأسس في 14 أغسطس 2001 حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه. وفاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر 2002، لكن أردوغان لم يتمكن من تولي رئاسة الوزراء لإعلان المجلس الانتخابي الأعلى عدم أهلية انتخابه قبل شهرين من ذلك، بسبب تبعات سجنه. صعوده لرئاسة الحكومة ومع ذلك لم يستاء أردوغان، وطلب من عبد الله غول ذراعه اليمنى تولي المنصب حتى يتسنى له تنظيم انتخابه شخصياً أثناء انتخابات تشريعية جزئية تمكن من الترشح إليها بفضل تعديلات أقرها البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية، وأصبح أردوغان رئيساً للحكومة في 14مارس 2003. رئاسته للجمهورية تولى أردوغان رئاسة حكومة تركيا عام 2003 بعد إسقاط الحكم عنه، وفي الانتخابات التشريعية عام 2007، تمكن حزب "العدالة والتنمية" من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان ب46.6% من أصوات الناخبين، ناهيك عن حصوله في انتخابات 2011 على الأغلبية للمرة الثالثة بحوالي 50% من أصوات الناخبين. وفي يوليو عام 2014، أعلن حزب "العدالة والتنمية" رسمياً ترشيح أردوغان للانتخابات الرئاسية المقررة أغسطس لتولي زمام البلاد لمدة خمس سنوات أخرى، وكان أول رئيس تركي ينتخب عن طريق الاقتراع المباشر وقد فاز منذ الجولة الأولى متغلباً على منافسيه. اتهامه بالاستبداد ورغم النفوذ الشعبي الذي يمتلكه أردوغان، إلا أن المعارضة تتهمه ب "الاستبداد" و"الأسلمة" وتعايره بفساد نظامه، فضلاً عن أنه قمع بوحشية الحراك الاحتجاجي في يونيو 2013، حيث بدأت بغضب شعبي غير مسبوق ندد بانحرافه الاستبدادي، وأعقبه فضيحة فساد مدوية طالته شخصياً، وقد اهتز نظامه بقوة لكنه نجح في خنق هذا التمرد بقمع قاس أضر بصورته كرجل ينادي بالديمقراطية. علاقته بالإخوان ازدهرت العلاقة بين جماعة الإخوان وتركيا، منذ قديم الأزل، إذ تحالف أربكان مع الحركة النورسية، التي كانت تتبنى فكر الإخوان، واستضافت تركيا في عهده، العديد من المؤتمرات الشبابية التابعة لجماعة الإخوان، وذلك تحت إشراف مهدي عاكف، وقيادي الجماعة جمعة أمين عبدالعزيز، إذ كانت تهدف تلك المؤتمرات إلى تغلغل أفكار ورسائل حسن البنا داخل المجتمع التركي. ولم تضعف العلاقة بعد خروج أربكان من الساحة السياسية، وإحلال إردوغان بديلا له، بل تميزت العلاقة بين الإخوان وتركيا بالمنهجية في ظل تأييد شعبي كبير. واتضحت العلاقة مع جماعة الإخوان جلية بعد فوز الرئيس الأسبق لحزب "الحرية والعدالة"، محمد مرسي، بالانتخابات الرئاسية في مصر، مروراً بتبادل زيارات قادة الجماعة في كلا البلدين حتى أحداث 30 يونيو، وإعلان إردوغان العداء الصريح للسلطة المصرية. عداءه لمصر حينما قامت ثورة 30 يونيو 2013 ضد نظام حكم الإخوان في مصر، اعتبرها "أردوغان" صفعة سياسية له وضربة قوية لمشروع إعطاء مقاولة أخونة المنطقة كلها له!، تزامن ذلك مع مشاكل "أردوغان" الداخلية مع مؤسسة الجيش ومع الشباب المتظاهرين في حديقة "جيزى" بإسطنبول وبفضيحة اتهام نجله بالفساد، لذلك كله يصبح الرئيس عبدالفتاح السيسي عدوه، وتصبح ثورة 30 يونيو كابوساً له.